عرض مشاركة واحدة
قديم 26-06-2012, 02:52 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ أستوقفتني آية : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
استوقفتني آيه
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ }
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) }
يا أيها الناس خافوا الله والتزموا أوامره, واجتنبوا نواهيه;
فهو الذي خلقكم من نفس واحدة هي آدم عليه السلام,
وخلق منها زوجها وهي حواء,
ونشر منهما في أنحاء الأرض رجالا كثيرًا ونساء كثيرات,
وراقبوا الله الذي يَسْأل به بعضكم بعضًا,
واحذروا أن تقطعوا أرحامكم. إن الله مراقب لجميع أحوالكم.

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

1- وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءًأي نشرَ في الأرض.
تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَمَن نَصَب أراد:
اتقوا الله الذي تساءلون به واتقوا الأرحام أن تقطعوها.
ومَن خفض أراد: الذي تساءلون به وبالأرحام .
وهو مثل قول الرجل: نَشَدْتُكَ بالله وبالرحم


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

آ:1 "الذي": اسم موصول نعت للجلالة.
"والأرحام":
اسم معطوف على الجلالة منصوب.
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

يقول تعالى آمرًا خلقه بتقواه،
وهي عبادته وحده لا شريك له، ومُنَبّهًا لهم على قدرته التي خلقهم بها
من نفس واحدة، وهي آدم، عليه السلام ( وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا )
وهي حواء، عليها السلام، خلقت
من ضِلعه الأيسر من خلفه وهو نائم،
فاستيقظ فرآها فأعجبته، فأنس إليها وأنست إليه.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مقاتل،
حدثنا وكيع، عن أبي هلال، عن قتادة،
عن ابن عباس قال: خُلقَت المرأة من الرجل،
فجعل نَهْمَتَها في الرجل، وخلق الرجل من الأرض،
فجعل نهمته في الأرض، فاحبسوا نساءكم.
وفي الحديث الصحيح: "إن المرأة خلقت من ضلع،
وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته،
وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عِوَج" .
وقوله: ( وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً ) أي: وذَرَأ منهما،
أي: من آدم وحواء رجالا كثيرا ونساء، ونَشَرهم
في أقطار العالم على اختلاف أصنافهم وصفاتهم وألوانهم ولغاتهم،
ثم إليه بعد ذلك المعاد والمحشر.
ثم قال تعالى: ( وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ )
أي: واتقوا الله بطاعتكم إياه، قال إبراهيم ومجاهد والحسن:
( الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ )
أي: كما يقال: أسألك بالله وبالرَّحِم.
وقال الضحاك: واتقوا الله الذي به تعاقدون وتعاهدون،
واتقوا الأرحام أن تقطعوها، ولكن بروها وصِلُوها،
قاله ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة،
والحسن، والضحاك، والربيع وغير واحد.
وقرأ بعضهم: ( والأرحام ) بالخفض على العطف على الضمير في به،
أي: تساءلون بالله وبالأرحام، كما قال مجاهد وغيره.
وقوله: ( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )
أي: هو مراقب لجميع أعمالكم وأحوالكم كما قال:

{ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }
[البروج: 9
] .

وفي الحديث الصحيح: "اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"
وهذا إرشاد وأمر بمراقبة الرقيب؛
ولهذا ذكر تعالى أن أصل الخلق من أب [واحد] وأم واحدة؛
ليعطفَ بعضهم على < 2-207 > بعض، ويحننهم على ضعفائهم،
وقد ثبت في صحيح مسلم، من حديث جَرِير بن عبد الله البَجَلي؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه
أولئك النفر من مُضَر -وهم مُجْتابو النِّمار
-أي من عُريِّهم وفَقْرهم -قام فَخَطَب الناس بعد صلاة الظهر
فقال عاليه الصلاة و السلام في خطبته قول الله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ }
حتى ختم الآية و قال قول الله تعالى :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ [ وَاتَّقُوا اللَّهَ ] }
[الحشر:18 ]
ثم حَضَّهم على الصدقة فقال: "تَصَدَّقَ رجُلٌ من دِينَاره،
من دِرْهَمِه، من صَاعِ بُرِّه، صَاعِ تَمْره ..." وذكر تمام الحديث .
وهكذا رواه الإمام أحمد وأهل السنن عن ابن مسعود
في خُطْبَة الحاجة وفيها ثم يقرأ ثلاث آيات هذه منها:
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ [الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ] ) الآية.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة