من علمني حرفا !
( أصير لمن علمني حرفا أشياء كثيرة / إلا عبدا !!! )
1
( من علمني حرفا / صرت له عبدا )
منذ ان تسربت إلى اذني هذه العبارة
وأنا أرفض استساغتها / وتقبلها !!
فحين لقنتنا إياها معلمة اللغة العربية للمرة الأولى
وطلبت منا ترديديها بصوت مرتفع
لم أكن أرددها مع المجموعة
وحين هي لاحظت هذا الأمر
استفسرت مني عن السبب
فأجبتها :
ليس من حق المعلم ان يسلبني حريتي
مقابل ماغرسه بي من علم !
2
وغضبت مني معلمة اللغة العربية
واعتبرت إجابتي ( وقاحة ) أستحق عليها العقاب
فعاقبتني بكتابة العبارة مئة مرة !
وكتبتها مئة مرة !
( من علمني حرفا صرت له عبدا
من علمني حرفا صرت له عبدا
من علمني حرفا صـــ ر .......)
وحفظتها كارهة / ورددتها أمام المعلمة كارهة
لأنها هددتني بخصم درجاتي المدرسية
لكنني بيني وبين نفسي كنت أرفضها تماما
وكنت أحمل هذا الرفض معي في كل سنة دراسية أتقدمها
وكنت أعبر عن رأيي لكل معلمة تجاهد لغرس هذه القناعة بي !
3
لم أكن تلميذة عنيدة أو مشاغبة !
لكنني كنت أرفض أن اتحول الى ( بغبغاء )
أردد عبارات وأقاويل توارثوها وأورثوها لــ الأجيال !
وعظموها وبجلوها!
حتى كادوا أن يتعاملون معها كحديث نبوي / أو آية قرآنية !
يستحق الرافض لها لعناتهم ورجم حجارتهم !!!
4
وفي المرحلة الجامعية
عاودت هذه العبارة اعتراض طريقي
وكتبها الأستاذ على اللوحة بخط عريض
( من علمني حرفا / صرت له عبدا )
وأسهب في شرح العبارة
وطلب منا كتابة ان نكتب على ورقة صغيرا تعليقا لايتجاوز السطر .
فكتبت له :
( عذرا / لن أهدي حريتي / لمن أهداني العلم )
5
ولم يغضب مني أستاذ الجامعة كما كانت تفعل معلمات المدرسة !
بل تقبل رأيي برحابة صدر يتسع للرأي الآخر !
لهذا / بقي اسمه منحوتا في ذاكرتي
في وقت نزفت فيه ذاكرتي أسماء الكثيرات من معلمات المدرسة
اللاتي كان تقدير المعلم في نظرهن
ان نردد مفاهيم وشعارات
ونصفق لــ معتقدات قديمة
قد لاتتناسب وجيلنا !
فالبعض كان يروق له ان يصنع على المكتب المدرسي
بغبغاء بشري !
.
شهرزااااد