,
الأسْتاذه الْقـدِيْرَه
( الْمــدَى )
وَصَبــآَح مُفْعَم بِقَطَرَات مَاطِرَه
مِن أَنْفَاس الْسُّمـآءَ لتِّسّعـدَي
طُرِح جَمِيْل وَمَضْمُون زُيِّن بـ ثَقَافَتِك
وَعُطِّرَ بِعَبَقِ نَقَاءِك وَفِكْرُك الَرَآق
وَلَو تَنَفُسَنَا بِعُمْق وَتَأَمَّلْنَا مَاحَوَلْنا مِن جَمَالِيَّات
الْخَارِج وَالْدَّاخِل لَوَجَدْنَاهَا لَا تَلِيْق بِذَائِقْتِنا إِلَا مَانَدَر !
لَكِن مَايَمْنَع مِن أَن نَصْنَع نَحْن هَذَا الْجَمَال وَنَكُوْن مَصْدَرَا لَه
لِأَن الْأَنَتَظَار سَيَطُوْل إِلَى أَن يَشَاء الْلَّه تَعَالَى !
وَلـنَسْتَشْعِر بِانّنَا إِنْسَانِيُّوْن حَقّا مَلِيّئَون بِالْجَمَال
فَنَحْن بِحَاجَه الَى نُهِضُه فِكْرِيَّه
وَتَفَكَرِيْه تّأُمِلَيْه !
قَبْل فَتْرَة قَرَأْت فِي إِحْدَى صُّحُفِنَا خَبَر
تَغْرِيم سَيِّدِه سُعُوْدِيَّه بَصَقْت بَعَلِكَهَا " أعزكم الله " فِي إِحْدَى حَدَائِق
سِنْغافُوّرا الْجَمِيلَه وَالْمُتُصَدْرِه بِالنَّظافَه
إِنَّه لَشَيْء مُؤْسِف !
وَمَاذَا لَو طَبَّقَت تِلْك الْأَنْظِمَه الْصَّارِمَه لَدَيْنَا ؟
رُبَّمَا يَكُوْن الْحَال أَفْضَل وَحَل سَرِيْع لِيَرْتَدِع أَمْثَال هَؤُلَاء
الَّذِيْن يَعْمَلُوْن بِمَقُولَة
( مَن أَمِن الْعُقُوبَة سَآَء الْأَدَب )
كَمَا أَن ثَقَافَة الْلَامُبَالَاة وَالْإِتِكَالِيَة أَصْبَحَت سَائِدَه بَيْنَنَا
وَلِلْأَسَف اغْلِب الْنَّاس أَصْبَح يُخْلَط بَيْن احْتِرَام الذَّات وَعِزَّة الْنَّفْس
وَبَيْن الْكِبَر وَالْتَّعَالِي شَيْئا فَشَيْئا حَتَّى أِهَتَزّت الْقَيِّم وَالْمَبَادِئ
و صِدْق الْشَّاعِر حِيْن قَال :
إِذَا تَخَلَّى كَرِيْم عَن مَبَادِئِه *** فَسَوْف يُرْتَع فِي الْأَوْطَان أَنْذَال
وَبنْظُري ان أَحْتَرَام الذَّات الْنَّابِع مِن الْصَمِيم وَتَقْدِيْرُهَا
يَبْدَأ مُنْذ الْصِغَر ,
فَعَلَى الْوَالِدَيْن تَرْبِيَة ابْنَاءَهُم تَرْبِيَه سَلِيْمَه ليَنَشَأَوا مُعْتُزّين
بِقِيَمِهِم وَاخْلاقَهُم وَلِيَبْنُوا ذَوَاتِهِم عَلَى أُسُس صَحِيْحِه
خَالَيَه مِن الْتَّصَدُّعات وَالْعَاهَات الْمُدَمِّرَه
صَانِعِيْن لِلْنَّجَاحَات فِي حَيَاتِهِم
بِاعْلَى الْدَّرَجَات مَن الْخُلْقِ وَالْأَدَب الْرَّفِيْع .