بدون مجاملة
عندما يموت التاريخ
عبد العزيز الهدلق
عرفتُ شيخ الرياضيين ورائد ومؤسس الرياضة في المنطقة الوسطى الشيخ عبد الرحمن بن سعيد - رحمه الله - عن قرب، مع دخولي مجال العمل الصحفي الرياضي قبل خمس وعشرين عاماًَ تقريباً، وكنت أعرفه قبل ذلك عن بُعد كرمز رياضي كبير. وكان لي الشرف في ذلك القرب من تلك الشخصية الاستثنائية. وأكثر ما لفت نظري في شخصية الراحل - رحمه الله - تواضعه وسماحته وسمته وهيبته التي يستمدها من أخلاقه العالية، فطوال ربع قرن لم أسمع منه كلمة نابية بحق أحد ولم يصدر عنه ما يسيء لأحد، رغم ترؤسه لأكبر نادٍ في القارة وحدّة المنافسة التي تجمعه بالأندية الأخرى، ولم ينجر يوماً من الأيام وراء إساءة طالته أو طالت ناديه كذباً وبهتاناً. لقد رحل الرجل وهو يحمل في قلبه حباً كبيراً للجميع، سواء لمن ينتمون لناديه أو للأندية الأخرى بما فيها المنافسة، وبما فيها من صدر منها ومن منسوبيها إساءات بحقه. حيث كان في قلبه الكبير مساحات رحبة تتسع للتسامح والتصالح مع الجميع ومقابلة الإساءة بالعفو. وهذا البياض والنقاء سيجده إن شاء الله اليوم، وهو يلقى وجه ربه ويقابل عمله الصالح.
وتلك السمات والشمائل والخصال الحميدة التي كان عليها ابن سعيد - رحمه الله - انتقلت بكيمياء زرقاء إلى نادي الهلال، فأصبح العمل والإنجاز هو سياسة الهلاليين، تاركين لغيرهم الثرثرة وتوزيع الاتهامات وقذف الإساءات، فرغم سهام القذف المسمومة والأكاذيب والافتراءات المضللة التي كانت تطاله، ظل الهلال رافعاً رأسه ناظراً للأمام، لا يلقي بالاً لترهات تقذف بحقه ممن يغارون من بطولاته ويحسدونه على إنجازاته، حتى أنّ كل بطولة يحققها الهلال باتت توصف ببطولة النوايا الحسنة. لأنها كانت تتحقق في خضم نوايا سيئة تحاك من حوله. وتلك هي الأسس المتينة التي أرساها عبد الرحمن بن سعيد من أول يوم أشهر فيه اسم الهلال.
وقد لفت نظري مطالبة بعض أو كثير من محبي أبي مساعد - رحمه الله - بتكريمه سواء من قِبل ناديه وأعضاء شرفه، أو من قِبل الجهات الرسمية المسئولة عن الرياضة في المملكة، وهي دعوات محبين ولاشك، ولكني أرى أن أي تكريم لن يبلغ مدى ما قدمه الشيخ، فما قدمه للوطن ولأبناء الوطن أكبر من أي تكريم. وفي رأيي الشخصي أن محافظة الهلاليين من إدارة وشرفيين ولاعبين وجماهير على مكانة ناديهم المتميزة والمتفردة في القمة محلياً وزعامته قارياً، هو التكريم الحقيقي للفقيد الكبير.
لم يكن - رحمه الله - مجرّد مؤسس لأكثر من نادٍ، ولا رئيساً لعدة أندية، ولا رائداً لجيل، بل كان تاريخاً، كان مشروع نهضة .. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
لقد كانت وفاته - رحمه الله - في شهر رمضان المبارك من البشارات المفرحة، وكذلك الجموع الغفيرة الذين حضروا الصلاة عليه خلف سماحة المفتي، والآلاف المؤلّفة من الصائمين الذين شيّعوه إلى المقبرة وشهدوا الدفن بألسنة تلهج بالدعاء له بالرحمة والمغفرة.
اللهم اغفر لعبد الرحمن بن سعد بن سعيد وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسِّع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقِّه من الخطايا كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدّنس.
اللهم انزل على قبره النور والفسحة والسرور، اللهم إنّ عبد الرحمن بن سعد بن سعيد في ذمتك وحلّ بجوارك فقه فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحمد، فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم.
اللهم عبدك وابن عبدك احتاج إلى رحمتك وأنت غني عن عذابه إن كان محسناً فزد في إحسانه وإن كان مسيئاً فتجاوز عنه .. يا رب العالمين.
في الصميم
ابن سعيد.. لغز (الحوار) الذي لم أنشره..!!
سلطان المهوس
قبل كل شيء رحم الله عبد الرحمن بن سعيد رحمة واسعة وأسكنه الجنة وغفر خطاياه وألهم ذويه الصبر والسلوان.. اللهم آمين.. منذ دخولي مهنة الإعلام الرياضي وضعت الكثير من الطموحات والآمال التي يجب علي العمل بجد لتحقيقها لتكون رصيدا ثمينا لي وللقراء الأعزاء، وقد حققت بفضل الله الكثير منها بدعم هائل لا أستطيع وصفه من الأخ الاكبر الزميل محمد العبدي الذي علمنا أصول الصحافة وكيفية مواجهة الحدث والتفرد فيه والإبهار في إخراجه لتكون رياضة الجزيرة الاولى في قوة التأثير والحرف الذي لايمكن ان يتم الاستغناء عنه..
كان من طموحاتي ان أجري لقاء صحفيا مختلفا مع الشيخ عبد الرحمن بن سعيد -رحمه الله - حيث كنت أرغب بكسر تقليدية الحوارات معه لما هو أبعد وأشمل في قالب يشابه الحوارات الانجليزية المتعمقة وأحمد الله أنني أحظى بقبول جميل لدى الشيخ بن سعيد حيث هاتفني كثيرا - لم أره سوى في قطر- مثنيا على مقالات أكتبها أو أخبار هنا وهناك، وكان يعتبرني من الاعلاميين الجيدين الذين يثق بهم مع زملاء كثر وهي شهادة أعتز بها مدى الحياة..
في الطائرة المتوجهة للعاصمة القطرية الدوحة وجدت امامي الشيخ عبد الرحمن بن سعيد حيث كان مغادرا لحضور تكريمه من قبل الاتحاد الآسيوي بوسام الخدمة الذهبية للرياضة الآسيوية قبل نهائيات أمم آسيا الاخيرة بقطر.. حينها عرفت أن فرصة اللقاء حانت، لكن كنت قلقا ألايحدث ذلك فقد كان أول لقاء مباشر لي مع الفقيد الذي كان برفقة نجله الخلوق فيصل، ولا أعرف ظروفه لكن القلق زال بعد ان طلبت من الفقيد ان أجري معه حوارا لصالح صحيفة (الجزيرة) إذ وافق مباشرة وأثنى على الصحيفة كثيرا وعلى رئيس التحرير الأستاذ القديرخالد المالك الذي قال عنه: إنه رمز اعلامي صادق نادر وجوده.
التقيته- رحمه الله- في بهو فندق الشيراتون وتحدثنا طويلا عن أموركثيرة وجميلة لازال صداها يرن في محفوظات جوالي حتى اللحظة، وقد طلبت منه أن يكتب لجماهير الهلال بخط يده بعد أن احضرت له ورقة فكتب بخط جميل للغاية (جمهور الهلال في قلبي) وبتواضع شديد طلب ان يكتب لي شيئا فكتب أحرفا لن أنساها ما حييت.!
كنت أود أن أنشر الحوار سريعا لكني اخترت أن أرسله بعد عودتي من الدوحة لكونه غير مرتبط بحدث معين وقد تسارعت الاحداث اثناء البطولة الآسيوية خاصة التغييرات التي حدثت بعد مشاركة الاخضر في بطولة آسيا وما تلاها من ردود فعل كبيرة ولم أفلح في إيجاد موعد مناسب يعطي اللقاء انفرادا حقيقيا للحدث لأتفاجأ بتردي حالة الفقيد الصحية ومن ثم دخوله المستشفى ليبقى الحوار حبيسا فقد كان من اللامهنية ان ينشر حوار مع شخصية تعيش ظروفا صحية صعبة، وقد رضيت بالواقع رغم احساسي ان هناك لغزا كبيرا جعلني ولأول مرة منذ اثني عشر عاما أؤجل ارسال حوار للصحيفة فقد كنت أرسل أي مادة أو حوارا اجريه خلال اربع وعشرين ساعة كي لا أفقد اثارة واحساس الحوار لكن مع ابن سعيد أحسست ان هناك شيئا يمنعني كل ما أردت ذلك ولا أعرف حتى الآن السبب..!!
جلست مع رجل لديه من القيمة والقامة الشيء الكثير كما أنه خفيف الظل ويأسرك بمداعباته، وأذكر أن الزميل إبراهيم الفريان كان يرغب بالتقاط صورة مع الشيخ أثناء حواره معي ونجح بذلك ثم عاد ليريد اخرى لينهره الشيخ قائلاً: ابعد يامرجوج مامليت تصوير..!! لكن الشيخ بأبوته الحانية قال: إن الفريان شخص محبوب وهو يحبه كثيرا إذ كان لايريد أن يزعل منه أحد وهو الشيخ الذي لايمكن ان يزعل منه أي إنسان عرفه أو اقترب منه..
ربما كان حوار (الجزيرة) مع الشيخ ابن سعيد هو الحوار الاعلامي الاخير بل أجزم بذلك وبإذن المولى عز وجل سيتم نشره مع رسالته إلى جمهور نادي الهلال بخط يده ليكون سطرا من أروع سطوري الاعلامية مع رجل احببته لتاريخه ونضاله وأكبرت فيه بأسه وقوة حجته وشخصيته المهيبة وصراحته التي تكشف صدق المعدن وروعة التعامل..
بصدق هو رجل استثنائي فبالرغم ان التاريخ يكفل له التواجد والحظوة والنفوذ ظل متواضعا منزويا مع أوراقه التاريخية الذهبية واقفا مع الجميع بهيبته وصدقه معطيا درسا بليغا لمعنى التعامل في الوسط الرياضي المحلي.
حدثني عن تاريخ محمد بن همام عندما كان يعيش بالسعودية وتحديدا مع والده في الرياض وكشف لي ان ابن همام كان يحضر التمارين مع والده في عهد الملك سعود- رحمه الله- وحدثني عن أن التاريخ مهما دفنوه أو امطروا عليه السيول لا يمكن أن يختفي أو يكتب بحبر الكذب باختصار لأنه تاريخ والتاريخ لايمكن الكذب أو التلاعب فيه..
رحم الله الشيخ عبد الرحمن بن سعيد رحمة واسعة فقد رحل محبوبا من الجميع، وإن كان لي طلب من إدارة نادي الهلال وجماهيره فهو أن يتم انشاء مشروع خيري دائم باسمه (بناء مسجد - مدرسة - بيوت أيتام - صدقة جارية.. الخ) فذلك أهم وأكبر من أي مشاريع للتكريم وخلافها، فالفقيد بين يدي مولاه بعد أن ادى الامانة وعاش ملتزما محبوبا طيب النفس محبا للخير وأهله..
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
قبل الطبع:
الشرفاء لايموتون في قبورهم..!
التاريخ يخلد شيخ الرياضيين ابن سعيد في ذاكرة كل رياضي
د. محسن الشيخ ال حسان
رحل شيخ الرياضيين عبد الرحمن بن سعيد (يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته) عن الدنيا بعد أن ترك وراءه تاريخاً مشرفاً للرياضة السعودية.. والجميع يعترف أن المرحوم كان شخصية قيادية تتصف بالأخلاق العالية والصفات الحميدة.. واعترف الجميع أيضاً أن ابن سعيد شارك في دفع عجلة الرياضة في المملكة العربية السعودية من خلال دوره الريادي والقيادي وإسهاماته في تأسيس ودعم العديد من الأندية الرياضية مثل نادي الأهلي ونادي الشباب وأخيراً نادي الهلال.. واعتبر الجميع أن رحيل ابن سعيد يعتبر خسارة للحركة الرياضية في البلاد.. وأجمع كل الرياضيين في كل الأندية السعودية أن الشيخ ابن سعيد قدم خدمات رياضية للرياضة بصورة عامة طيلة مسيرته المتوجة بالإنجازات والبطولات.. وقد نجح ابن سعيد - يرحمه الله - في مهمته ورسالته التي حملها من أجل الأجيال الرياضية الحالية والقادمة أيما نجاح, وأصبح رمزاً بل علماً من أعلام الرياضة السعودية والخليجية والعربية، بل الرياضة الدولية بصورة عامة.
لقد كان الشيخ ابن سعيد موسوعة رياضية يعود لها الجميع ومدرسة، بل جامعة تحمل جميع الإنجازات الرياضية في المملكة العربية السعودية, وقد تتلمذ علي يده العديد من رؤساء الأندية الرياضية قاطبة واستفادوا كثيراً من أفكاره وخبراته العميقة التي اكتسبها على مدى عقود في المجال الرياضي.
يوم ودعناه كان يوماً لا يُنسى من ذاكرتنا, حيث تجمع أبناء المملكة من رياضيين وإعلاميين وأدباء وشعراء ومثقفين وفنانين ليودعوا والدهم وحبيبهم وفخرهم المرحوم عبد الرحمن بن سعيد إلى مثواه الأخير.
أخيراً, وتقديراً لمساهماته الرياضية, أقترح أن تقوم الرئاسة العامة لرعاية الشباب بتكريمه ببطولة رياضية (تحمل اسمه) وأقترح أيضاً علي نادي القرن (نادي الهلال) وهو المعشوق الأول للمرحوم أن يخلد ذكرى مؤسسه بحدث رياضي يليق بشيخ الرياضة ومؤسس الكيان الرياضي لعدة أندية.
وفي الختام ندعو جميعاً للمرحوم ابن سعيد بالرحمة والمغفرة, ويدخله فسيح جناته, ولذويه الصبر والسلوان, و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}..
- الرياض
فواصل
) مباراة الهلال أمام الشباب الإماراتي في بطولة الرياض الدولية لكرة القدم كانت مفيدة جداً للهلال رغم خسارة الفريق، حيث كشفت عن مكامن القصور الفني فيه واحتياجه للفترة القادمة.
) فشل الاجتماع الشرفي لنادي النصر أصاب محبي النادي بالصدمة حيث كان الجميع ينتظر قرارات تاريخية تدعم مسيرة النادي، وتسهم في إحداث التطور الذي يتطلع اليه عشاق العالمي، وقد أنحى الجميع باللائمة على ذلك الفشل على إدارة النادي من جهة وعلى أعضاء الشرف من جهة أخرى، حيث اتضح مقدار الفجوة بين الطرفين.
) بوفاة الرائد الكبير وشيخ الرياضيين عبد الرحمن بن سعيد، حدث فراغ كبير في المجتمع الرياضي السعودي لا يمكن ملؤه بسهولة أو في وقت قريب، للمكانة الكبيرة التي كان يحتلها في نفوس جميع الرياضيين على مختلف ميولهم.
) أنهى سمو الأمير نواف بن فيصل القضية الوحداوية بإيضاحه الملابسات والأخطاء القانونية التي وقع فيها محامو الوحدة، حيث أعلن سموه إغلاق ملف القضية ووجوب تنفيذ قرار اتحاد الكرة بسحب ثلاث نقاط من رصيد الفريق، مما أدى إلى هبوطه للدرجة الأولى.
) إصابة النجم النصراوي الصاعد سعود حمود بقطع في الرباط الصليبي، يجب ان لا تدخل الإحباط في نفسه، خصوصاً أن الموسم الكروي على الأبواب واللاعب يتطلع لمستقبل مشرق، سواء مع ناديه أو المنتخب الأول وهو مؤهل لأن يحجز له مركزاً أساسياً في كليهما. والمطلوب من الإدارة الوقوف إلى جانب اللاعب معنوياً ونفسياً وطبياً ومساعدته على تجاوز هذه الأزمة.
) بلغ الهجوم على مدرب المنتخب فرانك رايكارد إلى درجة اتهامه بالضعف وقبوله التدخل في عمله لمجرّد أن تشكيلة المنتخب للمرحلة القادمة التي أعلنها المدرب لم ترق لهم، ولم تتضمن أسماء اللاعبين المفضلين لهم.
صح لسانك
- محمد نور يفكر في الاعتزال دولياً
(عنوان صحفي)
للسن أحكام
* * *
- خالد الغامدي يقترب من الانضمام للنصر
(عنوان صحفي)
سلّم لي على اللوائح
* * *
- الأهلي جاهز للدوري
(عنوان صحفي)
شكلهم مستعجلين
الكاريكاتير