من خِلال مَعرَفَتِي وقنَاعَتِي التَّامَة عَن الفَوَائِد الَّتِي يَجنِيهَا الجِسم البَشَرِي من المَشِي
فَقَد قَطََعت عَلَى نَفسِي عهُودَا بَألاّ يَمُرّ يَوم دُونَ أن ( أمشِي ) فِيهِ عَلَى الأقَل سَاعَتَين
ولكن مَايَتعبكَ هُو الزُّمَلاء وَالأصحَاب ..
الَّذِينَ يقِفُون عَلَى جَنبَات الطَّرِيق مُعتَقدِين أن سَيَّارَتُكَ( تَعَطَّلَت )وَيَرِيدُون أن يوصلُوك
إلَى حَيثُ مَاتُرِيد؟!
الأروَع من ذَلك حِينَمَا تَسِير بِمُحَاذَاة شَاطِيء بَحرِي نَظِيف وَالمَكَان خَال ٍمن كُل شَيء ..
بِإستِثنَاء ضُوء القَمَر الخَافِت الَّذِي يُسَاعدكَ عَلَى التـَّأمُل ..
وعَلَى إعَادَة المَاض ِوإستِذكَاره .. بَل الأروَعُ من ذَلك كلّه حِينَمَا تَسِير لاسِيمًَا فِي هَذِهِ
الأوقَات حَيثُ زخَّات المَطَر تَنهَمِرُ عَلَيكَ بِخفَّة .. وكَأنِي بِهَا تُدَاعِبكَ فَأي شعُور جَمِيل هَذَا
الَّذِي سَوفَ تَتَحَسَّه وَأنتَ تَسِير سَيراً عَلَى الأقدَام حَافِي القَدَمَين؟!
نَعَم .. مَا أروَعه هَذَا ( المَشِي ) حِينَمَا يَكُون بِقُربكَ ذَلك الإنسَان الَّذِي شَغَلَ حَيِّزَاً كَبِيراً
من قلبُكَ وَتَمَكَّن مِنه تَنظُر له وَيَنظُر إلَيكَ بِإبتِسَامَات حِلوَة وكلاً مِكُمَا يُعبِّر عَن سَعَادَته
لَيسَ بِالنَّطق وَإنَّمَا من خِلال النَّظرَات وَإحمِرَار الوَجنَات؟!
وَأنتَ فِي تِلك اللحظَة لاتَتَمَنَّى شَيء سِوَى أن تَتَوَقَّف عَقَارِب السَّاعَة لأطوَل فَترَة مُمكِنَة
كَي لاتَفقِد هَذِهِ الأوقَات السّعِيدَة؟!
/
/
إنتـَــر