تابع
الحلقة الثالثة
أخي في الله ..
#ليكن كل منا حريصا على وقت الآخر ،فالوقت هو الحياة وهو رأس مال الإنسان الحقيقي المحاسب عنه يوم القيامة.
يذكرنا بذلك الرسول صلى الله عيه وسلم فيقول (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)
ويقول ابن مسعود :ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ،نقص فيه أجلي ،ولم يزد فيه عملي ..
فليحرص كل منا على وقته ،ووقت إخوانه ،فالواجبات أكثر من الأوقات ،وطريق الجنة طويل يحتاج إلى بذل وعطاء بالليل والنهار (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)فإذا زار إخوانه فليحافظ على آداب الزيارة ،فلا سمر بعد العشاء ولا ينسى أن هناك قيام ليل واستغفارا بالأسحار وصلاة فجر ،فلا يحرم نفسه ولا إخوانه من فضل هذه الأوقات ..
ومما لا شك فيه أن كلا منا يحب أن يرى أخاه ويجلس معه في كل وقت ،فلقاؤه أحب لقاء إليه ،ولكن إن لم تكن اللقاءات لزيادة الإيمان والتذكير بشعبه ،فلا بد أن ننهى أنفسنا عنها ونجاهدها في ذلك..
بل إذا رأى أحدنا من الآخر عدم حرصه على وقته ذكره بقيمة الوقت وخطورة إنفاقه فيما لا يفيد ..
أخي في الله ..
إن كنت حريصا علي وتريد لي الخير وأنا لا أشك في ذلكفلا تمدحني في وجهي ،فما من شيء أضر على الإنسان أكثر من المدح ،ويكفي في بيان خطورة المدح ما قاله صلى الله عليه وسلم للرجل الذي رجلا عنده فقال له (ويحك قطعت عنق صاحبك،لو سمعها ما أفلح )ثم قال (إن كان أحدكم لا بد مادحا أخاه فليقل :أحسب فلانا ولا أزكي على الله أحدا ،حسيبه الله إن كان يرى أنه كذلك )
فالمدح يجعل الإنسان ينتشي ويكبر عند نفسه ،فيؤدي ذلك إلى التكبر على الناس لإحساسه بأنهم دونه في المستوى ،وينعكس ذلك الإحساس على تصرفاته معهم ..
فالحرص الحرص على عدم المدح في الوجه..
أخي في الله …
حافظ على حرمتي فلا تغتابني تحت أي مسمى من المسمات مثل المصلحة وغيرها ،تخيل أنك مكاني ماذا سيكون شعورك تجاهي عندما تبلغك غيبتي لك؟!
وتذكر قول الله تعالى(ولايغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم)
ولا تحاول أن تسخر مني أو تستهزئ بي بدعوى المزاح فإن ذلك قد يحزنني ،ولا تعمل يا أخي على إحراجي أمام الناس وتذكر قول الله عزوجل (ياأيها الذين الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خير منهن )الحجرات آية11
واعمل على ألا تكلفني ما لا أطيق .
ولا تأخذ مني أي شيء دون رضاي فقد يمنعني الحياء من محاولة استرداده وتأمل قول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يأخذ أحدكم عصا أخيه لاعبا ولا جادا ،فمن أخذ عصا أخيه فليرده عليه)
ونادني يا أخي بأحب الأسماء إلي ،ولا تطلق علي لقبا فيه سخرية أو استهزاء وتأمل قول الله عزوجل ((ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان))..
ولا تناجي أحدا وتسر إليه بالحديث وأنا معك فقد تفتح علي بابا للشيطان ،فكما قال صلى الله عليه وسلم((إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث فإن ذلك يحزنه))..
ولا تروعني بأي صورة من الصور مثل أن تأخذ مني شيئا وتخفيه أو نحو ذلك سواء كنت جادا أو مازحا ..
وتأمل ما حدث بين الصحابة عندما كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم فنام رجل منهم ،فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ،ففزع ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا يحل لمسلم أن يروع مسلما )
أخي في الله ..
لا تأخذني بالظن فإن الظن أكذب الحديث كما قال صلى الله عليه وسلم ،فلا تصدر علي حكما بغير دليل بين وراجح ،ولا تعاملني على أساس هذا الظن ،فالمؤمن لا يظن بأخيه المؤمن إلا خيرا ويلتمس له المعاذير .
فإنلم تستطع أن تتغلب على ظنونك فلا تحملها في صدرك أو تحدث بها أحدا ،بل سارع إلي وواجهني بها حتى أبين لك الحقيقة ،فأقرب طريق بين النقطتين هو الخط المستقيم..فلو عامل كل منا الآخر بالظنون لحمل الكثير في صدره تجاه أخيه ،ولأصبحت علانيتنا مخالفة لسرائرنا …
ولا تجعل يا أخي أذنيك هي مصدرك الرئيسي في تلقي المعلومات ، بل حقق بنفسك وشاهد بعينك فالأشخاص يختلفون فيما بينهم في تقييم ما يصلهم من أخبار ، فالبعض قد يستصغر أمرا يعظمه ويهوله آخر ،فكما قالوا :آفة الأخبار رواتها…
يتبع .....