الموضوع: "لنكن سعداء"
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-07-2012, 12:54 AM   رقم المشاركة : 5
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

نعم .. ( لنكُن سُعَدَاء ) .. وثقي أن لحظات ( السَّعَادَة ) لدى البعض ..

كما هو الحال مع العيد مثلاً أو المناسبات الأخرى الخاصة ..

التي لا تتكرر بسهولة .. كثيراً ما تكون مناسبة وقتية لا تلبث أن تزول

وتـُنسى مع انتهاء المناسبة نفسها ..

وهذا شيء طبيعي لا غبار عليه لدى الكثير منا رغم حاجتنا الماسة ..

والملحة أحياناً للعيش في أجواء تلك المناسبات ( السَّعِيدَة ) ..

لأطول فترة ممكنة .. خاصة اذا كانت تعني لنا شيئاً معيناً نعتز به ..

ونقيم له وزناً .. بل وننتظر حدوثه ونترقبه لأنه يعني أملاً بالنسبة لنا

وما يحدث لنا أحياناً أنا وأنتِ وهو وهي ..

انكِ رغم توفر كل ما تريديه لكِ من مال ووظيفة لائقة ..

ورغم استقرار الحياة الأسرية التي تنعمي بها .. إلاّ أنكِ تـُصابي أحياناً

بحالة من الضيق النفسي والاحباط والكآبة التي تنعكس على تصرفاتكِ

في شكل الوحدة والسكوت أو البكاء بصمت أحياناً ..

دون أن تعرفي لذلك سبباً؟!

تلك الحالة التي تصيبكِ في أوقات متباينة من السنة مثلاً أو في ظروف

وأوقات معينة من العام .. لا تعرفي لها تفسيراً مقنعاً؟!

ولكن هكذا هو الإنسان .. كائن متقلب المزاج .. يؤثر فيه كل شيء ..

مهما كان بسيطاً .. خاصة لو كان انساناً حساساً ومرهف الحس؟!

إن مشكلة الحساسية المفرطة لدى الإنسان قد تخلق له مشاكل كثيرة

هو في غنى عنها .. لعل أهمها وهو المرتبط بموضوعنا ..

هي شعوره بأن ( سعادته ) مبتورة أو غير مكتملة .. أو أن هناك ..

من يحاول أن يسرقها منه أو ينغصها عليه أو أن حظه عاثر ليس كغيره

وحينها قد تقولي ( مشكلتي أنني حساسة ) ..

أفلا تشعري أحياناً أن هذه العبارة تنطبق عليكِ وتشكل لكِ مشكلة حقيقية

مع من تعرفيهم من أقارب وأصدقاء ومحبين لكِ؟!

ألا تشعري أن هذه العبارة تعرِّيكِ أمام نفسكِ .. وتكشف لكِ ما بداخلكِ ..

من صفات أخرى تريدي التخلص منها ولا تستطيعي؟!

بل ألا تشعري أن مجرد سماع هذه العبارة يثير بداخلكِ حساسية ..

من نوع معين .. لا تعرفي كيف تتعاملي معها أو تعرفي كيف تخففي ..

من آثارها النفسية المتعبة؟!

بل ألا تشعري أن هذه المشكلة قد أفقدتكِ الكثير من اصدقائكِ ..

الذين انفضوا من حولكِ واتجهوا لغيركِ؟!

ومثل الإحساس بهذه المشكلة يجعلكِ ودون أن تلامي تشعري بأنكِ بحاجة

لجو ( السعادة ) دون منغصات .. بحاجة لأن تجلسي مع نفسكِ ..

لتعيشي مع نفسكِ .. مع آمالكِ مع أمانيكِ؟!

ويظل السؤال حول موضوع ( السعادة ) وهو هل نحن بالفعل نستثمر ..

كل شيء من حولنا أقصى استثمار ممكن؟!

وأقصد هنا الاستثمار المشروع .. وبتحديد أكثر هل تحاولي أن تفكري ..

في جوانب جمالية أخرى غير مرئية؟!

إن ( السعادة ) كمفهوم .. الكل يحاول أن يفسرها حسب مستوى تفكيره ..

وطريقة تربيته ونظريته للحياة ..

ولكن إحساسكِ بـ ( السعادة ) لا يكتمل بشكل جميل ..

إلاّ حينما تري من حولك سعيداً ومبتهجاً .. والأهم من ذلك كله ..

أن يكون لكِ دور واضح وملموس وعملي في رسم ( السعادة ) على من حولكِ

ممن هم في حاجة ماسة لـ ( السعادة ) ..

ومن عساهم يكونون أكثر من المقربين لنفسكِ .. والعزيزين على قلبكِ مَن؟!

إن ( السعادة ) لا تكتمل بإذن الله .. إلاّ بعد أن تشعري بروح الأسرة الواحدة

تظلل عليك ( سعادتكِ ) تلك الأسرة بكافة أفرادها دون استثناء ..

وليس المقصود هنا الأم والأب والأفراد فقط .. بل أسرة المنزل والعمل ..

والأصدقاء وهكذا دواليك؟!

نعم .. لابد لكي نشعر بـ ( السعادة ) الحقيقية أن نخاف على بعضنا ..

أن نحرص على بعضنا .. أن نلتئم على بعضنا .. وأننا في حاجة لبعضنا

لأنه شيء مؤسف ومحزن أن تري أسرة كاملة يظللها الحب والتفاهم

والتعاون لسنوات عديدة؟!

ثم تبدأ بالتفكك والانهيار من كثرة المشاكل بين أفرادها والسبب هو المال

هو الفلوس التي غيرت النفوس .. وأصبح الشخص منا أنانياً ومادياً ..

لا يفكر إلا في نفسه .. ولا يعمل سوى لنفسه ..

بينما من هم أقرب الناس إليه .. هم أبعد الناس منه؟!

وأنظري ‘ن شئتِ لتلك العلاقة الزواجية حينما تنتهي بالطلاق ..

الذي هو أبغض الحلال عند الله؟!

ألا يكفي أن يكون الطلاق بين الزوج والزوجة فقط .. إذن فلِمَ ينتقل للأبناء؟!

لِمَ يكونون هم الضحية الكبرى لهذا الانفصال؟!

لِمَ هذا الجفاء من أحد الوالدين أو كليهما للأبناء؟!

لماذا يكونون كبش الفداء؟!

ولماذا يتحملون أخطاء لم يرتكبوها أو يكونوا سبباً فيها؟!

فإن كان ولابد من الطلاق والانفصال .. فلِمَ لا نحافظ على هؤلاء الأطفال

ونتواصل معهم بشكل يشعرهم بالعطف والحنان والاشباع؟!

أليست تلك هي ( السعادة ) التي نستطيع أن نقدمها للآخرين ..

إذا لم نستطع أن نقدمها لأنفسنا؟!

ثم من هم هؤلاء الآخرون أليسوا منا .. أليسوا إيانا؟!

لماذا يظل الأب بعيداً عن أبنائه سنوات طويلة وكأنهم أبناء غيره؟!

لماذا يحرم أبناءه من كلمة ( بابا ) في الوقت الذي يتوقون فيه لمناداته بها؟!

أليس هذا أقل حقوقهم؟!

بل أليس من حقهم أن يستشيروه في أوقات معينة يشعرون فيها بحاجتهم إليه

ورغبتهم في أن يفضفضوا إليه بكل ما يعتمل في صدورهم وفي أوقات حرجة؟!