هذي هي الصور التلاعب واضح في تركيب الصور
يسلم ايديكِ مذهله
عجبني هالمقال للكاتب جواد البشيتي
وما قتلوه..!
حكاية ابن لادن، الشخص والعمل الجهادي والتنظيم والظاهرة..، هي الحكاية التي استأثرت بنصيب الأسد، في القرن الحادي والعشرين، من نظرية "المؤامرة"، لجهة صوابها وصدقها، ولجهة كونها، بحسب وجهة نظر القائلين بها، والمتعصِّبين لها، "السياسة" في حقيقتها الخافية عن أبصار وبصائر الناس باستثناء أرباب الفعل التآمري؛ ولعلَّ خير وأحدث دليل على ذلك هو أنَّ نبأ "مع صور" مقتل زعيم تنظيم "القاعدة" لم "يَقْتُلْ" الأسئلة والتساؤلات التي هي جميعاً من النمط الذي يستدعي أجوبة تسقي نظرية "المؤامرة" بمزيدٍ من ماء الحياة؛ حتى سؤال "هل قُتِل بن لادن حقَّاً؟" ظَهَر وبَرَز وأُثير بعد شيوع نبأ مقتله.
وبحسب نظرية "المؤامرة"، التي هي صحيحة إنْ فُهِمَت على أنَّها جزء من السياسة، وخاطئة إنْ فُهِمَت على أنَّها السياسة كلها، أو جوهرها وأساسها، ينبغي لنا أنْ نفهم "النبأ"، أي نبأ مقتل بن لادن، على أنَّه نبأٌ يحيطنا عِلْماً بأنَّ الخافي أعظم؛ فالشيخ "في بعضٍ من الآراء التي قرأتها أو سمعتها" لم يُقْتَل، وما زال حيَّاً يُرْزَق، وعمَّا قريب سيظهر، وكل ما زعمته الولايات المتحدة، أو إدارة الرئيس أوباما، باطل ولا أساس له من الصِّحة؛ حتى الصور التي يظهر فيها بن لادن قتيلاً ليست صحيحة؛ وإذا قال بعض الناس إنَّهم رأوا بأعينهم جثَّته فهؤلاء الشهود ليسوا سوى "موظَّفين" لدى أصحاب هذه "الكذبة "الإعلامية" الكبرى"؛ أمَّا "لماذا يكذبون هذه الكذبة الكبرى؟"، فهذا سؤال لم ينتهِ "المشكِّكون" بعد من صُنْع، أو اكتشاف، إجابة "منطقية" له.
وثمَّة "دليل إثبات" على صدق زعمهم، نَقِف عليه في تساؤلهم عن سبب احتفاظ "القاتل" بـ"جُثَّة القتيل"؛ ثمَّ عن سبب رمي "الجُثَّة" في اليمِّ؛ لعلَّ سمك القرش يَكْتُب الخاتمة لهذه الحكاية.
لكن، لماذا اختاروا "البحر" حلاًّ لمشكلة "جُثَّة بن لادن"، وكان في مقدورهم أن يَسْتَحْدِثوا لسجن "غوانتانامو" مقبرة يدفنون فيها زعيم السجناء؟!
الشيخ قُتِل؛ لكنَّه لم يُقْتَل إلاَّ بعد "إلقاء القبض" عليه؛ ولقد قُتِل "الآن" هذا "المُعْتَقَل"، منذ بعض الوقت، لأسباب انتخابية تخصُّ إدارة الرئيس أوباما.
الشيخ لم يُعْتَقَل، ولم يُقْتَل، بل "انتهت صلاحية استعماله"، فاستعاده "أسياده"، و"صُنَّاع أُسطورته"، ليبدأ "في مكانٍ ما" حياة جديدة، باسمٍ جديد، وشخصية جديدة؛ فالولايات المتحدة على كل شيء قديرة!
الشيخ قُتِل؛ وقتله "أسياده"؛ لأنَّ عمله انتهى واسْتُنْفِد؛ ولأنَّ لهم مصلحة في أنْ توارى "الحقيقة" جُثَّة القتيل التي وُرِيَت التراب؛ وهذا ليس بالتصرُّف غير المألوف في "عالم المؤامرة السياسية"!
الشيخ مُنَزَّه عمَّا يأفكون؛ ولقد جاء "استشهاده" ليقيم الدليل المُفْحِم على أنَّ "الشهيد" كان "مجاهداً لا ريب في جهاده في سبيل الله"؛ ولم يكن صنيع أولئك الكفرة الذين قاتلهم، وقاتلوه، حتى قتلوه؛ وإنَّ في قتلهم له لخير دليل على أنَّه كان عليهم، ولم يكن منهم.
الشيخ إنَّما قَتَلَه، أو أخرجه من النور إلى الظلمات، "أسياد اللعبة"، و"أرباب المؤامرة"؛ فهؤلاء استنفدوا "لعبة الإسلام المتطرِّف "في عدائه للغرب""، وشرعوا يلعبون "لعبة الإسلام الوسطي المعتدل" الذي يمكن أنْ تجري رياح الثورات العربية بما تشتهي سفينته؛ فـ"القاعدة" لعبة انتهت، و"الإخوان المسلمون" لعبة بدأت؛ وما على الشعوب العربية الثائرة إلاَّ أنْ تَنْظُر إلى القوَّة الإمبريالية العظمى في العالم على أنَّها "المُغْتَصِب الأرضي" لنظام القضاء والقدر من السماء، وتَفْهَم، في الوقت نفسه، "إرادتها الحُرَّة" على أنَّها هي أيضاً جزء من هذا النظام المُغْتَصَب!
في "مماته"، لا في حياته، أرى "عَظَمَة" الولايات المتحدة تُسْلِم الروح، وأرى "أُسطورتها"، لا "أُسطورة بن لادن"، تَذْهَبُ بها حقائق الواقع؛ فهذه الدولة لم يبقَ لديها من شيء تفخر به وتعتز، إلاَّ قَتْل، أو إعلان قَتْل، بن لادن، الذي لولا تضخيمهم له، شخصاً وظاهرةً وفعلاً واتِّجاهً، لَمَا كان من داعٍ لـ"الضخامة التاريخية" في قول أوباما "الولايات المتحدة قتلت بن لادن!"؛ وهل من عَظَمَة تبقى للولايات المتحدة إذا ما دخلت التاريخ بصفة كونها قاتلة بن لادن؟!.