عرض مشاركة واحدة
قديم 22-10-2012, 03:40 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

فإن الله عز وجل شرع الأضحية توسعة على الناس يوم العيد
وقد أمر الله أباالأنبياء إبراهيم عليه السلام أن يذبح ابنه إسماعيل

فاستجاب لأمر الله ولم يترددفأنزل الله فداء له من السماء
{ وفديناه بذبح عظيم}
[الصافات:107]
ومنذ ذلكالوقت والناس ينحرون بهيمة الأنعام امتثالاً لأمر الله بإراقة الدماء
لأنها من أفضلالطاعات والأضحية سنة مؤكدة، ويُكره تركها مع القدرة عليها وفضلها عظيم.
تعريفها ومعناها في اللغة والشرع
قال الجوهري:
( قال الأصمعي فيها أربع لغات: أُضحيّة وإِضحيّة بضم الهمز وكسرهاوالجمع أضاحي،
والثالثة ضحيّة والجمع ضحايا، والرابعة: أضحاه،
والجمع أضحى كأرطأةوأرطى وبها سمي يوم الضحى ). أهـ.
ذكره النووي في تحرير التنبيه،
وقال القاضي، سميت بذلك لأنها تفعل في الضحى وهوارتفاع النهار.
والأضحية شرعاً:اسم لما يذبح من الإبل والبقر والغنم يوم النحر وأيامالتشريق تقرباً إلى الله تعالى.
الحكمة من تشريعها
1 - التقرب إلى الله تعالى بها،
إذ قال سبحانه
{فَصَلِّ لِرَبِّكَوَانْحَرْ }
[الكوثر:2]،
و قال عز و جل :
{قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للهرب العالمين }
[الأنعام:162]
والنسك هنا هو الذبح تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى.
2 - إحياء سنة إمام الموحدين إبراهيم الخليل عليه السلام إذ أوحى الله إليه
أنيذبح ولده إسماعيل ثم فداه بكبش فذبحه بدلاً عنه،
قال تعالى:
{ وفديناه بذبح عظيم }
الصافات:107].
3 - التوسعة على العيال يوم العيد.
4 - إشاعة الفرحة بين الفقراء والمساكين لما يتصدق عليهم منهم.
5 - شكر الله تعالى على ما سخر لنا من بهيمة الأنعام،
قال تعالى :
{ فَكُلُوامِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36)
لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَاوَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ
كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوااللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِي}
الحج:37،36].
حكمها:جمهور أهل العلم على أن الأضحية سنة مؤكدة، ويكره تركها مع القدرةعليها،
والبعض قال: سنة واجبة على أهل كل بيت مسلم قدر أهله عليها،
وذلك لقولهتعالى:
{ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}
وقول الرسول عليه الصلاة والسلام:
(من كان ذبح قبل الصلاة فليعد )
[متفق عليه]
فضلها :
لم يرد حديث صحيح في فضل الأضحية سوى حرص النبيصلى الله عليه و سلم على فعلها
وإنما وردت أحاديثلا تخلو من مقال ولكن بعضها يعضد بعضاً ومنها
قول الرسول صلى الله عليه و سلم :
(ماعمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله عز و جل من إراقة دم ،
و إنها لتأتي يومالقيامة بقرونها و أظلافها و أشعارها .
و إن الدم ليقع من الله عز و جل بمكان قبل أن يقععلى الأرض فطيبوا بها نفساً )
[ رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه]
وقولهصلى الله عليه و سلم
وقدقالوا له: ما هذه الأضاحي؟
فقال صلى الله عليه و سلم :
(سنة أبيكم إبراهيم )
قالوا: ما لنا منها؟
فقال صلى الله عليه و سلم :
(بكل شعرةحسنة )
قالوا: فالصوف؟
قال صلى الله عليه و سلم :
(بكل شعرةمن الصوف حسنة )
[رواه ابن ماجه والترمذي، وحسنه]
الأحكام التي تتعلق بالأضحية
1 - ما يتجنبه من عزم على الأضحية :
من دخلت عليه عشر ذي الحجة وأراد أن يضحي،فلا يأخذ من شعره،
وأظفاره حتى يضحي في وقت الأضحية وذلك لما روى عن مسلم في صحيحه
عن أم المؤمنين أمنا السيدة / سلمة / رضى الله تعالى عنها
أن النبيصلى الله عليه و سلم قال :
(إذا رأيتم هلالذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره )
[رواه مسلم]
و في رواية:
(فلا يأخذن شعراً ولا يقلمن ظفراً )
[مسلم]
والحكمة في النهي: أن يبقي كامل الأجزاء ليعتق من النار،
وقيل: التشبه بالمحرم. ذكره النووي.
[مسلم: شرح النووي:13120]
مسألة :ما على من قطع الشعر و قلم الظفر ؟
قال ابن قدامة رحمه الله:
[ فإنه يترك قطع الشعر وتقليم الأظافر فإن فعل استغفرالله تعالى
ولا فدية فيه إجماعاً سواء فعله عمداً أو نسياناً ]
[المغني:13363].
2 - سِنُّها :
أخرج مسلم في صحيحه :
أن النبيصلى الله عليه و سلم قال :
(لا تذبحوا إلا مُسنّة إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن )
[مسلم:1963]
و المسنة من الأنعام هي الثنية.
وقال الإمام ابن القيّم في كتابه زاد المعاد 2/317 :
[ وأمرهم أن يذبحوا الجَذَعَمن الضأن والثني مما سواه وهي المُسنة ]. أخرج البخاري ومسلم
عن عقبة بن عامر رضى الله عنه قال :
[ قسم النبيصلى الله عليه و سلم بينأصحابه ضحايا فصارت لعقبة جذعة،
فقال : ( ضح بها أنت ) ]
والجذع عند الحنفيةوالحنابلة:
هو ما أتم ستة أشهر ونقل الترمذي عن وكيع أنه ابن ستة أشهر أو سبعةأشهر،
وقال صاحب الهداية: والثني من الإبل: ما استكمل خمس سنين،
ومن البقر والمعز: ما استكمل سنتين وطعن في الثالثة.
3 – سلامتها :
لا يجزئ في الأضحية سوى السليمة من كل نقص في خلقتها،
فلا يجزئالعوراء ولا العرجاء
ولا العضباء [ وهي مكسورة القرن من أصلها، أو مقطوعة الأذن منأصلها ]
ولا المريضة ولا العجفاء [ وهي الهزيلة التي لا مخ فيها ]
وذلك لقوله صلى الله عليه و سلم :
(أربع لا تجوز في الأضاحي :
العوراء البيّن عورها ، والمريضةالبيّن مرضها، والعرجاء البيّن عرجها،
والكسيرة التي لا تُنقي ـ يعني لا نَقي فيهاـ أي لا مخ في عظامها
وهي الهزيلة العجفاء )
[أحمد:4/284، 281، وأبوداود:2802]
4 – أفضلها :
أفضل الأضحية ما كانت كبشاً أملح أقرن،
إذ هذا هو الوصف الذي استحبهالرسولصلى الله عليه و سلم وضحىبه
كما أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما
عن أنسرضى الله تعالى عنه
أن النبي صلى الله عليه و سلم :
[ضحى بكبشين أملحينأقرنين.. الحديث ]
[البخاري:5558 ومسلم:1966]
وفُسّر الأملح بأنهالأبيض الذي يخالطه سواد
كما جاء عند مسلم 1967
أن رسول اللهصلى الله عليه و سلم
[أمربكبش أقرن يطأ في سواد، ويبرك في سواد، وينظر في سواد..
الحديث [
[مسلم: شرح النووي 13105]
قال النووي:
( معناه أن قوائمه وبطنه وما حول عينيه أسودوالله أعلم ) أهـ.
ويسن استسمان الأضحية واستحسانها
لقول الله تعالى:
{ ذلك ومن يعظم شعائرالله فإنها من تقوى القلوب }
[الحج:32].
قال ابن عباس رضى الله تعالى عنهما :
[ تعظيمها استسمانها واستعظامهاواستحسانها ]
[الطبري، جامع البيان:17156)






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة