النهضه في عـهـد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه,,,
قضى الملك عبدالعزيز حوالي ثلاثين سنه , منذ بداية عهده , في سبيل توحيد البلاد , والدفاع عنها وتوطيد دعائم الحكم فيها . وكانت موارد دولته شحيحه ,
كما كان المتعلمون من أبناء شعبه قليلين, ثم تحسنت الموارد بعد إكتشاف الذهب الأسود ( النفط*****) في شرقي البلاد وبداية تصديره سنة 1358 هـ.
ولقد بذل مؤسس المملكه قصارى جده , أيام الشدةِ وأيام الرخا, لبناء مجتمع متطور يستمد مبادئ نهضته من أصول الدين الإسلامي الحنيف, ويسير لخطى واثقه نحو التقدم والرقي ,,
وفيما يلي عرض موجز لبعض جوانب النهضه في عهد ذك المؤسس رحمه الله وغفر له ,,
أولاً- التعليم:
كانت الحركه العلميه في المناطق التي تكونت منها المملكه ضعيفه بصفه عامه. فقد كان التعليم معدوماً لدى الباديه, وقليلاً جدا عند الحاضره. وكان من اسباب ذلك إنشغال الكثيرين بابحث عن لقمة العيش , وندرة مايساعد على الإنفاق على طلاب العلم,
وكان هناك نوعان من التعليم،
أولهما(الكتاتيب التي يدرس فيها أولاد المقتدرين ماليا مبادئ القراءه والكتابه وتلاوة القرآن الكريم,)
وثانيها( حلقات العلماء في المساجد حيث يدرس الطلاب أصول الدين وفروعه وشيئا من قواعد اللغه العربيه)
على أن عدد الطلاب في غلبية القسمين قليل جداا,, وشبه منحصر.
وإتضح دور الملك عبدالعزيز بإهتمامه بالتعليم وهو لايزال يوحد الجزيره
فأمر في عام 1344 هـ بإنشاء مديرية المعارف ترعى شؤوون التعليم وتنظم اموره وتدفعه لأمام .
ومما قامت به مديرية المعارف في ذلك الوقت فتح المعهد العلمي السعودي عام 1345 هـ , ثم فتحت مدرسة تحضير البعثات سنة 1356 هـ..
ثانياً-- توطين الباديه:
أدرك الملك عبدالعزيز , من تأمل تاريخ أسلافه ومن تجاربه الشخصيه , أن حياة الباديه غير مستقره من اسباب تغير مواقفها وولاءاتها , وعامل من عوامل إقدامها على مايخل بالأمن , كما أدرك أن تلك الحياة مما يزيد قسوتها وشدة وطأتها,,
فأستجاب لدعوته الكثير من القبائل والعشائر , وأخذوا يستقرون في أمكنه سموا كل واحده منها ( هجره ) , إشاره إلأى ما طرأ على حياتهم من تغير ديني افضل مماكانوا عليه. وبدأ معضمهم يعمل في الزراعه والتجاره وغيرهما من الأعمال النافعه , ولإحساسهم العميق بقوة الرابطه الدينيه التي اصبحت أقوى صلاة بعضهم ببعض تسموا (( بالإخوان )) وإجتمع حماسهم الديني إلى تجاربهم في الحروب, فأصبحوا قوه مهمه في جيش الملك عبدالعزيز الذي
حقق الله على يديه توحيد مناطق البلاد المتراميه , خاصه في الفتره الممتده بين عامي
1336 هـ وَ 1345 هـ .
ولقد حدث بين زعماء الإخوان والملك عبدالعزيز خلاف أدى إلى نشوب حرب بينهم وبينه , لكن تلك المشكله حسمت بسرعه , وظهرت الحكومه الشرعيه منها منتصره قويه, وثبت على أية حال, أن توطين الباديه كان عملاً رائعاً رائداً أثمر ثمارا نافعه للمستقرين خاصه وللوطن عامه.
ثالثا -- الأمــــــــــن :
لقد أولى قادة آل سعود , منذ قيام دولتهم الأولى عناية فائقه للأمن حتى اصبحت البلاد التي حكموها مضرب المثل لتحققه , ولا شك أن للعقيده أثرا طيبا في إجتناب الجرائم.
وبعد أن وفق الملك عبدالعزيز في توحيد الحجاز مع بقية المناطق التي سبق وأن دخلت تحت حكمه , واصل إهتمامه بتحقيق الأمن في ربوع البلاد على أسس متينه من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ,
وأنشا في الحجاز اول مديريه للأمن هناك وذلك عام 1344 هـ وكان مهمتها المحافظه على النظام والأمن وسميت بالشرطه, وفي عام 1369 هـ تحولت المديريه الى للشرطه الى مديريه عامه للأمن .
رابعا-- الجـيــــش :
كانت قوات الملك عبدالعزيز في اثناء توحيده للبلاد تتكون من الحاضره والباديه , وكان يدعوها للغزو فتجتمع تحت رايته , ثم تعود بعد الغزو الى بلدانها ومواطنها لتزاول نشاطاتها المعهوده , ولما إكتمل توحيد البلاد أردك الملك عبدالعزيز ضرورة تطوير قواته بشكل يتواءم مع المستجدات الحديثه , ولذلك سارع في إنشاء إداره للأمور العسكريه عام 1348 هـ ونظم الجيش على أساس كتائب وألويه , وأنشئت رئاسة للأركان الرحبيه.
وفي عام 1365 هـ حولت وكالت الدفاع الى وزاره وعين الأمير منصور بن عبدالعزيز أميرا لها وحينها بدأت النهضه الحقيقيه للجيش السعودي.
خامسا-- المواصلات والإتصالات:
أدرك الملك عبدالعزيز رحمه الله أهمية كل من المواصلات والإتصالات في ربط مناطق المملكه المتراميه الأطراف, وترسيخ الأمن في ربوعها , وبدأ بتعيين الطرق بين البلدان وأدخل السيارات الى البلد لنقل المسافين والبضائع .
وكذلك تم إنشاء القطار الرابط بين الرياض والدمام ,,
وإهتم رحمه الله بإنشاء المطارات وكان أولها مطار جده
ثم الرياض
..
سادسا-- الزراعه والمياه :
كانت الزراعه في البلاد تسير وفق ماتوارثه أبناؤها المزارعون من خبرات في جميع أمورها,
ومع أن تلك الخبرات من عظمه فقد إستجد في العصر الحديث مايثري تلك الخبرات ويدفع عجلة التقدم الزراعي.
وفي عام 1367 هـ أنشئت مديريه للزراعه في جده ,,
وتم من خلالها التطور الكبير في مجالات الزراعه ,,
سابعا-- الرعايه الصحيه :
كان السكان في جميع المناطق يتبعون في علاج الأمراض التي تحل بهم تلك الطرق التقليديه التى توارثوها جيلا بعد جيل. لكن من اصعب الطرق لديهم تفادي الأوبئه ,وعندما وحد الملك عبدالعزيز الحجاز مع بقية مناطق الجزيره
كان في البلاد ثلاث مستفشيات واحد في مكه وثان في جده وثالث بالمدينه المنوره ,
وقد اولى الملك رحمه الله للرعايه الصحيه اعتائا كبيرا فسرعان ما إنتشرت المستوصفات والمشتفيات والمراكز الصحيه ,وفي عام 1370 هـ عين الملك عبدالعزيز حفيده الأمير عبدالله الفيصل وزيرا للصحه والداخليه. فتقدمت الرعايه الصحيه أكثر من ذي قبل,,,,
وفــاة الملك عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعه وطيب ثراه :
في اليوم الثاني من شهر ربيع الأول عام 1373هـ إنتقل الملك عبدالعزيز إلى رحمة الله في الطائف, فنقل جثمانه الى الرياض حيث دفن في مقبرة العود , وحزن عليه المواطنون كما أسف المنصفون لفقد ذلك البطل المقدام ,,
فرحمه الله واسكنه فسيح جنااته ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,