الف شكر اختي ملكة الرومانسيه على الطرح الجميل فالموضوعُ إجمالاً يتناول الدَّوافعَ التي تقفُ وراء هذه السلوكيَّات، وإسهامًا يقترحُ الحلولَ والعلاجات اللاَّزمة التي تكفُل لشبابنا الابتعادَ عن مظاهر الزيغ والانحراف، وتسير به إلى بر الأمان، وهذا هو الواجب؛ إذ إنَّ الطبيبَ الماهرَ لا يتسنى له وصف الدَّواء المثالي، حتى يقوم بتشخيص داءِ المريض، ومعرفة جذور المرض وأسبابه.
وعلى ضوء معرفة ودراسة أسباب انحراف الشباب تتحدَّد آليات وأدوات العلاج الممكنة، وكلنا على درايةٍ بمنزلةِ ومَكانة الشباب في المجتمع، وما تُمثِّله هذه الفئة الحساسة من ثروة، وقوة، وفهمٍ، ولبنة المجتمع وركيزته، وهم دعامة الأمة، فبقدر صلاحهم تؤهل الأمَّة لمكانة مرموقة بين الأمم، وتنتبذ منزلة راقية بين المجتمعات، والعكس هو الصحيح.
وإذا كان الأمر كذلك، وَجَب على الخيريين والدُّعاة والمصلحين أخذُ زمام المبادرة بالوقوف بعناية خاصَّة على ما يُميز حياةَ شباب الأمة، ودراسة همومهم واهتماماتهم ومتطلباتهم، وتقويم مظاهر الخلل في أفعالهم وسلوكياتِهم، فهو واجبٌ يُمليه دين الله - تعالى - وشريعته، ويُمليه واقع الأمة البائس أيضًا، وما يحدق بها من أخطار وأهوال تُهدد كيانها، وتعجل بزوالها، ثم قضية انحراف الشباب لم تعد قضية تخص إقليمًا معينًا، بل أصبحت هاجسًا يُؤرِّق كل البلدان والأقاليم الإسلامية - وإن كان الموضوع قد ألَمَّ بجوانب الانحراف في الاوطان العربية، وألقى الضوءَ على ما يُميز حياةَ الكثير من شبابها.
وفي الختام جزى الله خيرًا كلَّ الأقلام الهادفة التي تتبنى وتتفاعل مع هموم وقضايا المجتمع، والتي تُواكب مُستجدات الأحداث ونوازلها، واستعملها الله - تعالى - أدواتٍ للخير تدعو إليه وتعين عليه.
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}