يا لهذا ( الحَنَان ) كم هو جميل ورائع رغم ما فيه من منغصات وهموم وآلام
حينما نعرف مواطن الألفة فيه .. ونسعى إلى استثماره والاستفادة منه ..
والتحلي به .. وإدخال السعادة إلى قلوبنا .. وقلوب من نـُحِب؟!
يا لهذا ( الحَنَان ) كم ه سهل وبسيط .. برغم ما فيه من تعقيدات ومتناقضات
أوجدها بنو البشر أنفسهم فصدقوها .. وتعاملوا بمقتضاها والتزموا بها ..
فأصبحت حياتهم مملة كئيبة .. توحي بالتعاسة والتشاؤم؟!
يا لهذا ( الحَنَان ) كم هو رحباً .. رغم محاولاتنا في أن نحصر أنفسنا ..
في زوايا ضيقة منه .. وننظر لـ ( الحَنَان ) على أنه شيء واحد فقط ..
بينما هو أشياء كثيرة .. وكثيرة جداً ..
من واجبنا أن يوسع من آفاق نظرتنا له .. لننعم بهذه الأجواء الرائعة ..
التي أنعم الله سبحانه وتعالى بها علينا .. ونعيش كبقية البشر في سعادة
بعيداً من الهموم والمضايقات التي لا تنتهِ؟!
ويا لهذا ( الحَنَان ) كم هو ظاهرة بريئة رغم من يحاولون تدنيسه وتشويهه ..
بأفعالهم الشاذة المريضة غير المقبولة .. فيجعلون منه مكاناً للشر والظلم
والحقد والضغائن؟!
بينما لم يكن هذا ( الحَنَان ) يوماً .. سوى للخير والعدل والتسامح والمحبة
والطيبة؟!
بَل ويا لهذا ( الحَنَان ) كم ه رائع بوجود من نـُحِبّ من حولنا .. نأنسُ بهم
ونشاركهم أفراحنا وأتراحنا .. ونجدهم متى احتجنا لهم لولا من يجادل ..
أن يحول بيننا وبينهم .. ويضع الحواجز والعراقيل لمنعنا منهم ..
ولتشويه صورتهم لدينا وتقليل أهميتهم بالنسبة لنا وما دروا أن ( الحَنَان )
لا تنفع معه هذه الأساليب الدنيئة؟!
تـُرى كم من الوقت نحتاجُ .. لكي ندرك أنه مهما كانت خلافاتنا مع بعضنَا ..
ومع زيجَاتُنَا فهذا لا يعني أن شيئاً من ( حَنَانُنَا ) تجاه بعضنا قد خبا ..
أو ان احترامنا لبعضنا قد قلَّ؟!
و .. تـُرى كم من الوقت نحتاجُ .. لكي ندرك ان دموعنا غالية وغالية جداً ..
ولا ينبغي أن نذرفها لأي إنسان مهما كان .. لا ينبغي أن نسكبها ..
لمن لا يستحق ( حَنَانُنَا ) واحترامنا .. ولا ينبغي ان نظهرها لمن لا يهمه
أمرها ولا يعنيه شأنها؟!
بل حتى بكاؤنا .. لا ينبغي أن نسمعه لمن لا يستحقنا .. بل ان كان ولابد
فلكي نرتاح قليلاً .. مما نحن فيه .. ونريح بعض الهم الجاثم على قلوبنا؟!
الأستاذه القديرة ( شَمْس ) ..
أليس جميلاً ان تكونِ مشغولة بعملٍ ما فإذا بصوت ( الحَنَان ) يأتيكِ من بعيد
يُسمعكِ نفسه .. فقط كي يطمئنُ عليكِ .. كي يسألُ عنكِ .. كي يُشعركِ ..
أنكِ لستِ أنتِ فقط من تسألي عنه ويهمكِ أمره..بل هو الآخر يهمه أمركِ
ولا يقل شأناً عنكِ؟!
مرّة اخرى .. أليس جميلاً ان تكونِي في قلوب من يغدقونكِ بـ ( الحَنَان ) ..
مَن يذكرونكِ بالخير .. ويتذكرون مواقفكِ الحلوة الإنسانية معهم ..
ويتشوقون للقائكِ والحديث معكِ .. لا لشيء سوى لأنهم وجدوا فيكِ أنفسهم
وشعروا معكِ بالراحة ..
التي لم يجدوها مع غيركِ .. حتى مع أقرب الناس لهم ..
وممن هم محسوبون عليهم ..
فهل من الصعب ان نكون أناساً من هذا النوع القادرين على كسب محبة الناس؟