علاقات الإمبراطورية العمانية بالقوى الإقليمية والدولية
مصر
:
تميزت العلاقات العمانية المصرية عبر التاريخ الحديث بالثبات والود، وشهدت العلاقات بين البلدين تطورا ملحوظا في عهد سعيد بن سلطان
١٨٤٨ م
) والذين تميز عهدهما بالازدهار وتوسع نفوذ بلديهما، واتصفت العلاقات بين - ١٨٥٦ م) ونظيره المصري محمد علي باشا ( ١٨٠٥ -١٨٠٦)
الزعيمين بالتقدير المشترك، فقد تضمنت الرسائل المتبادلة بينهما اعجاب السيد سعيد بالبناء الحديث للدولة الذي اقامه محمد علي في مصر ورغبته
في اقامة علاقات اوثق مع باشا مصر. وعندما تمكنت القوات المصرية من الاستيلاء على الدرعية عام ١٨١٨ م، بادر
السيد سعيد بارسال تهنئة الى محمد علي، كما وفد حاجا على مكة عام ١٨٢٤ م وقد احسن محمد علي ويحيى بن سرور شريف مكة استقباله، اذ ارسل محمد علي
مجموعه من ضباطه لاستقباله وتحيته، ؤاطلقت المدافع في جدة حينما اقتربت
السفينة العمانية (ليفربول) المقلة للسيد سعيد في الميناء، وعند عودته من الحج الى
مسقط حمل معه هدايا كثيرة من محمد علي ومن شريف مكة. وتذكر بعض المصادر ان السيد سعيد اظهر رغبة في السيطرة على البحرين واتجه الى
تنسيق سياسته مع سياسة محمد علي في الجزيرة العربية، ففي عام ١٨٣٩ م كان
هنالك مشروع هام بين الرجلين، تضم بموجبه البحرين و الاحساء (المنطقة الشرقية
من المملكة العربية السعودية حاليا) تحت حكم السيد سعيد مقابل ا ن يدفع مبلغا من
المال لوالي مصر، ولكن المشروع لم يتم بسبب رفض السيد سعيد للشروط وانشغال
محمد علي بحرب سوريا بالاضافة الى موقف العداء الذي اظهرته السلطات البريطانية
نحو النشاط المصري في الخليج( ٢٥ )، ويبدو ان البريطانيين ا زعجهم هذا التقارب
العماني-المصر ي، وخشوا ان تتأثر مصالحهم في المنطقة لذلك عملوا على اضعاف
العلاقات بين السيد سعيد ومحمد علي. ورغم ذلك فقد استمرت العلاقة ودية بينهما،
حيث تشير الوثائق المصرية الى ان السيد سعيد بعث برسالة الى محمد علي في عام
١٨٤٠ م يطلب فيها بالحاح سرعة ارسال احد المدفعيين – اي احد جنود المدفعية -
للخدمة عند السيد سعيد
. وهذا يؤكد انه حتى عام انسحاب قوات محمد علي من الجزيرة
العربية استمرت العلاقة ودية بين الرجلين.