عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2012, 03:40 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

... إنسان ذهبَ إلى الحج... أقول لكم بصراحة دون مجاملة... واحد سُمِحَ
له أن يذهبَ إلى الحج ودفع مبالغ طائلة وركب الطائرة وغادر بلده وترك
محله وترك أهله وترك أولاده ازدحام وحر ونفقات وانتظار بالمطار سبعة
أيام أو سبع ساعات أو عشر ساعات يعني لا أُصدق أنَّ الحاج طافَ حولَ
الكعبة وما شعرَ بشيء، ذهبَ إلى عرفات وأقام ساعات طويلة جلس مثل
السائح.. والله الخيمة حر أين الطعام.. أين يوجد مكيف جلس ونام قليلاً
وارتاح حتى غابت الشمس ثم جاء إلى مِنى، يعني أنا لا أُصدق أنَّ خالقَ
الكون أمركَ أن تترك بلدك وأن تركب الطائرة أو أن تمشي على قدميك
أو أن تركب الجمل وأن تقطع المسافات الشاسعة وأن تُنفق عشرات
الألوف وأن تتحمل مشاق السفر للتواجد في مكان اسمه الكعبة،
والله لا أُصدق ذلك إلا أن يكون في هذا الطواف الخشوع والإقبال والشعور
بالقرب والشعور بتلقي التجلي من الله عزّ وجل...
أن تذهبَ إلى عرفات دونَ أن تشعرَ بشيء إلا أنكَ وُجِدتَ في عرفات.
يعني أيام عِند الفقهاء بعض الآراء تدعو إلى التساؤل إنسان هارب من
الناس ومرَّ بعرفات خطأً لثانية واحدة في أيام الحج صحَّ حجهُ، إذا كان
هارباً والناس يتبعونه دخلَ في منطقة عرفات لثانية واحدة صحَّ حجهُ.
الفقهاء ينظرون إلى الأحكام الظاهرة. يعني.. إذا تواجدتَ في عرفات وقتاً
قصيراً مهما كانَ قصيراً صحَّ الحج. خالق الكون لا يُعقل أن يأمركَ أن تدعَ
أهلكَ وبيتكَ وتجارتكَ وأن ترتدي الثياب البيضاء الخشنة غير المخيطة
وأن تتحمل مشاق السفر ومشاق الحج ومشاق الازدحام والانتظار الطويل
ليتواجد جسمكَ في عرفات دون أن تخشع، دون أن تبكي، دون أن تذوب
كما تذوب الشمعة، لا والله ليسَ هذا الحج.. الحج قُرب، الحجُ إقبال، الحجُ
اتصال، الحجُ ذوبان في محبة الله عزّ وجل.
هل تُصدّق أنكَ إذا شربتَ الماءَ واقفاً خِلافاً للسُنّة ثم أقبلتَ على الصلاة
تشعر في حِجاب خفيف، إذا أخّرتَ الصلاة عن وقتها، إذا فعلتَ شيئاً خِلاف
السُنّة تشعر بالجفوة، تشعر بالبُعد، بالمقابل إذا كنتَ دائماً من سُنّة رسول الله،
إذا كنتَ دائماً مع الأمر والنهي، إذا كنتَ دائماً مع الله عزّ وجل ألا تشعر
بسعادةٍ لا توصف، والله الذي لا إله إلا هو جميع شروط الحياة تتعطل،
يعني كيفما كان بيتكَ، وكيفما كان دخلكَ، وكيفما كانت صحتكَ، وكيفما كان
مستوى معيشتكَ، وكيفما كانت مكانتكَ، كلُّ هذه الشروط الظاهرة عندئذٍ
تتساقط أمام عينيك لأنه لا قيمةَ لها.
الحركة، التحرك، ميلان دائماً، في أشخاص يحب أن يتحرك حركة نواس
أثناء الصلاة ليسَ هذا هو الخشوع، لو خشعَ قلبه لخشعت جوارحه،
يعني.. الخشوع هو انخفاض الرأس مع الشعور بالذلِّ لله عزّ وجل،
كلما تذللتَ لله عزّ وجلازددتَ عِزّاً، وكلما تذللت لمخلوق ازددتَ ذُلاً.
اجعل لربكَ كلَّ عِزكّ يستقر ويثبتُ
فإذا اعتززتَ بمن يموت فإنَّ عِزكَ ميتُ.. إذا الإنسان كانَ عزيز النفس
مع الناس وكانَ بينه وبينَ الله ذليلاً أو متذللاً وضع رأسه على الأرض
وسجد وبكى وناجى وابتهل ودعا واستجار واستنجد واستغاث واستعطف
وأعلنَ عن نقصه وعن ضعفه وعن فقره وعن تقصيره وأثنى على الله لِما هو أهله،
هكذا الصلاة خضوع لله، تذلل، سكون. تأكيد الانخفاض ربنا عزّ وجل قال:
{ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ
وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) }
( سورة فُصلّت )
ما معنى خاشعةً.. منخفضة،﴾الخشوع الانخفاض، والخشوع الذُل،
والخشوع السكون، هذه معاني الخشوع.
هذه المعاني اللغوية ما المعاني الشرعية..؟..
قال: الخشوع قيام القلب بينَ يدي الرب بالخضوع والذلِّ والجمعِ عليه،
يعني ملتفت إليه خاشع خاضع، ذليل، مُنقاد إلى الله عزّ وجل، هذا المعنى
الشرعي للخشوع.... قال بعضهم الخشوع: الانقياد للحق.
علامات الخشوع: قال الخشوع من علاماته خمودُ نيران الشهوة وإشراق
نور الله في القلب، الإنسان بين نار الشهوة ونور الله، بينَ النارِ وبينَ
النور، بينَ نار الشهوة وبين إشراق نور الله في قلبه، فإذا استعرت
الشهوة في جسده فهو بعيدٌ عن الخشوع، وإذا أشرقَ نور الله في قلبه
اقتربَ من الخشوع، الخشوع اتقاد نور الله، وعدم الخشوع استعار نارِ
الشهوة، أنتَ بينَ شهوةٍ ونور، بينَ نار الشهوة ونور الحق، لذلك..
شكوتُ إلى وكيعٍ سوءَ حفظي فأرشدني إلى تركِ المعاصي
وأنبأني بأنَّ العِلمَ نـــورٌ ونور الله لا يُهدى لعاصـي






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة