عرض مشاركة واحدة
قديم 28-06-2012, 08:23 AM   رقم المشاركة : 4
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

لا أنكر أيها ( المُسَافِر )

يا من لا أستطيع

أن أرد لك طلباً

يا من لكَ مكانة

كبيرة في قلبي

يا من احترمك

كإحترامي لنفسي

ويا من اخافُ عليك

أكثرُ من نفسي


لا أنكر


أنني حزنتُ كثيراً

أحبطتُ كثيراً

استأتُ كثيراً

حينما علمت

أن ( إعتِذَارِي ) لكَ

حينما طلبته مني

وما تعبت فيه من أجلك

حينما أصررت عليه

وما أعددته لك

كي ( أعتذِر ) به

لم يصل إليكَ كما ينبغي

كما كنتُ أريده

جميلاً

كجمال روحك

رائعاً

كروعة اخلاقك

راقياً

كرقي ذوقك


ولم يقدم لك

كما كنت أتمنى

أن تراه بنفسك

كي تعرف مكانتك لدي

ومن أنت بالنسبة لي


ولا أنكر حينها

أنني تمنيت لو لم ( أعتذِرُ ) لكَ

لو لم أعدّه لك؟

لو لم أفكر في الموضوع

لو لم أخبرك به من الأصل

أو اوافقك عليه منذ البداية


ولا أنكر أيضاً

أنني حزنتُ أكثر وأكثر

خصوصاً حينما لمستُ بنفسي

نبرة الحزن في صوتك

وأنت تحدثني

وعبارات الاسف و ( الإعتذار )

تقدمها وتكررها لي

الواحدة تلو الأخرى

وتؤكد عليها

بطرق مختلفة

وشعورك بالذنب

من حين لآخر

وكأنك ارتكبت جرماً في حقي

وكأنك أنت السبب في حزني

أو في عدم ايصال ما اعددته لك

أو ما وعدتك به

أو في تأخيره

أو في عدم اظهاره

كما تريده أنت

وأريده أنا


علماً أن ما ضحيت به من أجلي

وما خسرته بسببي

رغم حاجتك الماسة اليه

في هذه المرحلة بالذات

رغم أن ذلك كله

وغيره كثير وكثير

لا يمكن أن انساه لك

أو اعتبره شيئا عادياً

أو مجرد رد الجميل منك لي

وكأن ما بيننا

علاقة رسمية

وكأن ما يربطنا

علاقة عادية


نعم لا أنكر

بأنني حزنتُ حينها كثيراً

تألمتُ لأجلك

وتعكر صفو يومي

وما بعده وبعده

لأن الآخرين

لم يقدّروا ( إعتِذَارِي ) من أجلكَ

لم يروه

كما أراه أنا وأنت

ولم يعطوه ما يستحقه

من اهتمام

كما كنت أتمنى

بل لأنني افسدتُ عليك فرحتك


ولكنني

حينما جلست مع نفسي

حينما فكرت بعمق

حينما نظرت بتفاؤل

لكل من حولي

حينها قلت لنفسي

أليس ( إعتِذَارِي ) جميلا

أليس ما قمتُ به رائعاً

بل أليس ( أسَفِي ) نبيلاً


فلِمَ الحزن إذاً

لِمَ الاحباط

لِمَ الاستياء

لِمَ الإنكِسَار

لِمَ اضايقك معي

وانت نفسك يهمك سعادتي

تريدُ ابتسامة شِـفـَتِي


الا يكفي أن ( إعتِذَارِي )

هو من أجلك

ومن أجلك أنت فقط

ومن أجل سعادتك

ورضاؤكَ عنِّي

وكسب حبِّي ومودَّتِي


ألا يكفي

أنك أنت من كنت سببه

وأنت من طلبه مني ذات يوم

وانت من كان محوره

في كل شيء


فماذا يهمني من الآخرين اذاً

اطلعوا عليه

أم لا

رأوه جميلاً

أم لا

شكروني عليه

أم لا


وماذا يعنيني

ان ابرزوه كاملاً

أم ناقصاً

ان قدموه في وقته

أم اجلوه

ان وافقوا عليه

أو رفضوه


ألا يكفي أنك أنت وحدك

من اطلع عليه بنفسك

في حينه

قبل ان يراه الآخرون

وعرفت أنه لك

وانك أنت المقصود


ألا يكفي ( أسَفِي ) مؤشراً

لتعرف ما أرمي إليه

وما أعنيه

لتعرف ما أريد قوله لك

بعيداً عن الآخرينَ

دون أن اتفوّه به

لتعرف ما الفرق

بينك وبين غيرك

ولِمَ أنت دون غيرك

أهتم به

افتخر به

اسأل عنه

اطمئن عليه

اخاف عليه


ألا يكفي ( إعتِذَارِي ) لكَ

و ( أسَفِي ) منكَ

أن يكون من أجلك؟