عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2012, 03:46 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122)
[ سورة التغابن ]
هذا الذي آمن وأطاع الله عز وجل، العامل الثالث أن المؤمن يؤمن بالقضاء والقدر لكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه، لا يوجد عند لو، لا يوجد عنده أسف شديد، لا يوجد عنده ندم ساحق، لا يوجد عنده قهر، مؤمن:


(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلا تَعْجَزْ فَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَّرَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ))
[ مسلم ـ أحمد ]
لا يوجد عنده كلمة لو ولكن عنده المؤمن قدر الله وما شاء فعل، لا يوجد عنده ندم، لا يوجد عنده خطأ، لا يوجد عنده قهر، قال: الإيمان بالقدر يذهب الهم والحزن، واستسلم لله عز وجل.
العامل الرابع من أسباب قوة المؤمن أن المؤمن يعتقد أن رزقه مقسوم وأن أجله محدود وأن الله منع البشر عن أن تتحكم في أرزاق العباد وفي أجال العباد، الأجل والرزق لا علاقة للبشر بهم. البهائم تعيش حياة، لا يوجد بقر بالعالم مرفه كبقر الهند، مرفه رفاه مخيف، ولا في كلاب في العالم مرفه مثل كلاب أمريكا وأوربا، قلت لكم عمليات تبديل صمام قلب، عمليات زرع شريان للقلب، عمليات تبديل مفاصل، عمليات زرع أسنان، أطباء نفسيون، مقابر فخمة جداً ولهم جنائز، إذا مات كلب له جنازة، والكلاب يأكلون من اللحم ما لا يأكله شعوب بأكملها، ولهم محلات فخمة جداً ذكرت من مدة أن رجل دخل إلى محل واندهش بأناقة المحل وأنواع البضاعة فملء السلة حتى ملئت وذهب حتى يحاسب، فسألته هل يوجد عندك كلب، فقال: لا فقالت له: أرجع كل هذا.
ولو كانت الأرزاق تجري مع الحجا هلكن إذاً من جهلهن البهائم
المؤمن أحد أسباب قوته أنه يعتقد أن أجله محدود ورزقه مقسوم، وأن كلمة الحق لا تقطع رزقاً ولا تقرب أجلاً، أحد أسباب قوته يقينه بأن الله قسم له أجل وقسم له رزق، يعني ذكرت مرة في درس سابق أنه يوجد تفاحة في الشجرة الثالثة في البستان الرابع في الزبداني، هذه التفاحة لفلان وهذا الرزق مقسوم، فلان بحسب إيمانه واستقامته إما أن يشتريها شراءً، وإما أن يأكلها ضيافةً،وإما أن يأكلها هديةً، وإما أن يتسولها تسولاً وإما أن يسرقها سرقةً وهي له، المؤمن يعتقد أن رزقه مقسوم وأن أجله محدود، لا يوجد عنده خوف.
العامل الخامس من عوامل قوة المؤمن أنه ضمن جماعة مؤمنة، ونحن عندنا في الإسلام الكل لواحد والواحد لكل، يعني مادام أنت مع مؤمنين يساعدوك، كلمة دقيقة الكل لواحد والواحد للكل، وهكذا المؤمنون وإن لم يكونوا كذلك فليسوا بمؤمنين، المؤمن غيري يعيش للآخرين، يعني لست وحدك في الحياة ألف أخ يساعدك، ألف إنسان يقدمك لك.


والفضل لله عز وجل هذا المسجد المتواضع جداً جداً، لا يوجد أخ له مشكلة صحية إلا حلت بكل بساطة قد تكون عملية جراحية، يوجد أخ من أخوانا طلاب العلم الأتراك لزمه دواء ثمنه ربع مليون ليرة تأمن والحمد لله، يوجد قضية معقدة تأمن الدواء مجاناً، أنت لا تعيش بمفردك، أما الكفار يعيشون بمفردهم، يوجد في فرنسا أجروا تجربة العامل الإنساني، أحضروا إنسان وأجروا له حادث موهوم سيارة محطمة وهو إلى جانب السيارة وأحضروا حبر أحمر والدم يسيل ووضعوه على أكثف طريق في فرنسا شارع ـ ليون باريس ـ كثافته كبيرة جداً بعد ست ساعات توقفت سيارة لتنظر ما هي القصة لعله من أصل عربي، المؤمن يعيش ضمن مجموعة، ضمن مؤمنين يوجد من يساعده بكل النواحي، وتنحل مشاكل ضمن المؤمنين من الصعب تنحل في الخارج ضمن الضائقة والأزمات، رغم كل شيء تنحل مشاكل المؤمنين بشكل مريح جداً وهذا الشيء لا يحدث خارج المؤمنين.
فعوامل قوة المؤمن أنه آمن بالحق والله هو الحق، وهو الدائم على الدوام، هو الغني، والشيء الثاني آمن بالخلود هو للأبد، فعلاً هو مخلوق للأبد والدنيا إعداد لحياة آخرة، والعامل الثالث آمن بالقدر والإيمان بالقدر يذهب الهم والحزن، والعامل الرابع آمن أن رزقه مقسوم وأجله محدود، والعامل الخامس أنه يستمد قوته من إخوانه أيضاً فالمؤمن قوي مهما كان ظرفه صعب، مهما تكن حياته خشنة، مهما تكن العقبات تأداء أمامه، والإنسان إذا كان مع جماعة فهو في رحمة.


(( عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِي اللَّهم عَنْهم خَطَبَ النَّاسَ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَقَامِي فِيكُمْ فَقَالَ: اسْتَوْصُوا بِأَصْحَابِي خَيْرًا ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَبْتَدِئُ بِالشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ بَحْبَحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ لا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا وَمَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ))
[ الترمزي ـ ابن ماجة ]
* * *
بقي قصة أسطر، سيدنا عبد الله بن رواحةأرسله النبي إلى خيبر ليقوم التمريوجد اتفاق بين النبي وبين يهود خيبر أن يأخذ النبي نصف إنتاج خيبر فأرسل سيدنا ابن رواحة ليقيم التمر، فجمع اليهود له حلي من حلي نسائهم ليرشوه، وإذا رشوه تقدر بأقل فيربحوا، فجمع له اليهود من حلي نسائهم وقالوا: هذا لك وخفف عنا، كما يجري دائماً هذه القروش لك وتجاوز، خفف التقدير.
فقال: يا معشر اليهود جئتكم من عند أحب الخلق إلي، ولأنتم عندي أبغض خلق الله إلي، ومع ذلك لا يحملني هذا أن أحيف عليكم، مع أني جئت من أحب الخلق إلي ولأنتم عندي أبغض الخلق إلي ومع ذلك لا أحيف عليكم ولا أزيدكم، أما الذي عرضتم علي من رشوة فإنها سحت وإن لا نأكلها فلم يملك اليهود إلا أن قالوا: بهذا قامت السماوات والأرض وبهذا غلبتمونا.

إذا أردتم أن تغلبوا اليهود تفعلوا هذا، وبالحق غلبتمونا، المؤمن شخصية فذة، متميز بأخلاقه، بعقيدته، باستقامته، في بيته في عمله أما مؤمن فقط يصلي ومثله مثل الناس هذا ليس من الإيمان في شيء.






والحمد لله رب العالمين







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة