إن الحمد لله الذي خلقنا في احسن تقويم وأنعم علينا بنعمة العقل و وفضلنا علي سائر خلقه والصلاة والسلام علي الرحمة المهداة للعالمين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لفت نظري أمر خطير يتعدى بخطورته موقع الحديث ليصل إلي مكامن العقيدة وذلك ما كتبه أسد بلا بلد و وافقه في الراي مع الاسف الشيد مشرف المنتدى السيد الكنز وعتبي ليس علي الكاتب فالكاتب قد يكون كتب مقالته بجهل منه أو لغرض وغاية في نفسه ولكن العتب كل العتب علي إدارة المنتدى وبعض والمشرفين الذين أوكل إليهم مهمة متابعة كل ما يكتب علي صفحات المنتدى فأين دورهم جميعا إذا لم ينتبهوا إلي موضوع يحرف كلام الله عن مواضعه و يفسر آياته حسب هواء نفسه ؟ ماذا بقى من دوركم يا إدارة المنتدى ويا مشرفي المنتدى ؟ هل دوركم فقط الفرجة والصمت وانتم ترون آيات الله تفسر بمالا يليق بها ويلصق بها ما لم يكن منها بإجتهاد جاهل أو مغرض ؟ اليس من الواجب عليكم في أمر يمس الدين وكلام الله ويتصل إتصال مباشر بعقيدة المسلم أن تطالبوا الكاتب بذكر مرجعه الذي استند عليه في تفسيره وتاويله فذلك أقل واجب يمكنكم القيام به .
وإيضاح لذلك اللبس أقول للسيد أسد بلا بلد ( واحمد الله انه بلا بلد فلو كان ذلك الاسد له بلد مع جهله لفسد البلد وضاع من فيه )
إن الواسطة تعني الشفاعة ولها عدة اوجه تصرف عليها والشفاعة الجائزة في الاسلام لها شروط ومن شروطها أن لا تكون شفاعة في حرام وأن لا تكون تقطع صاحب حق من حقه وأن لا يترتب علي تلك الشفاعة مضرة لمسلم في شئ من أمره . وموضوع الشفاعة ليس هو ما أجبرني علي كتابة مداخلتي هذه ولكن إستشهادك في الموضوع بقصة سيدنا موسى عليه السلام وذكرك بأن ما كان منه شفاعة لا خيه هارون عليه السلام وقد خالفك الصواب واقترفت ذنب بجهالة منك أو بقصد وسو نية تضمرها في نفسك ونوكل امرك لله سبحانه وتعالي وإن كنت جاهل فنحن والحمد لله لسنا بجهلة و واجبنا تصحيح خطئك وتوضيح الامر لاخواننا القرائ فإن إتعضت وعدلت وعرفت خطائك واستغفرت لذنبك فذلك ما نرجوا إن اخذتك العزة بالاثم واصريت علي جهلك فأمرك لله سبحانه وتعالي .
إن الله سبحانه وتعالي يصطفي الانبياء إصطفاء وليس بالواسطة كما تدعي تعالي الله عن ما تصفون وما كان من سيدنا موسى عليه السلام هو دعاء ورجاء لله سبحانه وتعالي وقد استجاب الله لدعائه وإذا كان ما تدعي صحيحا وأن دعاء الأنبياء وسؤالهم لله سبحانه وتعالي يعتبر شفاعة و واسطة فقد انتقصت بكلامك من حق إبراهيم عليه السلام عندما كان يطلب المغفرة لأبيه من الله سبحانه وتعالي قال الله تعالي (قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا) سورة مريم 47 وقوله تعالي (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم ) التوبة 114.
ما هو تفسيرك لدعاء إبراهيم عليه السلام وسؤاله ربه أن يغفر لأبيه هل هو في نظرك شفاعة لم يقبلها الله منه ؟ ولماذا قبلها من موسى عليه السلام ولم يقبلها من إبراهيم ؟ هل سوف تقول بأن قبولها من موسى عليه السلام كان معجزة من معجزاته ؟ فنقول لك إن كلامك مردود عليك ومعجزات سيدنا موسى لم يذكر فيها الشفاعة ولم تشتمل عليها وإذا كان هناك من اوحا لك بذلك فهو كذاب اشر وعدوا مبين يريد إفساد عقيدتك والبس عليك في دينك .
وما هو تفسيرك لقصة سيدنا نوح مع أبنه ( يام ) قال تعالى ( ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين ) هود 42 وقال تعالى (قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين) هود 46 هل كانت في نظرك شفاعة لم تقبل من سيدنا نوح عليه السلام ؟( استغفر الله واتوب إليه من جهلكم ) .
وهل لك أن تعلل لنا لماذا لم يشفع المصطفي صلاة الله وسلامه عليه في عمه ابو طالب أو ان شفاعته في نظرك غير مقبولة كما قبلة شفاعة سيدنا موسى عليه السلام ؟
تامل قليل قوله تعالى (وأنذر عشيرتك الأقربين) الشعرا 214 عندما نزلت هذه الاية الكريمة قام المصطفي صلاة الله وسلامه عليه فقال يا فاطمة بنت محمد يا صفية أبنة عبد المطلب يابني عبد المطلب لا أملك لكم من الله شئ سلوني من مالي ما شئتم ) أخرجه مسلم .
الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم دعاء اقرب الناس إليه نسبا فاطمة ابنته وصفية عمته وبني عبد المطلب أقرب من إليه من نسبة واخبرهم أنه لا يملك لهم من الله شئ لم يقل لهم سوف أشفع لكم عند الله و هو افضل الخلق وهو الشافع المشفع كما ورد في حديث الشفاعة في صحيح البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه .
قد تقول ما وجه الإختلاف بين دعاء سيدنا موسى عليه السلام الذي إستجيب ودعاء الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام الذي لم يستجاب فنقول لك بان الدعاء له أنواع وإستجابته لها أوجه متعدده ولكن عليك الان أن تعلم بان هناك دعاء مباح ودعاء محرم وإذا اردة أن تعرف عن الدعاء بالتفصيل فعليك أن ترجع إلي صحيح البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم من المراجع الموثوق بها والتي تناولت موضوع الدعاء وكذلك كتب التفسير مثل أبن كثير والطبري وغيرهم .
وخلاصة الكلام أن ليس هناك بين الله وعباده وسيط او شفيع فكيف يكون بينه وبين رسله وانبيائه سبحانه وتعالي وهم خير عباده ولم يثبت بأن هناك شفاعة لاحد من الانبياء إلا شفاعة محمد صلي الله عليه وسلم يوم القيامة وهي مفصلة في حديث الشفاعة عندما يمتنع الرسل والانبياء عن الشفاعة إبتداء من سيدنا ادم عليه السلام إلي سيدنا عيسى عليه السلام كل منهم يقول لقد فعلت كذا وكذا حتى يصل الامر إلي نبينا محمد صلي الله عليه وسلم فيقوم ويشفع ويشفع .
وأما عن إدعائك بأن شفاعة سيدنا موسى عليه السلام هي اعظم شفاعة عرفها البشر فذلك مردود عليك وعلي من أوله لك فإن اعظم شفاعة هي شفاعة محمد صلي الله عليه وسلم يوم القيامة ولم يثبت بان موسى عليه السلام كان له شفاعة في الدنيا وفي الاخرة قد إعتذر عن الشفاعة وأحالها لم بعده من الانبياء والرسول كما ورد في حديث الشفاعة .
وإذا كان لديك دليل علي صحة كلامك فأرجو ان تورده هنا حتى نناقشك فيه .
وكان بإمكانك أن تستشهد علي الشفاعة بما هو ثابة في كتب السيرة النبوية وذلك خير لك من تحريف كلام الله وتفسيره بما يتوافق مع هواء نفسك ( واعوذ بالله من ذلك ) .
اليس في قصص فتح مكة أعظم الشواهد علي إباحة الشفاعة بوجهها المباح فقد أمر الرسول صلي الله عليه وسلم المنادي أن ينادي يوم فتح مكة ( بان من دخل الحرم فهو أمن ومن دخل داره وأغلق بابه عليه فهو أمن فهمس أبي سفيان للعباس عم رسول الله صلي الله عليه وسلم بأن يجعل له من ذلك شئ وكان رجل يحب الفخر وحديث عهد بالاسلام فهمس العباس رضي الله عنه بذلك إلي محمد صلي الله عليه وسلم فامر صلي الله عليه وسلم المنادي أن ينادي ومن دخل دار أبي سفيان فهو امن فتلك شفاعة من العباس لابي سفيان رضي الله عنهما قبلها الرسول صلي الله عليه وسلم .
السيد اسد لقد تجنيت وتكلمت بما ليس لك به من علم وهذا ذنب عليك الاستغفار منه والتوبه إلي ربك وإذا اردت أن نناقش موضوعك نقاش مفيد تعم به الفائدة فعليك أن تشطب تلك التاويلات التى اوردت وتتراجع عنها او ان تورد ما يثبت كلامك من المراجع الموثوقة والمعترف بها في مذهب أهل السنة والجماعة .
أخيرا اوجه رسالتي إلي القائمين علي هذا المنتدى فقد أصبح بورة فساد ومرتع للجهل و المغرضين وانتم صامتون وكان علي روؤسكم الطير فإلي متى صمتكم الا تتقون الله في أماناتكم وتراعون حرمات الله و توقفون العبث بآيات الله ( ابرا الي الله منكم ومن جهلكم )
والله من وراء القصد
اختكم اشجان