إن لم تجود برغبتها فعلّمها كيف
تحترفه !!
الجود بما نُحبّ ،من أجمل ما يتميّز به المسلم ،
فهو يُشارك عباد الله بما رزقه الله ، بل ويتخيّر أحسنه وأحبّه إليه ، عملاً بقوله جلّ في علاه :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ }
(البقرة: ٢٦٧)
وعملاً بقوله عز وجل:
{ لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ }
(آل عمران: ٩٢)
وحتّى إن لم تكن ممّن يحملون هذه الصفة ،
فعوّد نفسك وربّيها على حُسن الإنفاق في سبيل الله ..
تخيّر من ممتلكاتك شيئا تُحبه وبكل روح طيبة ونية صادقة تصدّق وجد به ،
وليس هناك أفضل من رمضان لتغتنمه بالصدقات والحسنات ..
وثق بأن ما تتصدّق به وكأنك تدخره ليوم القيامة فتستلمه حينئذ أضعافاً مضاعفة ،
ولشيخنا ابن العثيمين رحمه الله وجزاه عنا خير الجزاء مقولة رائعة:
" ما تتمسك به فهو إما زائل عنك وإما أن تزول عنه أنت ،
ولابد من أحد الأمرين ،إما أن يتلف أو تتلف أنت ، لكن الذي تقدمه هو الذي
يبقى ، نسأل الله أن يعيننا والمسلمين على أنفسنا ويعيذنا من البخل والشح ".
ولنا في هذه القصة المُثمرة عن بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أسوة حسنة ...
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها، أنهم ذبحوا شاة
فقال النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم :
( مابقي؟قالت: مابقي منها إلا كتفها ،قال: بقي كلهاغيركتفها )
الراوي: عائشة المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند -
الصفحة أو الرقم: 1603خلاصة حكم المحدث: صحيح
والمعنى أن الذي أكلتم هو الذي ذهب ، وأما ما تصدقتم به فهو الذي بقي لكم .
لحظة من فضلك:
هيا لا تتردّد انتقِ ما تحب وتصدّق به ،
وثق بأنه إن قدرت عليها أوّل مرة فستفعلها مرات كثيرة!!
وإلى لقاء آخر مع همسات روحانية بنسمات رمضانية ..