عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-2010, 07:04 AM   رقم المشاركة : 6
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

بعيداً عن الإجابَة على تسَاؤلاتُكِ دعِينِي أعبِّر عمَّا يجُول فِي نَفسِي عن (البرُود العَاطفِي)

أو ( شِتَاء العَوَاطِف ) كَما يحلُو لِي فِي مَساحَة رَحبَة لاتحدُّهَا الحدُود ..

وَلاتِقِفُ فِي وجهُهَا القيُود..دُونَ تَقوِيض مِنكِ..أو أيمَا مُسَاءَلَة عَن الخرُوج عن النَّص؟!

وما لم يستطيع الإنسان أن يشبع ( بروده العاطفِي ) بشكل مُتـَّزن ومعقول ..

فإن ذلك قد لا يكون في صالحه فيما بعد .. وإن كنتِ تستطيعي أن تُخفي حبك المتأجج ..

لشخص ما وإشتياقُكِ إلَيه..فسوف تستطيعي أن تنجحي في إخفاء مشَاعركِ نحوه

وفي اخفاء ( برودكِ العَاطفِي ) والتغلُّب عليه!!

ولكن ماذا لو كان الشوق فاضح .. والملامح ليسَت هي الملامح .. ماذا لو سكتِي أنتِ ..

وداريتِي على نفسكِ .. فهل يسكُت غيركِ ولا يلاحظُ ذلك؟!

نعم لسنا في حاجة لاخفاء ( برُودنَا العَاطفِي ) ولكن السؤال الذي ربما طرح نفسه هو ..

أي نوع من ( العاطفة ) تنقصنا..أو أي جانب من العواطف الإنسانية بحاجة لأن يكتملُ ..

بداخلنا ويشعرنا بالإستقرار ( العاطفي ) في حياتنا اليومية..نحو والدَينَا أبقاهم اللهُ لنا

وحفظهم من كل شَر؟!


هل هي عاطفة الوالدَين .. الأمُومة والأبُوَّة التي تكاد تنغص الكثير منا بحيث تري بعضنا

يحنُّ أن يضع رأسه على صدر أمه..ويبوح لها بكل شيء..أو أن يجدُ ( أباً ) متفهماً له

يجد فيه مستودعاً لأسراره؟!

هل ما نحتاجه هو عاطفة ان نشعر بوجود أو بقرب من نريده ونرتاح إليه ونثق به ..

ومن نشعر ان حياتنا متعلقة به؟!

هل نحن بحاجة لوجود الطرف الآخر الذي يملأ علينا حياتنا ويضفي عليها وهج الحياة

ومتعة السعادة الحقيقية التي نفتقدها؟!

شيء مؤلم حقاً أن يتقدم الإنسان في العمر ويتوفـَّرُ له كل شيء ومع ذلك ..

تجديه محروماً عاطفيا يعيش مع أسرته تحت سقف واحد لسنوات طِوَال هي سنوات عمره

ومع ذلك لم يرتوي من عاطفة الحنان والعواطف الإنسانية الأخرى ..

يغدق على غيره من حبه ولا يجد منهم شيئاً ياربَّاهُ أين دور من هم معه في المنزل نحوه

لا أحد يعلم شيء مؤسف حقاً أن يعيش هذا الإنسان المحروم عاطفياً بينما الطرف الآخر

في وادٍ آخر؟!

لا يشعر به .. ولا يحس بمعاناته العاطفية .. دون أن يسأله مجرد سؤال عمَّا ينقصه؟!

هل لأن الإنسان كبر وبالتالي ليس في حاجة لتلك الأمور كما يعتقد البعض .. عجيب؟!

ومن قال لكِ ان التقدم في العُمر يُنفي احقية الإنسان للسؤال عنه .. والاطمئنان عليه؟!

من قال لكِ ذلك .. هَاه؟!

سؤال آخر يطرح نفسه هنا وهو هل مطلوب من هذا الشاب في مقتبل العمر أو تلك الفتاة

في قمة النضوج هل مطلوب منهما أن يطالبا أقرب الناس إليهما بأن يشبعانهما عطفاً ..

ويرويانهما حناناً؟!

هل ننتظر ذلك اليوم الذي يطالبوننا فيه بذلك الحق الإنساني أم نبادر نحن باشباعه لديهم

كي لا يكونا في حاجة للغير ممن لا نعرف نواياهم ولا نثقُ بهم؟!

من المؤسف أن الكثير منا اليوم يجهل ما تعنيه العاطفة للإنسان وما يمكن أن تقود إليه

على المدى البعيد .. وكيف يمكن أن تؤثر على من يفتقدها بشدَّة؟!

الكثير يجهل ان الكلمة الطيبة في حد ذاتها تحمل عاطفة جياشة .. سواء مع الوالدَين ..

اوغيرهمَا؟!

يجهل ان الإبتسامة الرقيقة تحمل عاطفة الصدق والأجر .. ألم يقل عليه الصلاة والسلام

تبسمك في وجه أخيك صدقة؟!

يجهل ان الطَّبطَبة الحَانية على الكتف مثلاً تحمل عاطفة الحنان يجهل ان التشجيع الدائم

والثناء المستمِر للابناء والآخرين هو نوع من الوسائل الفعَّالة .. التي تشبع العاطفة ..

نجهل الاستماع للآخرين بإنصَات .. وإحترام آراءهم .. وتفهم ظروفهم بصدق ..

والتعاطف معهم وبالذات مع أقرب الناس هو نوع من الأدوات التي ضاعت في مهب الريح

قد يتساءلي وكيف أشعر إنني ( بَارِدة عاطفياً )!!

أو أن بداخلي فراغ عاطفي لم يشبع بعد ولكِ اقول .. إن البرود ( العاطفي ) ليس عيباً ..

فهو موجود لدى كل منا بدرجات متفاوتة وهذا السؤال رغم بساطته إلا أنه قد يكون صعباً

وحساساً في الكثير من جوانبه كونه يثير لدينا بعض الأشياء التي نحاول أن ننساها ..

أو نتجاهلها أو نغفل عنها؟!

فشعوركِ أو حاجتكِ للحب وإفتقادكِ إلى من يعطيكِ إياه .. أو يوفره لكِ هو أبسط أنواع ..

ذلك البرود ( العاطفي ) الذي يظل بحاجة لاشباع معقول يشعركِ بإنسانيتكي ..

شعورك بعدم من يتفهم وضعك وينصت إليكِ .. ويراعي مشاعرك داخل المنزل أو خارجه

هو نوع من البرود ( العاطفي ) الذي تحتاجيه ..

شعورك بأن من حولكِ يسييءُ معاملتك .. ويفاضل بينكِ وبين اخوتك أو اخوانك مثلاً ..

هو نوع من العدل ( العاطفي ) الذي تبحث عنه ..

شعورك بعدم جدية من معك في تحقيق ما تريدي وما تتمنيه .. رغم قدرتهم على ذلك ..

هو نوع من الإهمال ( العاطفي ) الذي نتمنى لو تحوَّل إلى اهتمام عاطفي؟!