فلننظر إن شئنا لأول أيام العيد وصلاة العيد تحديداً .. لننظر ان كافة الناس وهي ذاهبة ..
لصلاة العيد بكل اشكالها وأعمارها وجنسياتها .. الرجال والنِّسوة ..
والأطفال بملابسهم الجديدة وبكل ثقافاتهم ..
الكل من هؤلاء متوجه لأداء صلاة العيد والفرحة بادية على محياه و( السعادة ) بداخل قلبه
يشكر ربه على أن أبقاه لهذا اليوم الذي يشاركه فيه الآخرون فرحته؟!
أليس هذا الجو بالمعايدة بعد انتهاء الصلاة والكل يصافح غيره ويدعو لهم بالصحة والعافية
وتقبل شهر رمضان ..
أليس هذا كله يعطيكِ شعوراً وجواً رائعاً مختلفاً بـ ( السعادة)؟
أليست تلك قيماً سامية حلوة تستحق ان ننادي بها وندعو إليها؟!
قد يقول البعض هذا صحيح ولكن هناك فئات أخرى محرومة من ( السعادة ) الوقتية ..
على الأقل بحكم الظروف القاسية والمؤلمة التي تمر بها كمن هم على الأسرة البيضاء
أو اخواننا وأخواتنا وأهلنا في البلاد الإسلامية الأخرى ممن خيَّم عليهم القهر والظلم ..
وأرهقتهم الحروب الجائرة كما يحدث في ريف حِمص وحماه وباقِ البلدات السُّوريَّة ..
التي فرضت عليهم رغماً عنهم .. وحرمتهم من أبسط حقوقهم المشروعة وهي الحرية
والعيش في أمان وسلام؟!
ولكي تشعري بـ ( السعادة ) فلابد أن يكون لكِ دور في رسم ( السعادة ) على هذه الفئة
من خلال مساعدتها وتقديم العون لها بكل ما تستطيعي مهما كان بسيطاً؟!
فأبسط أوجه ( السعادة ) أن تشعري أن لحياتكِ معنى وهدفاً واضحاً وهذا يمكن أن تحققيه
لو أردتِ عن طريق كفالة يتيم مثلاً ..
أو أن يكون لكِ صدقة جارية .. وهكذا سوف تشعري أن لكِ رصيداً من ( السعادة )
في جوانب مختلفة .. ليس في حياتكِ فحسب بل وبعد مماتكِ بعد عمر طويل بإذن الله؟!
وما أريد توصيله لكِ أن لـ ( السعادة ) أوجهاً مختلفة وعديدة .. ويمكن أن نحصل عليها
ونوفرها من مصادر عديدة وأماكن مختلفة مهما كانت امكاناتنا وظروفنا..
فالمسألة نسبية كما ذكرت سابقاً ..ولكن الأهم ان نستمر في تمويل هذه ( السعادة ) ..
بأساليبنا الخاصة وإن شئتِ أن تقومي بذلك فما عليكِ من الآن ..
سوى تفسير مفهوم ( السعادة ) بالنسبة لكِ ..
ومن توسيع ذلك المفهوم وعدم جعله خاصاً بكِ أنتِ وحدكِ بل ليشمل أناساً تحبيهم وتعزيهم
انظري إلى ما يسعدهم وحققيه لهم؟!
انظري إلى ما يضايقهم وحاولي أن تبتعدي عنه؟!
وإلى ما يحرجهم وحاولي تتجنبيه؟!
والأهم من ذلك كله .. فكري فيما يحلمون به ويطمحون إليه وفاجئيهم به إن كنتِ قادرة
عليه بالطبع؟!
وحينئذًٍ .. سوف تشعري أنكِ في ( سعادة ) حقيقية عارمة .. لاتعادلها ( سعادة ) ..
إلاّ شعوركِ برضا ربكِ عنكِ .. ثم رضا والديكِ الذي أنتِ في أمس الحاجة إليه؟!
ابتسمي الآن .. وبالقدر الذي يجعل الناس يشعرون انكِ قريبة منهم واختصري في حديثكِ
بالقدر الذي يفهم الآخرون منه انكِ تريدي أن تستمعي لهم أكثر مما تريدي أن تتكلمي
أو تفرضي أشياء معينة عليهم؟!
اقبلي على الناس وكأنكِ تعرفيهم .. ولسيت غريبة عنهم أو أنهم غريبون عنكِ؟!
بل حاولي حتى في حالة تركك لمن حولكِ ألاّ يكون هذا هو آخر عهدكِ بهم ..
حاولي ألاّ تخسريهم بل ان تجعليهم يذكرونكِ بالخير ..
لأننا وهذه حقيقة لا نستغني عن الناس بل نحن بحاجة لهم؟!
وصدقيني ان الانسان منا مهما حاول أن يقول لنفسه أنا لستُ بحاجة لغيري ..
و أنا مكتفي بما لدي وأنا استطيع أن أحقق ( السعادة ) لنفسي فإنه يكون مكابراً لنفسه
لأن هذا قد يتحقق ولاشك .. ولكن كم نسبته؟!
وكما قلت .. فأن ( السعادة ) جميلة .. ولكنها سوف تكون الأجمل والأفضل والأروع ..
حينما نكون مع من نحب .. وحينما نكون مع من نرتاح إليهم .. ومن نشتاقُ إلى الحديث
والجلوس معهم والفضفضة إليهم ..
لأننا نشعر أنهم أنفسنا .. حتى لو كانوا بعيدين عنا بحكم الظروف .. ألا تتفقي معي ..
أم أن لكِ رأياً آخر؟!
أدام الله علينا وعليكم ( السعادة ) وقربنا من بعضنا وجمعنا على الخير .. اللهم آمِين؟!
/
/
/
إنتــَـــــــر