عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-2010, 12:41 PM   رقم المشاركة : 6
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

هَل تعتقدِي إننا قَادرُون على حَصر كُل تِلك الأشيَاء الَّتِي (تَجرَح)الرَّجُل وتُدمِعُ عِينه

وتُدمِي قلبه مهمَا كَانَ قوِيَّاً ومَهمَا كَانَ شَامِخَاً أبَداً؟!

أعتقِدُ أننا بحَاجَة لمُجَلَّدَات عَدِيدَة وكَثِيرَة ولَيسَ لِمُجَلَّد وَاحِد إذا مَا أرَدنَا أن نُحصِي

كُل ما ( يَجرَح ) الرَّجُل .. كُل مَايُبكِيْهِ .. كُل مايَقِضُّ مَضجَعه وَيَجعَلَه شَارِدُ الفِكرِ!!

خُذِي مَثَلاً مَسألَه الرَّجل الثـَّرِي الَّذِي كَانَ يَعِيشُ الرَّفَاهِيَة بكُل أشكَالهَا وَأصنَافُهَا ..

بِكُل الوَانهَا ومُسَمِّيَاتُهَا .. بِكُل أصدَاءُهَا الوَاسِعَة ..

وفَجَأة ومن دُونَ سَابِق إنذَار .. يَجِدُ نَفسه غَير قَادِر حَتَّى عَلَى تَلبِيَة حَاجَات ابنَاءُه ..

المَدرسِيَّة وغَير المَدرسِيَّة غَير قَادِر عَلَى سَدَاد فِوَاتِير الخَدَمَات الحكُومِيَّة من هَاتِف

وَكَهربَاء ومَاء ..

بَل الأكثَر من ذَلك .. إن صندُوق التـَّبرِيد وبعدَ إن كَان يَحتَوِي عَلَى كُل أنواع الفَاكِهَة ..

وَالخِضَار وَاللحُوم الطَّازِجَة .. وغَير الطَّازِجَة .. وَالأجبَان وَالزَّيتُون بِكُل أنوَاعُه ..

تَجدِيهِ خَال ٍمن كل شَيء .. بِإستِثنَاء طَبَق بَيض مِنزَوِي .. فِي أحَد أركَانُ الصندُوق ..

وكَأنَّ ليسَ لهُ وَال ٍ..!!

نَعَم .. تَخَيَّلِي أؤلئِكَ الثَّكَالَى من الأبنَاء الصِّغَار .. حِينَمَا يحنُّ أحدهَم على ابيهِ يُرِيد ..

مُجَرَّد عِلبَة الواَن زَيتِيَّة .. من أجل أن يتفنن بِالرَّسمِ .. فِي حُصَّة الفَنِّيَّة فَلايَجِدُ سِوَى

وعودٍ زَائِفَة وأذنُ ُصَمَّاء!!

تَخَيَّلِي الدمُوع تَنهَمِرُ من عَين هَذَا الطِّفل الصَّغِير لعَدم تَحقِيق وإحضَار مَطَالبه العَادِلَة

بَل تَخَيَّلِي حِينَمَا يَذهَب هَذَا الطِّفل إلى مَدرَسَتة وهُو يُمَنِّي النَّفس ..

فِي أن يصبح ظَابِط شُرطَة..أومُهَندِّس مَدَنِي..أوطَيَّار حَربِي لِيَقِفُ فِي المُستَقبِل القَرِيب

وَبِكُل بِسَالَة سداً مَنِيع فِي وَجه كُل أؤلئِكَ النَّفَرالطَّامعِينَ فِي أرض وَطنه دُونَ أن يِجِدُ

( فُسحَته ) المَدرسِيَّة المتمثِّلَة فِي خَمسَة رِيَالات فَقَط لَيسَ أكثَر؟!

تَخَيَّلِي ايضاً حِينَ يَأتِي أهل الزِّيجَة من مَكَان بَعِيد وَبَعِيد لِزِيَارَة إبنَتهُم بعدَ غِيَاب طَوِيل

ومَرِيْر .. غِيَاب لَم تَتَخَلَّله زِيَارَة فَإذَا بالرَّجُل يَعجُز حَتَّى عَن تَوفِير ( خَرُوف ) مَحشِي ..

حَتَّى وإن خَلَى من المُقَبِّلات وَالسَّلَطَات الخَضرَاء وَالمَشرُوبَات الغَازِيَة!!

بَل وَتَخَيَّلِي ايضاً حِينَ يَسقُط أحد الأبنَاء طَرِيح السَّرَائِر البَيضَاء اثَر وَعكَة صحيَّة ألَمت

بهِ مُؤخّرَاً دُونَ أن يقدَر الرَّجُل أو الأب عَلَى تَوفِير الدَّوَاء لَه مَهمَا كَانَ رَخِيصاً وَمُتَوَفِّراً

تَخيَّلِي كُل تِلك الأشيَاءُ مُجتَمِعَة لامُفتَرِقَة فَكَيفَ هُوَ الحَالُ مَعَ هَذَا الرَّجُل؟!

إن أكثَر ما يجرح ( الرَّجُل ) هِي تِلك الأشيَاء الَّتِي ذَكَرتُ جُزءاً مِنهَا لأن الرَّجُل يُجرَح

وَيَتَألَّم حِينَمَا يجِدُ نَفسه غَير قَادِر عَلَى تَوفِير أدنَى المُتَطَلّبَات الحَيَاتِيَّة ولَن ابالِغ حِينَ اقول

رُبَّمَا فَكَّر فِي ( الإنتِحَار ) كما حَصَل فِي الكَثِير من المُنَاسَبَات وَالعِيَاذُ بالله وَأقِفُ هُنَا؟!

/

/

إنتـَــر