عرض مشاركة واحدة
قديم 21-01-2012, 08:27 PM   رقم المشاركة : 7
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

يا اللهُ من هذا ( السّكُوتُ ) كيف يحرقنا ويؤلمنا .. كيف يقلقنا ويوترنا ..

كيف يجعلنا في حالة من الحيرة .. لا نعرف خلالها هل نحن على حق ..

من تصرفاتنا الحياتيَّة ام اننا مخطئون في حق انفسنا قبل ان نكون مخطئين

في حق غيرنا؟!

انني والحالُ كذلك لا اتحدث عن (السكُوت) كونه (عَلامَة الرِّضَا) كما قد جاءَ

في عنوان مقالتُكِ .. وكونه افضل من الكلام ..


فأحياناً يكون كذلك وأحياناً يكون عكس ذلك؟!

أحياناً تحتاجيهِ بشدة .. كي تكتمي غضبكِ .. كي لا تتسببي في اذى نفسكِ ..

قبل أذى الآخرين؟!

وأحياناً تعتبريه احد جوانب ضعفُكِ الذي كثيراً ما اضاع حقوقكِ ..

بل ابسط حقوقكِ؟

إنني لا اتحدث عن ايهما افضل لكنني اتحدث عن سؤال محدد هو لماذا(نَسكُت)

وما تأثيرات ذلك ( السّكُوت ) السلبي علينا؟!َ

لكل منا لا شك اسلوبه وتوقيته مع (السّكُوت) لكن تظل هناك عوامل مشتركة

نختار على اثرها هذا ( السّكُوت ) ..

تظل هناك ظروف معينة هي ما تجبرنا على استخدام ممارسة ( السّكُوت)؟!

فأنا وأنتِ وغيرنا الكثيرُ والكثِير..احياناً (نَسكُت) خوفاً من أن تفضحنا كلماتنا

خوفاً من أن تخوننا عباراتنا .. خوفاً من ان نُفهم خطأ من الآخرين ..

خاصة حينما تكون قسمات وجهنا وملامحه فاضحة .. خاصة حينما نكون ..

من النوع الخجول او الحساس؟!

بل الاكثر من ذلك .. فنحن احياناً نشتاق جداً ونتلهف بحرقة ..

كي نناقش شخصاً ما..في موضوع مَا..نريد ان نأخذ ونعطي معه في الحديث

لانه اقرب الناس الينا .. كونه يفهمنا .. ويقدر مشاعرنا .. ويراعِ ظروفنا

حتى وهو بعيد عنا احياناً؟!

نشتاق للحديث مع هذا الانسان .. ونتردد في البداية .. خوفاً من شيء ما؟

ولكننا تحت وقع هذه الاشياء الجميلة .. التي لمسناها فيه نقرر الذهاب اليه

او الاتصال به او الحديث معه .. وكلنا رغبة صادقة في ان نتعرف ..

على ذلك الانسان عن قرب..في ان نشاركه همومنا..في ان نناقشه اهتماماتنا

وحينما تحين تلك اللحظة ونراه امامنا او نسمع صوته ونتأكد انه هو بعينه ..

حينها يتبدل حالنا .. تتلخبط مشاعرنا .. تبردُ اطرافنا .. ترتعدُ فرائـِصُنـَا ..

تتسَارع دقات قلبنا .. يتلعثم صوتنا .. تخوننا عباراتنا .. بل تنقلب ألوان وجهنا

بكل ألوان الطيف .. ولا نشعر بأنفسنا سوى ( سَاكتِينَ ) كأهل القبُور ..

أطال الله سنِي عُمركِ .. ولا نستطيع التفوه بكلمة .. فننهي الحديث؟!

نحاول الكرَّة مرة اخرى..فيتكرر الموقف..وربما قادنا ذلك الى الاعتذار منه

او الخجل من انفسنا احياناً .. بينما هذا شعور طبيعي جداً؟!

وربما كان سبب هذا هو عدم الثقة في الآخرين حتى الآن وهذا شعور طبيعي أيضاً

وأنتِ طبعاً والحديثُ لكِ أخت ( قَلب الزهُور ) قد تتضايقي من نفسكِ ولسان حالكِ

يقول في هذا الموقف .. لا ليس مع هذا الانسان تتوقف يا لساني الفصِيح ..

ليس مع هذا الانسان تنهي الحديث وأنت لم تبتده بعد .. لا تضيع الفرصة علي ..

ولا تحرمني من أمنيتي .. أرجوكَ؟!

ان مثل هذا التصرف كما ذكرت طبيعي .. وربما مرده الى الخجل ..

الذي يشكل شخصيتنا على نحو لا يساعدنا على المواجهة والتعبير بحرية ..

عمَّـا نريده؟!

انها البيئة الاجتماعية .. والظروف المحيطة بنَا منذ نشأتنا الاولى في حياتنا ..

هي التي تجعلنا نفهم الحياة المستقبلية بشكل افضل .. وهي التي تساعدنا ..

على ان نتعامل مع معطيات الحاضر .. وظروف المستقبل .. بشكل متـَّزِن ..

ومريح بالنسبة لنا؟!

ولكن ما ينبغي الاشارة اليه .. ان هذه الظروف ايضاً لا ينبغي ان تقف عائقاً ..

امام ابسط حقوقنا في السؤال عمَّا نريده .. ومناقشة ما يعتمل في صدورنا ..

والتعبير عن الرأي الخاص بنا نحن؟!

خاصة حينما يكون الطرف الآخر .. او الاطراف الاخرى متفهماً لنا مصغياً إلينا

ينتظر منا ان نبدأ وأن نُقدم على الخطوة الاولى ونقول ما نود قوله او التعبير عنه

ولكنها تظل على اي حال مسألة نفسية مترسبة الاّ انها قابلة للحل ..

ولو في اجزاء منها؟!

خاصة حينما نعلم ان الطرف الآخر على استعداد تام للمشاركة في الحل ..

في اي وقت وتحت كل الظروف؟!

فأحياناً نحن ( نَسكُت ) في مثل هذه المواقف غير المتوقعة لاننا لم نكن نتوقع

سماع صوت هذا الانسان او رؤيته .. لأن الاحباطات التي نتعرض لها يومياً

تجعلنا نستكثر على انفسنا حتى مجرد كلمة حلوة من الآخرين ..

او مجاملة لطيفة او تشجيع صادق؟!

نعم نحن ( نَسكُت ) احياناً رغماً عنا من هول الصدمة او المفاجأة ..

سواء كانت صدمة سيئة او مفاجأة سارة لا نتحملها بمفردنا ..

بل لا نتحملها كلها دفعة واحدة ..

ونريد من يجزئها لنا كي نستوعبها بل كي نصدقها خاصة حينما تكون تلك ..

المفاجأة هي الحلم الذي نحلم به ونتوق الى الحصول عليه وتملكه ..

والاستئثار به لنا وحدنا؟!

نحن ( نَسكُت ) لكي نفكر كيف نرد على الآخرين وبأي اسلوب؟!

( نَسكُت ) لكي نفكر هل الكلام مناسب في هذا الوقت .. وهل من هو امامي

يستحق ان ارد عليه..هل يستحق أن اضيع وقتي معه..هل يستحق ان اعطيهِ

اكبر من حقه حينما اقف معه وأناقشه؟!

نحن ( نَسكُت ) لأن ( السّكُوت ) هو الوسيلة التي تغيظ غيرنا ..

وتجعلنا ننتصر عليه .. لاننا حينما ندير له ظهرنا نكون قد ضربناه في مقتل

وأشعرناه انه لا شيء .. وأن كل ما يقوله لنا لا يعني شيئاً ولا يستحق منا

ان نصغي اليه .. فما بالكِ إذاً بالرد عليه؟!

نعم اننا ( نَسكُت ) بإرادتنا احياناً .. لاننا لا نريد ان نتحمل المزيد من الاهانات

والإذلال ووأدالمشاعر والشعور بالدونية .. من اناس يعتقدون انهم كل شيء

في حين أنهم لا شيء؟!

و( نَسكُت ) احياناً اخرى رغماً عنا .. رغم ما يحدثه ذلك من ألمٍ فينا؟!

بل ( نَسكُت ) .. حينما لا نريد ان نخسر اقرب الناس إلينا وأعزهم الى قلبنا

لأننا نخشى ان نتفوه بكلمة تحت ظروف عصيبة .. فتحدث شرخاً كبيراً ..

في علاقاتنا قد تؤدي بها الى النهاية .. او قد تقودها الى الفتور؟1

( نَسكُت ) لأننا نريد ان نحتفظ بهذه العلاقة الحلوة التي لم نحس بطعمها

من قبل مع اي انسان كائناً من كان؟!

نتحمل ألم ( السّكُوت ) المُر في سبيل شعورنا بالرضا او احساننا بأننا حققنا

جزءاً ما .. او على الاقل دافعنا عن شيء يستحق ان ندافع عنه ونحافظ عليه

ونتمسك به؟!

وأحياناً وهذه هي المتعة الحقيقية ..

اننا ( نَسكُت ) لنستمتع بصوت ما نحب سماعه ومعرفة اخباره وحلاوة حديثه

فنحن لا نريد ان نتكلم بل ان نسمع ونسمع لاننا نريد ان نعرف كل شيء عنه

وأخيرا وليس بآخر ..