عرض مشاركة واحدة
قديم 28-02-2011, 02:38 PM   رقم المشاركة : 1
ملاك بدنيتي
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية ملاك بدنيتي
Icon7 فنجانُ قهوةٍ مدفوعاً سلفاً <<لعيون غراااامي

فنجانُ قهوةٍ مدفوعاً سلفاً





،



في مدينة تُدعى البندقية وفي ناحية من نواحيها النائية، كُنا نَحتسي قهوتُنا في أحدِ المطاعم فجلسَ إلى جانِبِنا شخصٌ وقال للنادلِ (اثنانِ من القهوةِ) من فضلكَ وواحدٌ مِنهُما على الحائطِ، فأحضر النادلُ له فنجاناً من القهوةِ وشربهُ صاحبُنا لكنّهُ دفع ثمنَ (فنجانين) وعندما خرج الرجل قام النادلُ بتثبيتِ ورقة على الحائطِ مكتوب فيها فنجانُ قهوةٍ واحد ٍوبعده دخل شخصانِ وطلبا (ثلاثَ فناجينَ من القهوة) وواحدٍ منهم على الحائطِ، فأحضر النادلُ لهما فنجانينِ فشرباهُما ودفَعَا ثمنَ (ثلاثَ فناجينَ من القهوة) وَخرجا، فما كان من النادلُ الاّ أن قامَ بتثبيتِ ورقة على الحائط مكتوبٌ فيها فنجانُ قهوةٍ واحدٍ.




وفي أحد الأيام كُنا بذاتِ المطعمِ فدخل شخصٌ يبدو عليهِ الفقرِ فقالَ للّنادل فنجانُ قهوةٍ من على الحائطِ، فأحضر له النادل فنجانُ قهوةٍ، فشربَهُ وخرج من غير أن يدفعَ ثمنهُ، حينها ذهب النادلُ إلى الحائطِ وأنزل منه واحدةٌ من الأوراقِ المعلّقة ورماها في سلة المهملات.



تأثرنا
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
طبعاً لهذا
التصرُّفِ الرائعِ من سكانِ هذهِ المدينةِ والتي تعكسُ واحدةٌ من أرقى أنواعِ التعاونِ الإنسانِيّ.




فما أجملَ أن نجدَ مَنْ يُفكّرُ بأنّ هناكَ أناسٌ لا يملكونَ ثمنَ الطعامِ والشرابِ، ونرى النادلُ يقومُ بدورِ الوسيطِ بينهُما بسعادةٍ بالغةٍ وبوجهٍ طلقٍ باسمٍ، ونرى المحتاجُ يدخلُ المقهى وبدونِ أنْ يسألَ هل لي بفنجانٍ من القهوةِ بالمجّانِ! فبنظرةٍ منهُ للحائطِ يعرفُ أنّهُ بإمكانِهِ أن يطلبَومنْ دونِ أن يعرفَ من تَبرّعَ بهِ.



حقاً
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
.. لهذا المقهى مكانةً خاصةً في
قلوبِ سكّانِ هذهِ المدينةِ الرائعةِ بهم.