الموضوع: ..?! Tell Me Why
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-04-2011, 05:23 PM   رقم المشاركة : 3
کړُﯾستـــآلھَہّـ
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية کړُﯾستـــآلھَہّـ

عمان وشرقي أفريقيا

ارتبطت عمان وشرقي افريقيا منذ اقدم العصور بصلات سياسية واقتصادية وثقافية، وبعد طرد البرتغاليين من عمان اولت دولة اليعارية اهتماما
خاصا بشرقي افريقيا ، وقام الامام سلطان بن سيف الأول بتحرير مناطق شرقي افريقيا من البرتغاليين، وبفضل ذلك تدعم الوجود العماني في هذه
المنطقة وعين الامام ولاة من الشخصيات العمانية عهد اليهم ادارة جزيرة زنجبار وبمبا وممباسا
.

١٧٨٣ م
) على تعزيز التواجد العماني في شرقي افريقيا ، واستمرت الحال على - وعمل مؤسس الدولة البوسعيدية الامام احمد بن سعيد ( ١٧٤١
١٨٥٦ م
) والذي قام في عام ١٨٢٨ م بقيادة حملة عسكرية الى شرقي افريقيا فكانت بذلك اول - ذلك حتى بداية عهد السيد سعيد بن سلطان ( ١٨٠٦
زيارة له الى زنجبار
. وكانت نتيجة هذه الزيارة ان اعجب السيد سعيد بهذه الجزيرة وفي عام ١٨٣٢ م اتخذ قراره التاريخي بجعل زنجبار عاصمة ثانية
للشطر الإفريقي من امبراطوريته، وذلك ادراكا منه للأهمية التجارية والاستراتيجية لهذه الجزيرة
. وللمزايا العديدة التي كانت تتمتع بها. فمناخها
جميل، وهي ذات مركز وسيط للعمليات التجارية في مملكته، كما ان بها موانىء صالحة لرسو السفن، رغم خطورة قراره هذا، حيث ان المسافة بين
العاصمتين تبلغ ٢٥٠٠ ميل والوصول من عُمان الى زنجبار تحكمه حركة الرياح الموسمية
. اي ان الدافع الاقتصادي فقط كان وراء هذا القرار
الاستراتيجي وليس كما ذكر حسن غباش نقلا عن كاجار انه جاء
بناءا على نصيحة الممثلين الفرنسيين، ليصبح اكثر استقلالا عن القوة الإنجليزية

(
ؤاقرب الى ممتلكات صديقته فرنسا “. ( ١٦

ومنذ عام ١٨٤٠ م بدٔا السيد سعيد يطيل اقامته في زنجبار وذلك لما عرف عنه من شغفه
بالتجارة وحبه لممارستها، لذا لم يجد مكانا اخر في ممتلكاته يستطيع من خلاله تنفيذ سياسته
الاقتصادية افضل من زنجبار، علاوة على ذلك سياسته الرامية الى تدعيم ممتلكاته الجديدة في
افريقيا
.وقد نجح السيد سعيد من جعل زنجبار سوقا تجاريا ضخما، وحولها من مجرد ميناء
صغير الى اعظم ميناء في شرقي افريقيا، فجذبت زنجبار اهتمام الدول الأجنبية ؤاصبحت
المستودع الرئيسي للتجارة الأ فريقية والآسيوية
. وكان للسيد سعيد الفضل في اثراء اقتصاد
زنجبار
عن طريق ادخال زراعة القرنفل، حيث ارسل عامله عبد العلي العجمي ليأتيه ببذر
القرنفل من جزيرة موريشيوس وتم غرسه امام بيت المتوني بزنجبار، وقد اصبحت زراعة القرنفل
الث روة الرئيسية لهذه المنطقة، وجعلت من زنجبار اول مصدر للقرنفل في العالم
. كما عمل السيد
سعيد على تبسيط نظام الضرائب ولم يكن يفرض على الواردات التي تأتي الى الموانىء الافريقية
اكثر من ٥
% من ثمنها. اما الصادرات فقد اعفاها من الضرائب. وقد شجع كل ذلك على تنشيط
التجارة في ممتلكاته
.وقد ساهمت زنجبار مساهمة فعالة في اقتصاد الامبراطورية العمانية في ذلك الوقت واستفاد السيد سعيد من ذلك في تدعيم
امبراطوريته المترامية الأطراف والتي امتدت من شواطىء بلاد فارس
(بندر عباس) ومن بلوشستان (جوادر) حتى زنجبار لتصل الى رٔاس دلغادو على
شواطئ افريقيا
(الحدود الشمالية لموزمبيق حاليا).كما امتد النفوذ العماني في الإتجاه الشمالي الغربي حتى ممكلة ا وغندا وغرباً حتى ا عالي الكونغو.

وكان للبحرية العمانية دور كبير في النفوذ السياسي و الازدهار الاقتصادي
الذي شهدته ارجاء الامبراطورية ،فقد شهد النصف الأول من القرن التاسع
عشر اهتماماً كبيرًا ببناء الإسطول التجاري والحربي في عهد السيد سعيد بن
سلطان وكانت الموانئ العمانية مثل مطرح ومسقط وصور تعد من اهم
أحواض بناء السفن اضافة الى السفن التي تعاقد السيد سعيد على بنائها في
الهند وخصوصاً في بومباي ومن اشهر السفن في تاريخ الإسطول العماني
(
تاج بكس) و(كارولين) و (شاه علم) و (ليفربول) و (سلطانة) و (تاجه) ،
وقد اهدى السيد سعيد البارجة
(ليفربول) والتي كانت تحمل ٧٤ مدفعا

١٩
) الى وليم الرابع ملك بريطانيا عام ١٨٢٤ م وقد اطلق عليها الأخير اسم )
(الإمام) تكريماً لمهديها السيد سعيد بن سلطان.



وتشير الوثائق التاريخية الى ان السفينة العمانية كارولين قد زارت مرسيليا عام ١٨٤٩ م زيارة مجاملة حاملة الكثير من بضائع الشرق ، وفي منتصف
القرن التاسع عشر كان الإسطول العماني التجاري المسلح يتكون من مائة سفينة متعددة الحمولة مزود كل منها ما بين عشرة مدافع الى اربعة وسبعين
مدفعاً اضافة الى مئات المراكب التجارية الصغيرة
. كما تشير المصادر الأجنبية الى ان السيد سعيد بن سلطان قد بلغت عنايته بالإسطول لدرجة
إستقدام خبراء من بريطانيا وهولندا والبرتغال وفرنسا لتفقد السفن المصنعة له في ترسانات السفن في بومباي
. وقد وصف الاسطول العماني في عهد
السيد سعيد بن سلطان بأنه كان اقوى اسطول تمتلكه دولة في النصف الأول من القرن ١٩ م من اليابان حتى رٔاس الرجاء الصالح
( ٢١ )، ويأتي في
المرتبة الثانية بعد الاسطول البريطاني
.










رد مع اقتباس