عرض مشاركة واحدة
قديم 20-08-2011, 06:10 AM   رقم المشاركة : 360
●MŭhâMmāĐ●
( مشرف عالم الجوال والرياضة )
 
الصورة الرمزية ●MŭhâMmāĐ●


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


رأي
رحيل باني المجد الرياضي
سليمان العساف


جاء عنوان الشقيقة مجلة اليمامة حول رحيل شيخ الرياضيين ورائد الرياضة في المنطقة الوسطى الأستاذ عبدالرحمن بن سعيد - يرحمه الله - بعنوان «رحيل باني المجد الهلالي» جميلاً ومعبراً، لكنني وأنا أحاول الحديث عن هذه القامة الرياضية والاجتماعية العملاقة، أجدني ومن خلال وجهة نظري الشخصية أصف رحيله بأنه «رحيل باني المجد الرياضي».. كيف لا وهو يستحق كل الثناء وكل الألقاب.

لا يمكن أن أنتقص من شخصيات رياضية وأبخس حقها في نيل أي لقب جراء ما قدمه للرياضة السعودية وإسهامها في القفزة الكبيرة لرياضة كرة القدم على وجه الخصوص سواء من رحلوا عن الدنيا قبل ابن سعيد - رحم الله الجميع - أو ممن مازالوا أحياء أمد الله في أعمارهم على طاعة رب العالمين، لكن سيرة الرمز الرياضي الكبير ابن سعيد أجدها مختلفة، لذا لم يكن مستغرباً ولا مفاجئاً هذا التعاطف الكبير معه ورثاؤه وتغطية خبر وفاته وتعداد مآثره ومحاسنه، فالتاريخ لا يكذب، وسطر بأحرف من ذهب، أن هذا الرجل مختلف فهو ساهم في إبراز وتواجد ثلاثة أندية «الشباب والهلال والأهلي» وجميعها لها وزنها الكبير، ولا يمكن أن يكون هناك إنجاز رياضي للوطن سواء في لعبة كرة القدم أو غيرها للمنتخبات إلا وللأندية الثلاثة حضور كبير، ولا يتوقف الأمر على المنتخبات، بل على إنجازات الأندية الخارجية، وهو ما يعني أن الرجل رحمه الله شريك أساسي في كل منجز رياضي وطني، ويكفيه فخراً أيضاً إسهامه الأكبر في النادي الجماهيري نادي القرن وزعيم آسيا «الهلال» الرقم الصعب بإنجازاته وجماهيره وحضوره المبهر في كرة القدم السعودية.

* ابن سعيد رحمه الله لم يؤسس نادياً عادياً يمارس كرة القدم فقط وإنما أسس منظومة رياضية اجتماعية ثقافية بدليل أن الهلال احتضن كل الألعاب الرياضية والأنشطة الثقافية والاجتماعية التي وضع أساسها القوي مؤسس النادي وسار بعده الرؤساء الذين تعاقبوا على قيادة دفة رئاسة النادي لمدة تجاوزت الخمسين عاماً تجاوز معها رقم البطولات هو الآخر الخمسين في كرة القدم ولو أضيف لها إنجازات الفئات السنية والألعاب المختلفة، لكن الرقم قياسي لا يمكن الوصول له بجانب حصول النادي على كأس المؤسس بكل جدارة واستحقاق وهي بطولة لم ولن يصل لها نادٍ آخر.

* ابن سعيد ظل وفياً مع عشقه الهلال وتواصل دعمه واهتمامه بالنادي ووقف بجانب جميع رؤساء النادي يدعم مالياً ومعنوياً وظل مرجعاً بفكره وآرائه النيرة لمسؤولي النادي في اتخاذ أغلب قراراتهم وعند الحاجة له مالياً في تسجيل لاعب يبادر فوراً كما استفاد النادي من قوة علاقاته مع الأندية الأخرى والشخصيات الاجتماعية والرياضية في كسب الهلال لأكثر من صفقة هلالية أبرزها وأهمها إنهاء صفقة "عميد لاعبي العالم" وحارس القرن الآسيوي الحارس محمد الدعيع الذي لولا توفيق الله له وتدخله لما حظي الهلال بتسجيله في كشوفاته.

* العلاقات الجميلة والأخلاق واحترام الناس زرعها ابن سعيد وجنى ثمارها وهو فوق ذلك كله امتلك كل مهارات القيادة الذكاء والحكمة والحلم والصبر والتأني في استقبال المعلومة واتخاذ القرار، وضع منزله ديوانية رياضية يأوي لها الرياضيون من مختلف الأطياف، فهو كريم بطبعه وصاحب مبادرات إنسانية يأتيه أصحاب الحاجة من الهلاليين وغير الهلاليين سواء من يطلب العون المادي أو الشفاعة في وظيفة أو تسجيل في جامعة أو معهد أو خلافه.

* تشرفت بمعرفته وزيارته بين الحين والآخر، وعرفته عن قرب لأكثر من عقدين من الزمن أزوره وأغيب عنه وأعود وأجده أكثر تواضعاً وكرماً وبشاشة في استقبال ضيوفه وحرصه على راحتهم واستضافتهم، المواقف كثيرة والذكريات معه يعجز القلم عن الإشارة لها جميعاً، لكنني سأختصر بالحديث عن بعضها، أولها وأهمها التصاق النادي الملكي الكبير الهلال الذي أسماه الملك سعود طيب الله ثراه، وحقق كؤوس جميع ملوك الوطن بشخصية كبيرة وكبيرة جداً حكى أبو مساعد - رحمه الله - أن هذه الشخصية المؤثرة في نفسه وفي تاريخ الهلال اتصل عليه بعد فوز الهلال بكأس الملك على شقيقه الاتحاد عام ١٣٨٤ه وبادر عبر اتصاله بالاعتذار عن عدم حضور المباراة لمرضه وأكد أنه بعد سماعه لتسجيل الهلال لهدف التعادل وقع من سريره من شدة الفرح وأبلغ ابن سعيد بفرحه بالفوز وتقديمه لمكافأة مجزية وكذلك عدد من اخوانه سيقدمون أيضاً مكافآت مجزية وهم نخبة من المجتمع ولهم قيمتهم، وهذا من أسرار تميز الهلال وشعبيته الطاغية.

أيضاً هناك نجم شهير مازال قائداً لفريقه جاء ابن سعيد في منزله في جدة قبل عدة سنوات وطلب منه تسهيل إجراءات انتقاله للهلال وكان وقتها يترجاه قائلاً: تكفى يا عمي عبدالرحمن أنا أرغب باللعب للهلال.. إذ لا أستطيع أن أذهب لمنافس فريقي لحساسية الأمر مع جماهير فريقي وقتها اتصل أبو مساعد برئيس النادي الذي كان خارج المملكة ونظراً لتباطؤ الرئيس في التعامل مع رغبة اللاعب لم يكتب انتقال اللاعب للهلال.

*بعد قراءتي للقاء الذي أجري معه في إحدى الزميلات ونال أصداء كبيرة جراء عبارات فُبركت في الحديث كما فهمت أردت أن أتأكد بنفسي عن صحة بعض ما قاله رحمه الله برغم قناعتي باستحالة أن يتفوه بمثل هذا، فسألته وكان ذلك بحضور الزميل العزيز فهد الدوس وبعض ضيوف ديوانيته الرياضية معقول أبو مساعد ما تحدثت به وخصصت عبارة «لو كان ابني نصراوياً لقتلته» ابتسم - رحمه الله - وأجاب: أخ سليمان أنا لست سفيها حتى أتحدث بمثل هذه العبارات قلت له إذا لا بد أن ترد وتعقب وتوضح وفعلاً رد وعقب على الحديث المفبرك لكن غياب المهنية غيب الرد!

* رحم الله ابن سعيد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، والعزاء موصول لأبنائه وأسرته عامة والأمنية أن يكمل أبناؤه مشروع الكتاب الوثائقي التاريخي الذي حسب علمي كان فقط ينتظر الطبع ليعرف الرياضيون التاريخ الحقيقي الذي صيغت أحرفه عبر أنامل مؤلف الكتاب المؤرخ الكبير - رحمه الله -.

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


دروب
مات «ابن سعيد» مؤرخي الأول
فهد الدوس *


ربما يكون فقيدنا الغالي رائد الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى الشيخ العصامي عبد الرحمن بن سعيد-رحمه الله- صاحب السجل الريادي الكبير والبطولات التاريخية والمبادرات والإنسانية والإسهامات التأسيسية العظيمة الذي رحل عن هذه الدنيا الفانية يوم الثلاثاء الماضي بعد معاناته المرضية، ربما يكون أول شخصية رياضية بالعالم العربي تخدم وطنها سبعين عاما متواصلة ألم يكن بالعالم بأسره، فقد شهدت هذه العقود السبعة الفارطة إسهامات تاريخية جبارة وتضحيات بطولية خالدة وبصمات رياضية واضحة جلية على الحركة الرياضية بالمملكة، بدأ الرمز العملاق ابومساعد مشواره الرياضي مع فريق الموظفين أول جيل مارس كرة القدم بالمنطقة الوسطى وتحديدا في حقبة الستينيات الهجرية من القرن الفارط ليواصل مشوار البناء والتأسيس ورحلة الدعم والاستكشاف والتبني والمؤازرة.. وهو في كامل لياقته ولباقته يدعم كل الأندية ويبحث عن قيام حركة رياضية شاملة في مسقط رأسه العاصمة الرياض حاملا على مطية حماسته وإصراره وإرادته الصلبة الدعوة إلى نشر الرياضة في مجتمع كان يرفض ممارسة الرياضة ويعتبرها من العادات الدخيلة المرفوضة بيد ان الرجل الحكيم والرمز الأصيل(ابن سعيد ) بذكائه الفطري وحنكته المعروفة وسعة أفقه، حسمت معركة العادات الاجتماعية التي كانت تحارب الرياضة بالمجتمع النجدي لتنهض الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى على أكتاف فقيدنا الغالي بعد ان سكبت من على جبينه حبات العرق الواحدة تلو الأخرى في ميدان البناء والتأسيس مع سواعده الرموز الكبار وهما الشيخ محمد عبدالله الصائغ والشيخ عبد الله بن احمد -رحمهم الله جميعا-، نعم رغم شراسة المعركه الفكرية وتعرضه - رحمه الله- لمساءلات اجتماعية ومضايقات ثقافية وتهديد وضغوط من مجتمع متمسك بعاداته، كان يحارب هذه الرياضة العريقة جملة وتفصيلا ويرفضها داخل دهاليزه ورغم ذلك نجح بعبقريته وحكمته من الانتصاراخيرا على إرادة الآخرين وعاداتهم، ليقيم مشروع نشر الرياضة في المجتمع النجدي بفضل ماوهبه الله سبحانه وتعالى له من ذكاء فطري ورؤيه ثاقبه وعقل مستنير وحماس فولاذي وبعد نظر وقدرة هائلة على استشراف المستقبل، لان الرمز الراحل كان يؤمن بان العمل الرياضي يقع في عمق وقلب التنمية الوطنية الشاملة، تلك الخصائص والسمات المتجسدة في شخصية ابو مساعد غفر الله له كانت اقوى من تلك المضايقات والضغوظ الاجتماعية والثقافية لينطلق على (حصان) حماسه وإصراره ورغبته في مضمار التأسيس والبناء فأسس الشباب عام 1367 ثم الهلال عام 1377وساهم في وضع أسس الحركة الرياضية في مدينة الرياض من خلال دعمه واهتمامه ببقية اندية العاصمة مواصلا دعمه للحركة الرياضية اعواما مديدة وعقودا طويلة، ليتوقف عند محطة عمره الرياضي ال70 عاما قضاها في خدمة رياضة وطنه بعدما وافاه الاجل المحتوم يوم الثلاثاء الماضي رحمه الله.

*لم يكن الشيخ الراحل ابن سعيد هلاليا فقط بل كان صاحب الريادة الأسبقية في ترك بصماته في كل ناد من أندية المنطقة الوسطى حتى النادي المنافس النصر امتدت أياديه الوفائية وسخاؤه المعروف لإنقاذه في احلك وأصعب حقبة عاشها النادي الاصفر في مسيرته الرياضية وتحديدا مطلع الثمانينيات الهجرية عندما تكفل –شيخ الرياضيين- بدفع قيمة الايجار لمقره الطيني فضلا عن دعمهم ومدّهم بالملابس والكور والمستلزمات الرياضيه والتسهيلات الاخرى من اجل استمرار نشاط النادي وعجلة مسيرته، واسألوا مؤسس النصر( احمد البربري)المعروف في لغة التاريخ الرياضي وشواهده الحية المنقولة من مصادرها الأولية فهو حي يرزق الآن.

اما عندما تحدث عن خصاله الانسانية وقيمه النبيلة ومواقفه الاصيلة مع ابنائه اللاعبين السابقين او حتى لاعبي الاندية الاخرى المصابين او المحتاجين، كان الفقيد الغالي يجسد قيم النبل وشيم الخير ومحاسن الانفاق في احسن اشكاله والوانه لايبتغي الا الأجر والمثوبة. وبحكم التصاقي بالرمز الكبير ومؤرخي الاول عبد الرحمن بن سعيد -غفر الله له- بحكم اهتماماتي بالتاريخ الرياضي كنت احضر منزله كل يوم خميس ومجلسه لم يكن يخلو من محبيه من الرياضيين القدماء بمختلف الانتماءاءت والاندية والشعارات يكرمهم ببشاشته المعروفة وطيبته المتناهية قبل كرم الولائم والموائد التي اعتاد على إقامتها أسبوعيا لزواره، هكذا كان شيخ الرياضيين رمز اصيل جبل على الكرم الحاتمي والانفاق بسخاء ومساعدة المحتاجين منهم، بنفس طيبة وروح نقية وقلب سليم ويد بيضاء ومشاعر إنسانية مليئة بالعطاء، وخلق العظماء.

رحم الله أستاذي التاريخي الشيخ عبد الرحمن بن سعيد واسكنه فسيح جناته وعزائي لكافه أسرة شيخنا الكبير ابومساعد فقيد الرياضة السعودية.


*ولاية مينيسوتا- أمريكا