أن ما في عينَيكِ من ( بُكَاء )
أوهام
لا داع ِ لها
شكوك
لا صحة لها
تخيّلات
أنتِ أوجدتيها
أنتِ من صدقتيها
ها أنا أغِيبُ عنكِ
هاهي فترة غِيَابِي تَطُول
كيف كان حالي؟
لقد كنتُ أقربُ إليكِ
أكثر مما كنتِ
أنتِ قريبة مني
وكنتُ أنتظركِ
بفارغ الصَّبر
وكان شوقي إليكِ
يزدادُ يوماً
بعد آخَر
أملاً
في رجوعكِ لي
كي تكتحلُ عينايا
برؤيتكِ
ورغبة
في اجتماعي بكِ مرة أخرى
هكذا كنتُ أدعو ربي
أن يجمعني بكِ
وأنا أكثر
قرباً منكِ
أكثر
حباً لكِ
أكثر
إصراراً عليكِ
وأكثرُ
تمسكاً بكِ
لأنني أدركتُ حقاً
أن مكانكِ معي
هنا
بجانبي
وليس بعيداً عني
أو مع الآخرين
مهما كانت
صلة قرابتهم بكِ
مهما كانت
درجة صداقتهم لكِ
بل هاهي
الأيام تثبت لكِ
يوماً بعد آخَر
أن ( بُكَاءُكِ )
من نسجُ خيالكِ
وأن ( دمُوعكِ )
ليست في محلها؟
وصدقيني
فأنا أعرفُ
ما تشعري بهِ
من رغبة في ( البُكَاء )
وكيف تفسري
كل شيء حولي
كما تراهُ ( بَكوَتُكِ )
حتى لو لم
تقوليها
حتى لو لم
تُظهريها
مهما كان السبب
حتى لو أخفيتها
وأعرفُ
أنها خارج إرادتكِ
لا دخل لكِ فيها
لكن هلاّ خففتي من وطأة ( البُكَاء )
ولو قليلاً
هلاّ جعلتينا نستمتعُ
بأيامنا الحلوة
بلحظاتنا السَّعيدة
دون منغِّصَات
دون عتاب متواصل
دون ( بُكَاء ) و ( دمُوع )
فأنا لكِ وحدكِ
ألا تذكُري
ألا تذكُري
حينما قلتُ لكِ دوماً
وما زلتُ أقولُ لكِ
من حينٍ لآخر
بأن ( بُكَاءُكِ )
جزء
من جمالك
جزء
من جاذبيتكِ
جُزء
من تعلقي بكِ
وعدم التفاتي لغيركِ
مهما بدا جميلاً
فلِمَ لا تجعلي ( بُكَائُكِ )
وسيلة
لإقترابي منكِ
والتصاقي بكِ
لا وسيلة
لإبتعادي عنكِ
ونفوري منكِ لِمَ
هاه؟
أليس ( البُكَاء ) دليل الحُب
كما قلتيلي يوماً
كما كررتيهِ دوماً
إنني أحسبه كذلك
وإن لم يكن
في كل شيء
فلِمَ نجعله
دليل الشكّ
والريبة
وعنوان التوتر
والقلق
لِمَ؟
أعلمُ أنكِ رُبما قلتي الآن
إنني أوافقكَ الرأي
إنني مقتنعة بكلامكَ لي
وسوف أحاول
أن أقلل من ( بُكَائي )
سوف لن أضايقك به
سوف لن ( ابكِ )
ولكنني أعلمُ أيضاً
أنكِ لا تلبثِي أن تعودِي
و ( تُبكِ ) أكثر من قبل
فأنا أعرفكِ
تماماً
أعرف
جنونكِ نحوِي
أعرف
طبيعة ( بكائكِ )
أعرف كل شيء
والمشكلة أنني
أحب ذلك ( البُكَاءُ ) فيكِ
أقبله منكِ
لأنني أعرف دوافعه
يكفي أنه منكِ
ليسَ من شخص آخَر؟
كأنني بكِ تقولي الآن
أوه صادق أنت
أوَ هناك شخص آخر؟
يحبكَ؟
( يُبكِ ) عليك مثلي
مستحيل
من هو؟
كيف عرفتيه؟
ومنذ متى؟
وبأي صفة؟
وهل ما زال؟
قولي لي الآن
لا تتهربي من سُؤالي
هيّا
وبسرعة؟
فيا اللهُ
أرأيتِي بنفسكِ
ألم أقل لك لن تستطيعي
سوى أن ( تُبكِ )
فهكذا أنتِ
مهما حاولتي
مهما وعدتِ
مهما تظاهرتِي
بعدم ذلك
أليس صحيحاً ما أقوله؟
لا تقولي لا
أرجوكِ
بدليل
أنكِ تبتسمي الآن
تخفضي رأسُكِ
تُداري خجلُكِ؟
ولكن
أعودُ
وأقول
ألم أقل لكِ
إن ( بكَائكِ )
جزء
من جمالكِ؟
جزء
من جاذبيتكِ؟
فماذا أفعل
هكذا وجدتني أحبكِ
بكل ما فيكِ
بكل ( بكَائكِ )
وعتابكِ ليَّ
ودلالُكِ معي
ألا تري
فأنا الآخر
لا أقلّ ( بُكاءً) عنكِ
لا أقل حباً لكِ
وأرجوكِ
خفّفي من ( بكَائُكِ )
ذبحتيني؟