أخي في الله ..
تثبت أخيي مما تقول عند نقلك للكلام ،فلا تنقل كلاما لأحد إلا إذا كنت متأكدا منه تماما،فكما قال صلى الله عليه وسلم (كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع)..
ولا تجعل الكلام ينتقل عن طريق الألسنة دون إمراره على العقل للتفكير فيه وتحكيم الشرع فيه؟..حتى لانصيب قوما بجهالة ،فنصبح كما قال عزوجل لبعض المؤمنين في حادثة الإفك(إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ماليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم )..
فإذا بلغك شيء عني وحاك في صدرك ولا تريد أن تصارحني ،فلا تحدث به أحدا من حولك،واسلك سبيل المؤمنين في ذلك كما قال تعالى (وإذا جآءهم أمر من الأمن والخوف أذاعوابه ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )..
أخي في الله ..
لا تنقل إلى إخواني إلا الطيب حتى لا أخرج إليهم وفي صدري شيء تجاههم فكما تعلم يا أخي إن أدنى درجات الأخوة سلامة الصدر
وكما قال صلى الله عليه وسلم (لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئا ،فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر).
فلنتق الله في إخواننا ، ولنحذر أن نكون سببا في إيغار الصدور بينهم دون قصد..
ولا تحاول يا أخي أن تحسس خطا إخوانك وتعرف أسرارهم ، وإذا ما رأيت أحدا يتحدث معي في شيء يخصه،فتحاشى استراق السمع،ولا تحاول أن تسألني عما دار بيننا بعد ذلك فكما قال صلى الله عليه وسلم (من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه)وإذا ما تحدثت معك عن مشكلة لشخص ما ولم أسمه فلا تحاول أن تعرف اسمه ،وجاهد نفسك لتتغلب على فضولك .
أخي..
يقول الله عزوجل :وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم ..
فليحرص كل منا على انتقاء ألفاظه مع الآخر ، فرب كلمة جاءت في غير موضعها تركت آثارا سيئة للغاية في نفس مستمعها.
وليتجنب كل منا أي لفظة قد يسيء للآخر ،أو يجرحه من قريب أو بعيد فالكلمة الطيبة صدقة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
فكل إنسان له عورات ،ومواضع نقص ،ومن أصعب الأشياء على النفس الكشف عن هذه العورات والنقائص،وما أكثر ما جرحت نفوس بسبب عدم مبالاة البعض ،واسترسالهم في الكلام دون تخير وانتقاء للألفاظ ..
أخي في الله….
قد أختلف معك في الرأي ،ووجهات النظر ،فلا يوغر ذلك صدرك تجاهي ،فالخلاف في الرأي لا يذم في حد ذاته ،لاختلاف طبائعنا ، ومشاربنا وطريقة تفكيرنا ، بل إن الخلاف في الرأي قد يكون أمرا محمودا إن كان من أجل الوصول للحق ، وروعيت فيه آدابه.
فلا يحاول كل منا أن ينتصر لرأيه ويرغم أخاه على قبوله،أويحاول أن يسفه من رأي أخيه، أو يتمنى خطأه ليظهر لمن حوله أنه كان على صواب فيما أبدى من رأي .
ولا ينبغي لأي منا أن يحمل شيئا في صدره لأخيه إذا انتقده أو عارضه ، بل يفسح لأخيه صدره ويشجع على مزيد من النقد طالما كان من أجل النقد فالدين النصيحة كما قال صلى الله عليه وسلم ..
أخي في الله ..
إن كنا ننادي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين الناس ، فإن الواجب يحتم علينا أن نبدأ بأنفسنا أولا..
فلنتناصح فيما بيننا ولنتعود على ذلك لنتربى عليه ،فإن رأى أحدنا منكرا يرتكبه الآخر فلينهه عنه بالطريقة الصحيحة التي بينها العلماء .
وليقوي كل منا عزائمه ، ويستجمع شجاعته ليقول للمسيء :أسأت ،وللمخطىء :أخطأت مهما كانت مكانته ..
فلينصح الكبير الصغير بحنان ورفق ،ولينصح الصغير الكبير بأدب واحترام .
ولا يظنن الصغير أن الحياء هو الذي يمنعه من نصح الكبير فالحياء لا يأتي إلا بخير ..
فإن لم نستطع أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر فيما بيننا فلن نستطيع أن نقوم به على الوجه الصحيح بين الناس ففاقد الشيء لا يعطيه….
يتبع ..