عرض مشاركة واحدة
قديم 22-11-2011, 06:56 PM   رقم المشاركة : 8
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتــَــــــر
إننا حينما نتقوقع على أنفسنا .. فلن نرى من ( الحَنَان ) سوى الأشياء البسيطة


أو السيئة أو التشاؤمية .. وهذا في حد ذاته يزيد من كآبتنا ويحد من طموحنا

ويجعلنا غير قادرين على التفاعل مع متطلبات ( الحَنَان ) وإيقاعه المتسارع

ولكنكِ حينما تتأملي هذا ( الحَنَان ) تأمل العاشق ..

فإنكِ سوف تري فيه أشياء لا تتوقعيها ولم تكوني تريها من قبل؟!

سوف تري للمياه الجارية معانِ ضمنية .. سوف تشعري لأوراق الشجر

معانِ أخرى لا تقل جمالاً .. هذا فقط من مجرد النظر فما بالكِ حينما تتحسسي

بأناملكِ الرقيقة تلك الأوراق الخضراء الندية وهي تنمو؟!

ما بالكِ حينما تقتربِ منها أكثر؟!

لاشك انكِ سوف تشعري بمشاعر مختلفة مشاعر تحاكيكِ تعطيكِ إحساساً ..

آخر بالأخرين؟!

إن لدى كل منا مهما كانت درجة ثقافته أو عمره أو جنسه ..

لديه ( حَنَان ) داخلي .. ولكنه لا يستطيع أن يستخدمه كما يحب أو ان يعبِّر

عنه كما ينبغي أو انه لا يراه أصلاً .. وان رآه فلا يرى منه سوى الجانب

الضيق والضيق جداً؟!

وما نحتاجه فعلاً أن يكون لدينا ( حَنَان ) مع الوجود من حولنا ..

فالوجود كما يعبر عنه أحد المهتمين بـ ( الحَنَان ) كله يتراقص ويشدو

بموسيقى الحياة؟!

انظري إن شئتِ إلى الأمواج في هديرها .. إلى العصافير في زقزقتها ..

إلَى الإنسان في ضحكه وبكائه .. في فرحه وألمه .. بل في كل شيء؟!

سوف تجدي ( حَنَان ) موسيقى حركي صامت ودقيق ..

شأنه في ذلك شأن جميع أنحاء الوجود .. التي يبتدي فيها نظام معين ..

يمكن وصفه بالإنسجام أو الاتساق أو كما يحلو للبعض أن يسميه ..

بالموسيقى الصامتة؟!

إذن ماذا ينقصنا يا ترى؟!

إنني لا أريد أن أدخل في قضايا متعمقة عن ( الحَنَان ) والتذوق الجمالي

فهذا موضوع عملي تعودنا إن نُدرِّبُ عليه من هو بحاجة لتذوق ( الحَنَان )

ومعايشته؟!

ولكن إلى متى نسمح بالمعوقات الحضارية وزحمة الحياة والمسؤوليات

الوظيفية وسيطرة العقل النقدي وتدخل الآخرين في أمورنا الشخصية؟!

إلى متى نسمح لمثل تلك الأمور من أن تحول بيننا وبين معايشة ( الحَنَان )

الجمالي في جميع مناحي الحياة بكل صورها وأشكالها؟!

إن الإحساس بالطمأنينة وعدم الخوف من المستقبل أو المجهول هو نوع

من الاندماج ( الحَنَانِيّ ) الجمالي الذي يجعل منا راضين عن أنفسنا ..

وقادرين على الانتاج .. وتحقيق طموحاتنا .. بل وحتى الابداع فيه ..

في مراحل لاحقة أو متقدمة؟!

ولكن المشكلة في هذا النوع من الإحساس أي .. الشعور بالطمأنينة ..

إننا نفتقده لدرجة كبيرة في حياتنا اليومية بدرجات متفاوتة ..

رغم أهميته لنا واحتياجنا الشديد له ..وبالذات الحاجة لـ ( الحَنَان ) العاطفي

الذي يبدو أنه أحد الأسباب الأساسية للمشكلات النفسية والعاطفية ..

التي نشكو منها داخلياً وبصمت؟!

والمشكلة الأخرى التي لا تقل أهمية هي عدم قدرتنا على الاعتراف بتلك

الحاجة للآخرين لاعتبارات مجتمعية غير منطقية أحياناً وغير معقولة ..

ولكن هذا هو الواقع؟!

فـ ( الحَنَان ) العاطفي حينما نتعمق فيه بصدق نجد فيه جماليات كثيرة ..

لايمكن تخيلها أبداً؟!

ولكِ ان تبدأي في عده على أصابع يديكِ الآن إن شئت ؟!

فأنا لن أعده عليكِ .. بل هي مهمتكِ أنتِ .. أبحثي عنه غُوصِ بداخله؟!

استخرجي وريقة وقلماً الآن .. وأبدأي بالبحث عن تلك الجماليات ..

التي يتضمنها ( الحَنَان ) العاطفي فقط .. وتخيلي انه لكِ ..

وتأكدي أنه ليس هناك من رقم معين تنتهي إليه.. وتذكر انه تدريب عملي

لقدرتكِ على تلمُّس مواطن ( الحَنَان ) من الموضوعات السلبية كما يحلو

للبعض تسميته والقدرة على تذوقه ومحاكاته أيضاً في مرحلة لاحقة؟!

وأرجوكِ ..

لا تقولي لا أعرف .. أو ليس لي مزاج .. أو بعدين أو الجو غير مناسب ..

هذه مسؤوليتكِ أنتِ؟!





القدير انتـــــر

مشكور ع المرور والاضافه الجميله لاهنت


لاخلا ولاعدم

اعذب التحايا

شمس القوايل







التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة