عرض مشاركة واحدة
قديم 30-11-2010, 03:42 AM   رقم المشاركة : 6
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

يا الله ما اجمَلُ العودة إلى ( المَاض ِ) ما اروعها حينما تذكرنا بأيام الطفولة البريئَة

حينما تعودُ بنا لأيَّامُ الدرَاسَة الصَّعِيبَة .. وحينما نستأثِرُ من خِلالها بالقلوب البيضَاءُ ..

لا السَّوِيدَة؟!

فالانسان منا قد يفتقد شيئا ما يكون بأمس الحاجة اليه وهنا أقصُد ( المَاض ِ) ..

ولا يستطيع الوصول اليه أو الحصول عليه .. ولكنه حينما ينظر لهذا الشيء ..

على أنه ذكرى عطرة جميلة .. يعايشها في كل لحظة من سنِي عُمره ..

حينما يشعر بتلك الذكرى الحية هي من يعطيه الأمل والتفاؤل .. هنا فإنه سوف يفكر

بها بشكل يملأ عليه حياته .. فأيهما أفضل أخت ( تَحَدّوهَا ) ان تعيشي بلا ( مَاض ٍ)

رغم انه موجود!!

أم تعيشي ذلك الجانب المشرق الجميل من ( الماضي ) الذي يملأ وجدانُكِ ..

الا وهو الذكرى العطرة التي لا تفارقكِ؟!

وما سوف أقوله قد يكون شيئاً مثالياً أو حالمًا في نظركِ .. ولكن لو أمعنا النظر ..

لو تأملنا في واقع حياتُكِ .. في مكنونات مشاعركِ وأحاسيسُكِ حول ما يجري فيها

نحو المواقف التي تمرُّ عليكِ .. لوجدنا ان هناك ذكريات تشكل واقع حياتُكِ ومجراه

في كثير من الأمور؟!

ولا أتحدث هنا بالطبع عن تلك الذكرى المؤلمة .. لن أدِعكِ تبكي على الاطلال ..

ولن أجعلُكِ تُحاكي القِـلاعُ وَالحصُـون .. فذلك شيء ولـَّى ولا يجدي الحديث عنه ..

طالما كان حديثاً .. بل سوف أتناول تلك الذكريات الجميلة ..

التي تحتاجي ان تتوقفي عندها .. لتلمسي وبنفسُكِ تلك الأشياء الجميلة في حياتكِ!!

لتتذكري المواقف الرائعة التي غيرت مجرى حياتُكِ للأجمل!!

أو تلك التي ما زلتي تعيشي على ذكراها .. وتتمني تكرار حدوثها؟!

بل حتى تلك الذكريات التي كنتِ سبباً في ضياعها منكِ .. ومع ذلك تكرري ضياعها

مرة أخرى وفي كل مرَّة؟!

قد تعتقدي ان ( الماضي ) لكي يصبح ماضياً لكي يستحق ان نطلق عليه (ماضياً)

لابد ان يتجاوز السنين الطويلة من عمره..لابد ان يبهتُ لونه..لابد ان تبدو عليه

عوامل الزمن وتغيراته وتعتريه علامات الترهُّـل والشـَّيخُوخَـة ..

و لابد ان ترتسم فوق جدرانه التشققات .. وان تعلـُو جنباته الغبار وَالأترِبَة!!

وماعلمتِ ان هذا ( الماضي ) يلِّي نتذكره ونحن اليه .. قد يكون الأمس القريب!!

قد يكون قبل ساعة .. قد يكون الحياة نفسها .. قد يكون ذلك المكان ..

الذي يربطكِ بشيء ما مهما كان جديداً .. قد يكون ذلك الانسان الذي لم تتجاوز ..

معرفتكِ به الأيام القليلة من عمر الزمن؟!

فإذا به ذكرى عطرة خالدة لا يمحو عبقها الزمن ..لا يخفي معالم جمالها أو يزيلها

إعادة طلاؤها؟!

لأنها محفورة في قلبِ .. مختزنة في ذاكرتكِ .. تستحضريها أمام عينيكِ ..

كلما احتجتِ اليها كشريط سينمائي تديريه متى شئتِ .. ليس لأنكِ تريدي ان تعيشي

في ( الماضي ) وتنعزلي عن المجتمَع .. بل لأن هذا ( الماضي ) هو الغذاء ..

والدعم الذي يجعلكِ تعيشي الحاضر .. وتتزودي منه للمستقبل فماذا اروع من ذلك؟!

تخيلي نفسكِ الآن .. والحديثُ لكِ استَاذه ( تَحَدّوهَا البَشَر ) ..

تخيلي نفسكِ في زيارة سياحية .. لذكرى عزيزة على قلبكِ .. غالية على نفسكِ ..

ذكرى قد تكون مكاناً ما .. أو شخصاً ما؟!

تخيلي نفسكِ وأنتِ في طريقكِ اليها .. تحدثي نفسكِ عنها .. تتشوقي متى ستصليها

وكيف ستريها؟!

تتسائلي هل ستذكركِ بعد هذا الزمن .. وتأخذكِ بالأحضان .. هل ستعرفكِ من أول ..

نظرة لها أم انها تستحضر صورتكِ .. أم تريها نستكِ كغيرها ولم تعودي بالنسبة لها

سوى ( ماض ِ) طواهُ النسيان!!

تخيلي كل ذلك الإشتياقُ لتلك الذكرى الجميلة..وكل ذلك الاهتمام بها والحرص عليها

ثم تخيلي عندما تصلي اليها فلا تجديها .. بل لتجدي مكانها شيئاً آخر!

تكتشفي ان هناك شخصاً آخر..قد أقام مكانكِ ورافق تلك الذكرى..بل تخيلي نفسكِ

حينما يُسيء ذلك الساكن أو المالك الجديد لتلك الذكرى الغالية..حينما يحاول تشويهها

وطمس معالم وجهها الجميل .. ليلبسه قناعًا آخر غريباً عليها ..

لم تتعود هي على ارتدائه .. ولا تستطيع الاستمرار في لبسه؟

بل تخيلي شعوركِ وتلك الذكرى الجميلة تعاتبكِ على تناسيكِ لها طوال هذه السّنُون؟!

تناديكِ من بعيد لتنتشليها بعيداً عمَّا هي فيه ..

وتأخذيها معكِ الى حيث يُفترض ان تكونا معاً!!

تستنجدكِ لمد يدكِ اليها .. تُناشدكِ بألاّ تتخلِّي عنها .. وهي في أمس الحاجة اليكِ ..

فماذا أنتِ فاعلة؟!

هل تترددي كي تلتقطي أنفاسكِ .. كي تُصدقي ما أنتِ فيه .. أم تمدي اليها يدكِ فوراً

دون تردد!!

ولو مددتِ لها يدكِ .. فهل تتركيها بعد ذلك تضيعُ منكِ مرة أخرى .. أم تتمسكِ بها

ولا تفرطي بها!!

هل ستعاتبيها على غيابها عنكِ .. وأنتِ سبب ضياعُها منكِ .. أم سوفَ تعتذري منها

عن تخليكي عنها وتوعديها بألاّتفرطي بها .. بأن تكوني قريبة منها بأن تكوني لها!!