عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-2012, 11:42 PM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

( أترضاه لأمك ؟! )
قال لا ,
فقال صل الله عليه و سلم
( فإن الناس لا يرضونه لأمهاتهم )
قال: ( أترضاه لأختك ؟! )
قال لا
قال عليه الصلاة و السلام
فإن الناس لا يرضونه لأخواتهم ) ..

وهكذا صار الزنا أبغض شيء إلي ذلك الشاب فيما بعد بسبب هذا الإقناع العقلي الذي جاء بأسلوب
طيب هادئ بعيد عن غلظة الحديث .وسبحان الله تعالي ما حرم سلوكا ممنوعا إلا وجعل له
في الواقع بديلا له حلاال فحين تساعد إنسانا علي ألا يتبع سلوكا حراما فيحسن أن تعطي
له أمثله لأشياء بديله أحلها الله تعالي له فالزنا في الحرام يقابله العفة في الحلال ,
والسرقة تبادلها الكسب الحلال..... وغيره , قال أبن القيم :
" وهذا لا يأتي إلا من عالم ناصح مشفق ,قد تاجر مع الله , وعامله بعلمه ,
فمثاله في العلماء مثال الطبيب العالم الناصح في الأطباء يحمي العليل عما يضره
ويصف له ما ينفعه فهذا شأن أطباء الأديان والأبدان "

3-عدم الإلحاح في الموعظة : فتكرارها يتبعه شيء من الملل للابن وكذلك إلقاؤها بأسلوب جاف
أو في غير محلها أو طول وقت الموعظة فقد يصيب المستمع بالسآمة والملل
وقد يجعل هذا أثر الموعظة ضعيفاً بل قد ينعكس أثرها , ولهذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم
لخبرته بالنفوس يتعهد أصحابه بالنصح والتذكير أياما ًو أياماً
ولا يكثر عليهم لئلا يملوا
فعن عائشة رضي الله عنها

" أن النبي صل الله عليه وسلم كان يحدث حديثاً لو عدّه العادّ لأحصاه "
الصحيح

وعن عبد الله ابن مسعود قال كان النبي صل الله عليه وسلم
" يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا " البخاري .

4- الموازنة بين الترهيب والتبشير في الموعظة

فلا ينبغي أن نظل نتبع أسلوب الترهيب كلما جلسنا لموعظة الأبناء ,
فالقرآن حادث الذي جاوز الحد في العصيان بأنه ينبغي عليه ألا يقنط من رحمه الله
حيث أن الله سبحانه يغفر الذنوب جميعها .
وأيضاً لا نتبع المبالغة في التبشير لأن ذلك قد يؤدي إلي الاستهانة بحدود الله سبحانه
وإطفاء الخوف والخشية من الله سبحانهلذلك كان إلزام المربي بسنه رسول الله صل الله عليه وسلم
في التربية المزج بين هاتين الناحيتين لأن كليهما يخاطب النفس البشرية ,
فقد قال تعالي على لسان نبيه :

{ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }
الأعراف

5- البساطة ,
ونعني بها طريقه إلقاء الموعظة وأسلوبها الذي لابد أن يقدم بها وهو الأسلوب البسيط الطبيعي
البعيد عن التكلف..
فتلك أفضل الطرق في توصيل الموعظة وهي التي تبلغ الثمار بسرعة
فقد كانت مواعظ النبي صلي الله عليه وسلم غير متكلفة , ووضح أن التكلف ممقوت في النصيحة,
فقد ورد النهي عنه فعن جابر رضي الله عنه
أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :

( إن من أحبكم إلي وأقربكم مجلساً مِني يوم القيامة
أحسنكم أخلاقاً وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مِني يوم القيامة
الثرثارون , والمتشدقون ,والمتفيهقون )

رواه الترمذي وقال حديث حسن ,

وقال تعالي
{ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ }

6- استغلال المواقف ,
فقد يستغل الواعظ بعض الأحداث أو المواقف أو بعض العواقب التي تعود علي الكثير
ممن يسيرون في الطرق الخاطئة بالضرر ويتم حين ذاك الوعظ لأن تجارب الآخرين والصور
والمشاهد الحقيقية أمام أولادنا جديرة بأن تكون شاهدا ومعينا علي الوعظ الناجح
وقد يكون لها تأثير فعال

7- استخدام أسلوب التشويق في الوعظ والنصح ,
لأن النفس البشرية تكره الرتابة وتنفر من المعلومة فقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم
من هديه التمهيد لتعليمه أو لتربيته بما يشوق القلوب لسماعه ..
فهو أحياناً يطرح المسألة علي أصحابه متسائلاً
(أتدرون ما الغيبة ) أو (أتدرون من المفلس ) وهكذا ,
وكان يلغز لهم أحياناً كأن يقول

( إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها
و إنما مثلها مثل المسلم فأخبروني ما هي؟ )
البخاري .

فلاشك أن السؤال مدعاة للتفكير وأيضا ًيثير الاشتياق
لمعرفه الجواب مما يجعله أكثر رسوخاً في الذهن ,
وكان صلي الله عليه وسلم ربما يشير بقوله :

( أنا وكافل اليتيم كهاتين و أشار بإصبعيه السبابة والوسطي )

البخاري وكان صل الله عليه وسلم يضرب الأمثلة أو يعرض القصة
كما قال

( مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم أستهموا علي سفينة فكان بعضهم أسفلها
وكان بعضهم أعلاها وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا علي من فوقهم
فقالوا لو أن خرقنا في نصيبنا خرقاً فلم نؤذ من فوقنا , فإن أخذوا علي أيديهم نجوا ونجوا جميعاً ,
وإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً )
البخاري

وكثيرا ما كان يحكي القصص الواقعية من الأمم السابقة كما في قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت
إلي الغار فدعوا الله بصالح أعمالهم , وقصة الذي قتل تسعه وتسعين نفساً وأمثالها كثير ..

إنه أسلوب النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم مع ذلك الجيل الفريد الذي تمنينا أن نقتدي به ..
لقد نجح لقمان الصالح ولاشك في موعظة ابنه , ونجح رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم
في تقديم الموعظة والنصح بأفضل الأساليب الشرعية الشيقة للسامع , الجذابة للصغار والكبار ,
والتي يحبذها الإنسان بطبعه بل يدعوا لها علماء النفس باعتبارها تفسح الخيال وتغذيه ,
ليتنا نتأسى بتلك النماذج في موعظة أبنائنا لوقايتهم من كل مظاهر الانحراف
التي تبدوا لنا وأسبابها ونرقى بهم لغرس ما يمكن من الفضائل .







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة