وقال تعالى:
{إِنَّا أَنـزلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ
هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ}
الآية[المائدة : 44] ،
وقال تعالى:
{وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ }
[المائدة : 111] .
فأخبر [الله] تعالى أنه بعث رسله بالإسلام، ولكنهم متفاوتون فيه بحسب
شرائعهم الخاصة التي ينسخ بعضها بعضًا، إلى أن نسخت بشريعة محمد
صلى الله عليه وسلم التي لا تنسخ أبد الآبدين، ولا تزال < 3-383 >
قائمة منصورة، وأعلامها مشهورة إلى قيام الساعة؛
ولهذا قال عليه الصلاة و السلام:
( نحن مَعاشِر الأنبياء أولاد عَلات ديننا واحد )
فإن
أولاد العلات هم الأخوة من أب واحد وأمهات شَتَّى، فالدين واحد وهو
عبادة الله وحده لا شريك له، وإن تنوعت الشرائع التي هي بمنـزلة
الأمهات، كما أن إخوة الأخياف عكس هذا، بنو الأم الواحدة من آباء
شتى، والأخوة الأعيان الأشقاء من أب واحد وأم واحدة، والله أعلم.
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا أبو سعيد، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله
الماجشُون، حدثنا عبد الله ابن الفضل الهاشمي، عن الأعرج،
عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي رضي الله عنه؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كبر استفتح، ثم قال:
{وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
[الأنعام : 79] ،
{إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *
لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}
اللهم أنت الملك، لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي
واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعًا، لا يغفر الذنوب إلا أنت.
واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت. واصرف عني
سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت. تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك".
ثم ذكر تمام الحديث فيما يقوله في الركوع والسجود والتشهد.
وقد رواه مسل في صحيحه .