عرض مشاركة واحدة
قديم 15-10-2011, 12:16 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

وهؤلاء قد عدمت الغيرة لله من قلوبهم والبغض في الله والمعاداة فيه



وإنكار المنكر والجهاد في سبيله وإقامة حدوده ويرى جمال الصور



من الذكور والإناث من الجمال الذي يحبه الله فيتعبدون بفسقهم



وربما غلا بعضهم حتى يزعم أن معبوده يظهر في تلك الصورة ويحل فيها .





وقابلهم الفريق الثاني فقالوا قد ذم الله سبحانه جمال الصور وتمام القامة والخلقة



فقال عن المنافقين :


( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ )


المنافقون 4



وقال :


( وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِءْياً )


مريم 74



أي أموالا ومناظر وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :



( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )



صحيح مسلم رقم 4651



وفي الحديث : ( البذاذة من الإيمان ) رواه ابن ماجه 4108



وأبو داود 3630 وصححه الألباني رحمه الله





وفصل النزاع أن يقال الجمال في الصورة واللباس والهيأة ثلاثة أنواع



منه ما يحمد ومنه ما يذم ومنه مالا يتعلق به مدح ولا ذم





فالمحمود منه ما كان لله وأعان على طاعة الله وتنفيذ أوامره والاستجابة له



كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجمل للوفود وهو نظير لباس آلة الحرب



للقتال ولباس الحرير في الحرب والخيلاء فيه فإن ذلك محمود



إذا تضمن إعلاء كلمة الله ونصر دينه وغيظ عدوه



والمذموم منه ما كان للدنيا والرياسة والفخر والخيلاء والتوسل إلى الشهوات



وأن يكون هو غاية العبد وأقصى مطلبه فإن كثيرا من النفوس



ليس لها همة في سوى ذلك



وأما مالا يحمد ولا يذم هو ما خلا عن هذين القصدين وتجرد عن الوصفين.





والمقصود أن هذا الحديث الشريف مشتمل على أصلين عظيمين



فأوله معرفة وآخره سلوك فيُعرف الله سبحانه بالجمال الذي لا يماثله فيه شيء



ويعبد بالجمال الذي يحبه من الأقوال والأعمال والأخلاق فيحب من عبده



أن يجمل لسانه بالصدق وقلبه بالإخلاص والمحبة والإنابة والتوكل



وجوارحه بالطاعة وبدنه بإظهار نعمه عليه في لباسه وتطهيره له من الأنجاس



والأحداث والأوساخ والشعور المكروهة والختان وتقليم الأظفار



فيعرفه بصفات بالجمال ويتعرف إليه بالأفعال والأقوال والأخلاق الجميلة



فيعرفه بالجمال الذي هو وصفه ويعبده بالجمال الذي هو شرعه ودينه



فجمع الحديث قاعدتي المعرفة والسلوك .












































































التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة