.
واعلم غفر الله لي ولك إنك مسؤول عن هذا الوقت, فإن لم يكن لك فهو عليك.وأن المغزى من خلق الخلق هو عبادة الله, وهذا هو الهدف الحقيقي والرئيس الذي يجب أن يكون في حياتك, وعلى جوارحك أن تتحرك وتعمل لتحقيق هذا الهدف, وأن باقي الأعمال يفترض أن تصب في صالح هذا الأمر.
والإمام ابن القيم.-رحمه الله- يبين هذه الحقيقة بقوله.وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة, وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم, ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم, وهو يمر مرَّ السحاب, فمن كان وقته لله وبالله فهو حياته وعمره, وغير ذلك ليس محسوباً من حياته... . فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة, فموت هذا خير من حياته".
ويقول ابن الجوزي.ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته, فلا يضيع منه لحظة في غير قربة, ويقدم فيه الأفضل فالأفضل من القول والعمل, ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل".4
نسأل الله أن يلهمنا رشدنا, وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين,
والحمد لله رب العالمين.