عرض مشاركة واحدة
قديم 17-12-2011, 11:38 PM   رقم المشاركة : 2
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

إجعل مشروعك .. إستغفارُ للغفّار
حين تكثر الذنوب على إبن آدم يحصل الضعف فى إرادته وتلين عزيمته وتتأثر نفسه وتكاد تنهار عند مواجهة أى مشكلة من مشكلات الحياة ومتاعبها التي تواجهنا كل دقيقة وكل يوم .
وحين يفشل مثل هذا الآدمى المؤمن في موقف ما فإنه قد يصاب بالإحباط الذي يكون بمثابة همّ ثقيل يمنعه من العيش بصورة طبيعية فيرتبك ويقبع ولايقدر على العمل والإنتاج لتغيير واقعه بسبب عدم الإستغفار وسيطرة الإحباط أو اليأس على نفسه وخوفه من كل ما هو آت فى المستقبل , فهذا الآدمى فى حقيقته ماهو إلا إنسان قد غفل تماما عن حقيقة الإستغفار العظيمة التى بها ينفتح على مولاه وينطرح بين يديه لعظمته وهيبته وينال من كل أمر مبتغاه ومايتمناه .
وهذا فى نهايته ماهو إلا بمثابة إعصار نفسى سيء قد أصاب نفسه به وبنفسه لإبتعاده عن الإستغفار .. لأن عدم الإستغفار يقعد بالهمم عن العمل ويشتت القلب بالألم ويقتل فيه روح الأمل .
إن العبد المؤمن الكثير الإستغفار لربه لايمكن لليأس أن يتمكن منه أبداً .. ولا للإحباط أن يعرف إليه سبيلا .

وهذه حياة المستغفرين :
فهو يواجه أمور حياته كلها بالإستغفار .. فيصبح ذا إرادة قوية ولجوء تام إلى خالقه وعزم صادق وإيمان راسخ وثقة فى الله لاتتزعزع ويعمل بإستمرار على الأخذ بأسباب الهداية والثبات .. ويقرأ القرآن دائما فتنبعث فى نفسه روح الأمل والتفاؤل عندما يقرأ قوله تعالى : { ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب } ال عمران8 , وهو يؤمن بأن الأمور مهما تعقدت ، والخطوب مهما إشتدت ، والعسر مهما تعسر ، فالفرج من الله قريب طالما أن الألسن تلهج لبارئها أبدا تستغفره ليل نهار : ( حَتَّى إِذَا إسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءوَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ) يوسف 110 .

إن الإنسان مادام على قيد الحياة حياً يتحرك فلا بد له أن يكثر من الإستغفار , فنحن أنفس بشرية قد ينتابها الضعف فى كثير من الأحيان وعندها لا تجد سبيلا للراحة إلا بحسن الإنطراح بين يدى الخالق العظيم بإستغفار كثير , فطوبى لمن وجدفى صحيفته يوم القيامة إستغفارا كثيرا . - وأنه يجب أن يكثر المسلم من الإستغفار حتى يبعث في نفسه روح الأمل وجميل الظن بالله , فيراجع نفسه دائما ويوبّخها باحثاً عن أسباب عدم التوفيق والتعسر ليتجنبها في المستقبل لكونها قد تكون سببا فى التعسّر , فيرجو من ربه تحقيق المقصود ويجعل رايته دائما :
* ( سَأُستغفرُ ربى ماحييت ) *


خاتمة :
نستغفر الله من الذنوب التي تحلالنقم . ومن الذنوب التي تغيـِّر النعم ومن الذنوب التيتورث الندمومن الذنوب التي تحبس القسم , ومن الذنوب التيتعجِّلُ الفناء , ومن الذنوب التي تقطعُ الرجاء , ومن الذنوبالتي تمسك غيث السماء , ومن الذنوب التي تكشفالغطاء , نستغفر الله العظيم حياءً من اللهنستغفر اللهالعظيم رجوعاً إلى اللهنستغفر الله العظيم تندماًوإسترجاعاًنستغفر الله العظيم فراراً من غضبِ الله إلى رضاءاللهنستغفر الله العظيم فراراً من سخطِ الله إلى عفوِاللهأستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوبإليهمن الإفراط والتفريطومن التخبيطوالتخليط ومن مقارفة الذنوبومن التدنسبالعيوبومن عدم الحضور في الصلاة ومن جميع التقصير فيها وفيالزكاةومن القنوط من رحمة الله ومن عدم القيام بحق اللهوخلق اللهومن عدم التشميرِ لطاعةِ الله ومن عقوقِالآباءِ والأمهاتِومن الظلمات والتبعاتومن الخُطى إلىالخطيئاتومن قطيعةِ الأرحامومن إكتسابِالآثامومن حُبِ الجاهِ والمالومن شهوةِ القيلِوالقالومن رؤية النفس بعين التعظيم ومن نهر السائل وقهراليتيمومن الكذب والحسدومن الغيبة والنميمة ومنسائر الأخلاق المذمومة ومن سائر الذنوب القلبية والقالبية ومن إتباع الهوى وهجر التقوى والميل إلى زخارفالدنياومن جميع ما يكره الله ظاهراً وباطناً نستغفرالله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتتوب إليهمن كلذنب يصرف عنا رحمتك أو يحل بنا نقمتك أو يحرمنا كرامتك أو يزيل عنانعمتكومن كل ذنب يورث الأسقام والضنا ويوجب النقم والبلاءويكون يوم القيامة حسرةً وندامة .ومن كل ذنب تبنا اليك منهونقضنا فيه العهد فيما بيننا وبينك جراءة منا عليك لمعرفتنا بعفوك .ومن كل ذنب يزيل النعم ويحل النقم ويهتك الحرام ويورث الندمويطيل السقم ويعجل الألم ومن كل ذنب يمحق الحسنات ويضاعفالسيئاتويحل النقمات ويغضبك يارب السمواتومن كل ذنبيميت القلب ويجلب الكرب ويشغل الفكر ويرضي الشيطانَ وَيسخِطُالرحمنومن كل ذنب يعقبُ اليأسَ من رحمتك والقنوط من مغفرتكوالحرمان من سعة ما عندك ومن كل ذنب يوجب سواد الوجه يوم تبيضالوجوه وتسوّد الوجوهومن كل ذنب يدعو إلى الكفر ويطيل الفكرويورث الفقر ويجلب العسر ويصد عن الخير ويهتك الستر ويمنعاليسرومن كل ذنب يُدنـي الآجال ويقطع الآمال ويشينالأعمال ومن كل ذنب يدنِّس منا ما طهرته ويكشف عنا ما سترته أويقبِّح منا ما زيَّنتهومن كل ذنب لاينال به عهدك ولا يُؤمن معهمن غضبك ولا تنزل معه رحمتك ولا تدوم معه نعمتك. ومن كل ذنبيورث النسيان لذكرك أو يعقب الغفلة عن تحذيرك أو يتمادى به الأمن منمكرك أو ينسِّينا من خير ما عندك .ومن كل ذنب جرى به قلمكَوأحاط به علمكَ فينا وعلينا إلى آخر عمرنا ولجميع ذنوبنا كلها أولهاوآخرهَا عَمْدُها وخطؤها قليلها وكثيرها صغيرها وكبيرها قديمها وحديثهاخفيُّها وعلانيتهانستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحيالقيوم ونتتوب إليه إستغفاراً يزيد في كل طرفة عين وتحريك نفس مائة ألفضعف يدوم مع دوام الله ويبقى مع بقاء الله الذي لا فناء ولازوال ولاإنتقال لملكه أبد الآبدين ودهر الداهرين سرمداً من سرمدك إستجب يا اللهيا أرحم الراحمين.




المصدر : صيد الفوائد






التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة