الموضوع: أرصفة الحياة
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-09-2003, 10:58 PM   رقم المشاركة : 1
رهيف
( ود جديد )
 







رهيف غير متصل

أرصفة الحياة


فوق جدران المحطة الكثير من المشاجب ...
علقت عليها مجموعة أشياء ...
دموع فرح ... دموع حزن ... دموع وداع ... دموع لقاء
قبلات ... آهات ... عناق
إشارات ... بسمات ... طرقعة أصابع
ولكن هناك رجل يقف رجل ماداً يديه ... ولكن أحداً لم يسلم عليه
برغم ذلك فرد كلتا يديه . لا أدري من يظن نفسه سيعانق ؟؟؟
ظل معانقاً اللاشيء ومصافحاً الفراغ !!!!!!!
على العموم حالته لم تكن لتلفت نظر أي شخص آخر غيري ( رغم أني ضعيف الملاحظة جداً ) !!
كل الوجوه في تلك المحطة كانت جامدة أو لنقل محنطة
بالرغم من أن المحطة كبيرة جداً وفيها آلاف الكراسي الفارغة من كل المقاسات والأنواع ... إلا أني لم أجد مقعد واحد أستطيع الجلوس عليه !!!!
لم تكن الكراسي ولا المقاعد محجوزة أو كتب عليها ( ممنوع الجلوس )
فقط لم أجد مقعد على مقاسي ... لست ضخماً كما قد يخطر ببال أحدكم ولكني ...
نزلت في المحطة الخطأ ليست محطتي .. أو أنا دخلت إليها من الشارع لست أذكر !!
المهم هي ليست المكان المناسب لأمثالي ... هي محطة الطموحين أصحاب الهمم العالية الذين تدربوا على العيش بواقعية في هذه الحياة وتعلموا كيف يخوضوا الحقيقة ويمارسوا الواقع .
وأنا وذلك الذي مازال مصافحاً للريح أناس حالمون نحيا في الأحلام وسنموت تحت أكداسها ... ومقاعد الحياة الجدية لا يمكن أن تكون مقاسنا أو صالحة لجلوسنا فهي صممت خصيصاً للعاملين حتى الأشياء المعلقة على المشاجب نجهل كيف وضعت أو من أين جاءت وكيف يمكن أن يحس أو يحصل الشخص على مثلها !!!
مشاجبنا علقت عليها ...
لو ... ليت ... متى ... كيف ... عسى ... وغيرها .. وغيرها ... من العبارات الجوفاء ذات الصدى الذي لا ينتهي في الأنفس الضعيفة حيث يسلي بها الحالمون نهارهم ويسبحون في بحورها أثناء الليل ، ويظلون يستمتعون بها وهم نائمون برغم أن حياتهم عبارة عن نوم دائم !!!
حتى مصافحة صديقي الحالم لم أستطع أن أقوم بها ، فكلما مددت يدي نحوه اصطدمت بالفراغ ... ؟؟؟
تعجبت مما حصل ولكن بعد محاولة أو اثنتين أنهكني التعب ( كالعادة ) بدأت بالدوران حوله عندها فقط عرفت السبب ...
لقد كان ظلي !!!!! عندها فقط عرفت لما لم يعره أحد من رواد المحطة بالاً أو انتباه ...
شأنه كشأنه نعيش على رصيف الحياة بالتحديد على الرصيف السابع ... هو رصيف لم يرصف ولن يرصف يقع في عرض الطريق نحو الماضي طبعاً طريق القادمون من اللامكان للذين يعيشون في اللازمان يموتون عادة بسبب نفاذ الأكسجين المغذي لأحلامهم !!!!
يسيرون دائماً نحو الخلف أثناء ذهابهم لأي نقطة في الأمام !!!
زادهم في كل رحلاتهم الهواء المشمر والهواء المحمر أو بعضاً من الهواء المشوي !!!
أما شرابهم فلهم في كل يوم عشرة لترات من ماء السراب المقطر !!!
هكذا يبقى الحالمون فوق الرصيف السابع تذكر الســـــــابع ، ويدفنون عادة بعد موتهم في حفر تدور فيها دوامة زمنية ليس لها قرار أو بداية أو نهاية كحياتهم ، ويلفون بأحلامهم الجوفاء ، ويهال عليهم أكوام من الترهات والابتسامات الصفراء ، فلا يبقى لهم أثر ولا لقبورهم شواهد !!!!!!!!!!!!!!!!
اجلس ... استرخي ... أغمض عينيك ... اسبح ماذا ترى ؟؟؟؟؟؟
ستمر عليك ساعات ، وأيام ، وأعوام ... كلها لك !!!
... أوقات حبلى بالذكريات ... الحزينة ... الجميلة ... السعيدة ... القبيحة ...
هل تريد أن تمد يديك لتغير أو تثبت أو تعيد شيئاً منها ؟؟
ليس وأنت على الرصيف السابع ، صدقني .. ثق بي لن تستطيع فعل شيء وأنت ملقى على هذا الرصيف كالفزاعة !!!
ولنا مع الرصيف رقم 1 وقفة لاحقاً






التوقيع :
ما قلتلك عمر سيف العشق ما يقتلك
ما تشوفني حي قدامك وانا موت فيك