عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2011, 05:31 PM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


أيها الإخوة ، أنواع الهداية لا تعد ولا تحصَى ،

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


أول هداية ، وأكبر هداية هذا الكون ، كل ما فيه يشفّ عن أسماء الله الحسنى ، ترى في الكون علمه ، ترى في الكون حكمته ، ترى في الكون قدرته ، ترى في الكون غناه ، ترى في الكون حلمه ، إذا فكرت في خلق السماوات والأرض تقترب من معرفته اقتراباً كبيراً ، لأن التفكر في خلق السماوات والأرض أوسع باب ندخل منه على الله ، وأقصر طريق إليه ، فالكون يهدينا إلى ذاته العلية ، الكون قرآن صامت ، وهو أكبر شيء ثابت يؤكد الوجود والوحدانية والكمال ، ويؤكد معنى الخالق والرب والمسيّر ، ويؤكد معنى الربوبية والألوهية ، والكون عالمي ، أنت لا تفهم كتاباً بالإنكليزية إلا إذا أتقنت اللغة الإنكليزية ، ولا تفهم كتاباً بالعربية إلا إذا أتقنت اللغة العربية ، لكن هذا الكون عالمي ، يستطيع كل إنسان أن يقرأ ما فيه .
والقراءة أيها الإخوة ، نحن إذا قلنا : كلمة قراءة ينصرف الذهن إلى كتاب أمامنا ، ونقرأ منه ، لكن القراءة أوسع من هذا بكثير ، أحيانا يسأل مذيع في الأخبار مراسلا فيقول : حدث اليوم كذا وكذا ، كيف تقرأ هذا الحدث ؟ الحدث شاهده بعينه ، لكن الحدث رسالة ، وكيف تقرأ أنت هذه الرسالة ؟ فكل إنسان بإمكانه أن يقرأ الكون ، وكل أسماء الله الحسنى وصفاته الفضلى موجودة في الكون ،
ويستحيل أن نرى الله .
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


( سورة الأنعام الآية : 103 ) .

وسهل جداً أن نصل إليه بعقولنا ، قلت : نصل ، ولا نحيط ، نصل إلى البحر بمركبة ، لكن هذه المركبة لا تستطيع أن تخوض في البحر ، هذه هداية ، فآياته الكونية دالة عليه ، وهذه أكبر هداية ، وهذه هداية لكل البشر ، والمتعصب لدين أو اتجاه ، أو مذهب لا يقبل أن تعطيه كتاباً ، أو أن تسمعه شريطاً ، أو أن تلقي عليه محاضرة ، لكنه ينظر في الكون ، ففيه آيات باهرات .
لكن بالمناسبة ، أيها الإخوة ، ما لم تتخذ قراراً عميقاً ذاتياً بالبحث عن الحقيقة فلن ينفعك الكون إطلاقاً ، إنها قضية رغبة وصدق ، وكمفارقة حادة يمكن أن يهتدي الإنسان ببعرة ، بآثار قَدم ، بماء ، الماء يدل على الغدير ، والبعرة على البعير ، والأقدام على المسير ، ومن لم يبحث عن الحقيقة لو كان في أكبر محطة فضاء ( ناسا ) فلا يعرف الحقيقة ، وهو يرى كل يوم المجرات بأم عينه ، وقد يكون معه مجهر إلكتروني فيرى الخلية ، هناك صور لدقائق في خلق الإنسان لا يكاد يصدقها العقل ، ويمكن ولا يهتدِي ، هو قرار إن اتخذته فأي شيء يدلك على الله ، وإن لم تتخذه فلا شيء في الأرض يدلك على الله ، هذه هداية الكون .



اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


هناك هداية أخرى :
أنت مجبول ومفطور على الإيمان بالله ، وعلى طاعته ، وعلى حب الكمالات التي أرادها الله منك ، هكذا جَبَلك ، هكذا فطرك ، وهذه أكبر هداية ، حينما تستجيب لدعوة الله ترتاح نفسك ، ويطمئن قلبك ، فتتوازن ، وتشعر براحة .
الهداية الثانية : أنه فطره وجبلك على الإيمان به ، وعلى طاعته ، ففي اللحظة التي تؤمن به ، وتطيعه تحس أن جبالاً أزيحت عن كاهلك ، لأنك عدت إلى الفطرة ، وعدت إلى أصل جبلتك .
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


( سورة الحجرات الآية : 7 ) .

فأنه حبب الإيمان إليك ، وكره إليك الكفر والفسوق والعصيان ، هذه هداية من نوع آخر ، تلك هداية استدلالية ، والأولى هداية استدلالية ، أما الثانية فهداية نفسية ، ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى.

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

أيها الإخوة ، باب آخر من أبواب الهدى : هداك بكلامه ، 600 صفحة ، فيها كل شيء ، فيها أخبار الأقوام السابقة ، فيها المستقبل البعيد ، فيها ما بعد الموت ، فيها وصف للجنة ، وصف للنار ، فيها الأمر والنهي ، فيها مشاهد من الدار الآخرة ، فيها آيات كونية ، هذا الكتاب أيضاً هداية ما بعدها هداية ، خلقه آيات كونية ، وكلامه آيات قرآنية .

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


وهناك هداية أخرى ، أفعاله ، أفعاله ، آيات تكوينية ، حينما يخالف الإنسان أصل الخلق يدفع الثمن باهظاً ، حينما أطعموا البقرة طحين الجيف ، وقد أرادها الله أن تكون نباتية أصيب البقر بالجنون ، فاضطروا أن يضحوا بثلاثة وثلاثين مليار جنيه إسترليني حينما أحرقوا عددًا من الأبقار لا يعد ولا يحصَى ، رباهم الله بأفعاله .
أحياناً يكون هناك فسق ، وفجور ، وانحلال ، وتفلت ، فتأتي الأعاصير ، أو تأتي الزلازل :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


( سورة هود ) .

هذه هداية بأفعاله ، لكن كنت أقول دائماً : ابدأ بكونه ، بخلقه ، وثنِّ بكلامه ، واترك الهداية بأفعاله إلى المرحلة الثالثة ، لماذا ؟ لأنه لا يمكن أن تفهم أفعاله إلا بحالة مستحيلة ، إلا أن يكون لك علم كعلمه ، لكن المستقبل يكشف هذه الحكمة ، إذاً ابدأ بخلقه ، وثنِّ بكلامه ، وانتهِ بأفعاله .
أيها الإخوة ، هدايته أحياناً هداية استدلال ، وهداية إخبار ، أحيانًا تجد آلة ، تتأمل فيها ، تجد أن الألوان التي طليت بها جميلة جداً ، فيها ذوق رفيع ، والآلة صوتها هادئ جداً ، فيها مخمدات صوت ، والآلة استخدامها سهل ، وهذا تفوق كبير في صنع الآلة ،وكلما تعقد استخدام الآلة كان مستواها متدنّيًا ، وكلما سهل استخدام الآلة كان مستواها مستعليًا ، إذاً أعطاك آلة ، فلك أن تستنبط منها الشيء الكثير ، وجعل مع هذه الآلة نشرة ، فالكون يمكن أن تستدل منه على حقائق لا تعد ولا تحصَى عن الذات الإلهية ، ولكن لا بد من بيان ، لا بد من إخبار ، والقرآن وما صح من السنة هداية إخبارية ، كهذه التعليمات المطبوعة ، لك أن تستنبط من هذه الآلة آلاف الأشياء ، وهناك أشياء لا بد من أن تخبَر بها ، فالآلة لها مأخذ كهربائي ، يا ترى تعمل على 220 فولتًا ، أم على 110 ؟ هذه قضية دقيقة جداً ، أنت لا تستنبطها استنباطاً ، الآلة مغلقة ، ودقائقها في داخلها ، لا بد من إخبارك أنها تعمل
على التيار 220 فولتًا .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة