أخبرني، متى يكفُّ الليلُ عن صمته الأسود، ويحدّثني عنك بأصوات الربيع وأردية الغيم الأبيض !
ومتى سيجلبك لي على هيئة هدية غير متوقعة، ليضعهاَ خلفَ أبوابي ويمضي إلى اللاعودة؟
ومتى يا كائنًا لم أجهّز قلبي لعشقه ... متى ستعيدُ لي هذا القلب في شكله الأوّل دونَ أن يعرفك ويعشقك ... ويسهر الفصول التي لا تموت لأجل لقياك !
إنّي على ذات الضّلع أتكىء، وفي قلبي زفرةُ غياب عميقة تشبهني وتختلفُ عنك،
وبين أصابعي يرتجفُ كوب الماء الذي أبتلعُ برضابه بقايا رضابي اليابس وأحلامي التي ورثتُها عنك في شكل كلام لن يُقال ...!
أشعرُ أنّي أكتبك بلغة أنا أولُُ من تعترفُ بجهلها بها، وأنكَ بطلُ رواية إدّعى كل البشر أني الأنثى التي ألفتُهاَ بقلم لا أعرفه ولا أذكرُ اليوم الذي إبتعتهُ فيه ...
لقد كتبتكَ في اللاوعي بحبر أسود، كذلك الليل الذي شكوتكَ إيّاه في البدء، مع أني لا أكتبُ أشيائي الجميلة بهذا اللون لأنهُ يفرغُهاَ من كل ما يشي بإقترابها وعودتها من جديد ...
كتبتكَ على ألف سطر، دون أن أفصل الكلام بفواصل ونقاط ... لأنكَ وجعٌ ممتدّ وأنينٌ لا إنتهاء له ، ولازلتُ أحاولُ وضعَ نقطة الختام ولكني كلماَ هبطتُ بقلمي إلى الأسفل كي أضعهاَ تفرُّ الأسطر وتنكمشُ الحروف في إرتياب ... كأنّ تلك الكائنات الصغيرة تنوي تخليدك أكثر ... وإنهائي أكثر !