أعرف أني لـ معطف شتاءكِ
أزارير شوق
ولـ مظلة صيفكِ
زخات برد
تنزل برفق فوق وجنتيكِ
لـ تخفف حرارتها
.
.
حبيبتي
لن أبحث عن باقي الفصول
فقد انتهت فيكِ منذ الأزل
وأنا لم أزل أبحث
عن فصل خامس حتى أكتمل فيكِ
فلم تصل فصولي إلى حد الانتهاء منكِ
فـ أنتِ عطراً بقى في أخر أوراقي
أرتشف منهُ كلماتي وأكتب
فوق صفحات السماء وصيتي لكِ
لـ أتركها ك قُبةُ تُظللكِ
كلما دنت منكِ شمس رحيلي
لـ ترافقكِ
عند مطلعها وغيابها
وتدس خيبات الرحيل
في شقوق الذكريات
.
.
لـ تصل إليها يديك وتشعربـ بلل دموع
ذرفت في ليلةٍ جمعتنا
في صومعةٍ ثلجية
حملنا فيها عطرنا القديم
الذي عتق لحظاتنا واغتسلت بهِ
وكل حروفنا القديمة
لـ نستمع إليها تحت موقد الشمع لـِ تُضيئها
انعكاسات ضوءً سافر إلى عينيكِ
وحمل حقائب قلبي معهُ وهي فارغةٌ
حتى تمتلئ من محطات الشوق القابعةُ
في أخر انعطافات العشق
وصوت الأنا يضج في جنباتكِ
.
.
يا عشقًا تسرب في أزقة الهوى
وترك بين زواياه صوت خلخالك
ِ وهو يهتز في كعب قدميك
ويتمايل بماء ثلج أذابتهُ حرارة شوقنا
وهي تتداعب ك أمواج
ترتخي حينًا وتعلو حينًا
وأنا أُسدل أشرعة الهوى
فوق صدركِ وأهتف إليكِ
تعالي إلي
وأحضني كل الشوق بداخلي
فلا تتركي أجزاء الهواء تتنفس بيننا
وأن أستطعتي ألصقيني
مابين جلدكِ والعظم
ودعيني أتنفس هناك
تعالي إلي
وقفي في عيني وأنصبِ خيمات العشق بداخلها
وأغرسي أوتادها في نياط قلبي
ودعي نظركِ يمتد إلى منتهاي
تعالي إلي
وأذيبِ الحنان فوق صدري
لـ أشعر ببرد أصابعك في أضلعي
وأقيمي كل طقوسكِ
وقُدي أطراف الأشتياق
وأخيطيها من جديد بـ أبرة عشق خيوطها
لذة تقطُر من شفتيكِ
والضمي ماسقط منها فوق خاصرتكِ
تعالي إلي
وأمشي فوق جمرة عشقي المتوقدةُ وأن تألمتِ
فـ تركيني أطفئها في ماء قلبي
تعالي إلي
وأفرغي ذاتكِ ونبضاتكِ في جسدي
حتى تتسربل كل أحشائي بكِ
ولا يبقى شيء فيني إلا ويتنفس منكِ
.
.
فـ حبك علمني
كيف أكتب اللغةُ بـ حروف عذرية
وكيف أغرس القلم في حبر القمر
لـ أدونهُ لكِ صفحات في غسق الدجى
وأنت في شرفات القلب
تنتظري أن ارفع ستار شعركِ من فوقها
وأعلق خمائل الهذيان
على أطرافها فقد
علمتيني كيف أتمتم الهوي في المهدِ
وأنطقهُ قصائد شِعراً
في دواوين الأولين و الآخرين
وكيف أغازل الوردِ
وكيف أداعبهُ بين يدي
علمتيني كيف يَشِيبُ الشعر
قبل أن يأتي الكِيرُ
وكيف أشعل سجائري
وأنت نار قداحتي
علمتيني كيف يكون
الاشتهاء إلى الحنين
وكيف ألتمُسكِ عبر الأثير
وكيف أظلُ واقفًا أمام طيفكِ أداعبه
بـ شهقات الأنين
وكيف أصعد أبراج السماء
حتى أصل لـ برج عشقكِ
.
.
وأهوي إلى قاع قلبكِ
وأتلاشى هُناك
علمتيني كيف أسُد جوعي
من أجفان فتنتكِ
علمتيني كيف أرتشف أخر رمق الهوى
في ليلةُ ثلجية أذابتها أنفاسنا
ونُحتت تماثيل ك أجسادنا
لـ تبقى لكِ ذكرى كلما شعرت بـ زمهرير العشق
تزملِ تحت قبة وصيتي
وأمسح دمعات عينيكِ
بـ منديل كتبت فيهِ اعترافاتي
وخبأتهُ تحت صوت خلخالك
فـ كلما رقصتي تحت عزف الناي
تذكري أنهُ مات في عشقكِ
.
.
وأنهُ كتب في لوحات الصباح
أحُبكِ يـ امرأة الموت
وعلى قناديل المساء
علق ترانيم الفراق
لـ تُسمع تراتيلها كلما راقصتها رياح الهوى
وفراشات الحنين
تطوف حولها تردد حروف وصيتي