عرض مشاركة واحدة
قديم 08-06-2012, 02:31 PM   رقم المشاركة : 7
إشراقة أمل
( وِد لامِـــع )
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 





إشراقة أمل غير متصل


۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩



ألّف الإسلام بين القلوب، وأصبح الناس بنعمة الله إخواناً، جمع القلوب المتنافرة، والنفوس المتباغضة، وأحاط برباط قوي متماسك من التآلف والتآخي،
رباط عقده الله بين المؤمنين فقال الله جل وعلا :

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}


ووصفه النبي صلّى الله عليه وسلّم بقوله:
«المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضاً»


بهذه الأخوّة الصادقة بنى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نفوس المؤمنين، فامتلأت قلوبهم بالمحبة والمودة والتآلف، والإخاء، والتصافي والتسامح.

وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المثل الأعلى لـهـذا الخُلُق؛ وقد وردت أحاديث كثيرة تؤكد هذا المعنى منها قوله صلّى الله عليه وسلّم :

«إنّ المؤمن ليُدركُ بحُسن خُلُقه درجة الصائم القائم»


إنّه الإسلام الذي صاغ تلك النفوس وهذّبها، فصفت وتسامت، ولم يتمكَّن الهوى من نفوسهم
رضي الله عنهم.

إنّه الإسلام الذي علّم المؤمنين كيف يستلّون بذور الحقد من القلوب، ويغسلون أدران البُغض والغِلّ من الصدور،
علّمهم أن المؤمن الحق لا يحسُدُ أخاه المؤمن ولا يحقد عليه، وإنما يقول له: غفر الله لك.

فهذا الإمام القُدوة الحكيم ابن السمّاك لقيه أحد أصدقائه فقال له: الميعاد بيني وبينك غداً نتعاتب،
فقال له ابن السمّاك: لا والله، بل الميعاد بيني وبينك نتغافر!!

فما أروعه من جواب، وما أجمله من تسامح، إنّها نعمة لا يشعر بها إلا من ذاقها،
نعمة يهيّئها الله لعباده المؤمنين لتذوب أمامها كل الضغائن والأحقاد.


ألا سامحْ أخـاك إذا تـعـدّى وألقِ إليه في الحرب السلاحا
فمَن يَعتَبْ على الإخوان يتعبْ ومَن لَزِمَ المسامحةَ استراحا






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة