..~
أحبُّه كَثيراً . . !
الرّجلُ الَّذي قيَّدَني بِه دُون وَعيٍّ منّي ،
الرّجل الَّذي يُبعْثرُني بِإيمَاءَةٍ من إصْبَعه . .
اٰو هَمْسَةٍ من صَوتِه ،
أو أحتِضانٍ يلمّنيِ فيِه ليبعثِرني مرّة أخْرَى بينَ ذِراعيّه !
أحبُّه كَثيراً . . !
حِينَ يغنّي بإسْمي ،
ويتبَعُ آخِر حرفٍ منه بـ ” أحِبُّكِ ” ،
ثمّ يَعُود بضَحكاتٍ كَأسرابِ حَمامٍ
تَطيرُ من فَمه إلَى السّماء ، ليرهِقَني أكثَر !
أحبُّه كَثيراً . . !
حتَّى أدمَنتُه ،
أصبحتُ لا أقَوى علَى إغماضَة جفنيّ إلا عَلى صَوتِه ،
ولا تُشرقُ الشّمس في يَوميِ إلا بِصوتِه ، ]]
ولا يغرِينيِ منظَرُ قهوَتي
والدّخان يتصَاعدُ منهَا في يومٍ شتويّ إلا مَع صَوته !
أحبُّه كَثيراً . . !
هُو الَّذي يلبِسُني الأمانَ والدّفءْ ،
يجعَلُ من ذِراعَيه معطَفاً شتوياً يحتَويني ،
يفقِدُني الوَعي حينَ يتسرّب إليّ بإحساسِه . .
يحوِّلُني إلىَ طِفلة شقيَّة في الحُبّ مَعه ، يغرِقُني !
أحبُّه كَثيراً . . !
والنّعاسُ يداعِبُ صوتَه ،
وأنا أعبثُ بِخُصلاتِ شعرَه ، أدَغدغُ وجهَه بأطرافِ أصابِعي ،
أحَاوِل إعاقَة النّوم عَنه حتّى لا يَكُون الفَاصل بينيِ وبينه !
أحبُّه كَثيراً . . !
ويرعِبني أكثَر إذا ثارَت أعصابُه ،
فأنطَوي عَلى نَفسي في زَاوِيَةٍ ما إلَى حينَ يهدَأ .
يُسارعُ بإحتِضاني لأبْكِي بِصمت ،
وأتشبّث بِه كَطفلَة مذعُورة وأنا أقبِّلُ رأسَه وصَدره . . وقلبَه !
أحبُّه كَثيراً . . !
حِينَ يسَألني وأنا غَارقَة في تَفاصيل صَوتِه ” تحبّينَني ؟ ” ،
فأقِف ملءَ رَغبَتي في احتِضانِه وأصرُخ في داخِلي ”
أحبَّكَ كثيراً ” ، فيُجيبُني بـ ” نَعم أعلَم ” . . ويدهِشُنيِ !
أحبُّه كَثيراً . . !
ولا طَاقَة ليِ عَلى غِيابه الَّذي يُصيبنيِ بحُمّى مرهِقَة ،
ونَزيفٌ حادٌ جداً في الذّاكِرة ،
وجَفافٌ في الحُنجَرة ، وشَللٌ في أطرافِي ،
غِيابُه الدّاء الَّذي ليسَ لقلبيّ المَناعة الكَافيّة لمُقاوَمته . . !
أحبُّه كَثيراً . . !
ولا أعلمُ الحّد الذي بَلغه منّي هَذا الحُبّ . . ♥
ولا أريدُ أن أعلَم ، فقَط أنا أحبُّه كثيراً ، وسأظّل أحبّه أكثَر