عرض مشاركة واحدة
قديم 30-09-2010, 05:11 AM   رقم المشاركة : 5
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

(2)
مَا أجمَل ذلكَ ( الغِيَاب ) وَتِلك الرِّحلَة .. حِينَمَا تَكُون خَالِيَة من حَقَائِبُ السَّفَر الثَّقِيلَة ..

سِوَى من حَقِيبَتَيْنِ صَغِيرَتَين ِ نَضِعهُمَا عَلَى كَتْفَيْنَا وَنَجُوبُ بِهُمَا بِلادُ العَالَم وَعِبَابُ الأرض

مَا أجمَلُ ذَلكَ ( الغِيَابُ ) وَتِلك الرِّحلَة حِيْنَمَا تَكُون خَارِجُ أسوَار المَدِينَة وَوَسَطهَا بَعِيداً ..

عَن الضَّوضَاء حَسبَمَا نَكُونُ نَحْنُ وَحُلمنَا المَنشُود ..

نَسِيرُ حُفَاة القَدَمَيْن بَينَ المرُوج الخَضْرَاء وَوَسَط الأودِيَّة وَالشِّعَاب ..

أوعَلَى دَرَّاجَتَيْن صَغِيرَتَيْن .. زَادُنَا بَعدَ رِضَى اللهُ عَلَيْنَا هُوَ الحُب .. وَهَدَفنَا هُوَ التَّجَوُّل ..

بَينَ الكَون وَالمُتعَة .. لايُوقِفنَا سِوَى شعُورِنَا بِالتَّعَب .. وَبِالتَّالِي الرَّاحَة لِنُعَاوِدُ المَسِيْر ..

يَومَاً آخَر وَلَكِن هَذِهِ المَرَّة عَلَى حِصَانَين جَمِيلَيْن!!

لأنَّنَا سَوفَ نَرَى العَالَم بِشَكِل مُختَلِف .. كَمَا لَو كُنَّا نَرَاهُ لأوَّل مَرَّة .. لايَهُمُّنَا الوصُوْل ..

بِقَدر مَايَهُمُّنَا الوَقْت الَّذِي نُقضِيهِ مَعاً وَالمُتعَة الَّتِي نَشعِرُ بِهَا فِي ظِل هَذِهِ الأجوَاءُ اللطِيْفَة

كُل هَذَا قَد يَحصُل أثنَاء ( غِيَابُنَا ) عَن ( الْوِد ) وَسَفَرُنَا ..

وَلَكِن دعِينِي أسألكِ أستَاذَه ( ضَامِيَة ) .. هَل ( الغِيَابُ ) وَالسَّفَر .. هُوَ كُل شَيء؟!

أقصُد كُل تَفكِيرُنَا؟!

إنَّ (الغِيَاب) وَالسَّفَر لِكَي تَكتَمِلُ مُتعَته كَمَا ذَكَرت فَلابُدّ أن تَكُوْن لَهُ رِفقَة لَيسَت اي رِفْقَة

وقَد تُرَاوِدنَا مَشَاعِر أخرَى رُبَّمَا عَكَّرَت مَانَحنُ فِيْهِ من مُتعَة ..

تِلك هِيَ مَشَاعِر العَودَة للمُنتَدَى خَاصَّة لَو كُنَّا مَعَ حُلمُنَا المَنشُود ومن أخَذَ بِلِبَاب عقُولنَا

لأنَّنَا وَالحَقُّ يُقَال لانُرِيدُ أن تَنتَهِ تِلك الرِّحلَة .. نُرِيدُهَا أن تَطُول وَتَطُول وَتَطـوْل!!

لأنَّ هَذَا مَعنَاهُ إنَّنَا سَنَقضِي مُتعَة أكبَر وَأجمَل .. مَعَ مَن هُوَ بِرِفقَتنَا وَمَعَ مَن هُوَ كُل شَيء

بِالنِّسبَة ُلَنَا!!

نُرِيدُ أن نَنْسَى شَيء أسمه العَودَة..لأنَّهَا تَعنِي نِهَايَة السَّعَادَة مُؤقَّتَاً .. إيقَافُهَا لإشعَار آخَر

لأن مَشَاعِر السَّعَادَة فِي ( الرِّحلَة ) تَختَلِفُ عَنهَا فِي اي مَكَان آخَر حَيثُ اللإقَامَة الدَّائِمَة

ألايَكفِي أنَّنَا اثنَاءُ الرِّحلَة نَتَحَرَّر من كُل القِيُود..الَّتِي تُحرِمْنَا من أبسَط حقُوقِنَا الإنسَانِيَّة..

الَّتِي أجَازَهَا اللهُ لَنَا .. وَشَرَّعْهَا عَلَيْنَا؟!

ألايَكفِي أنّهَا تُبعِدنَا عَن المُجَامَلات المُبَالَغُ فِيْهَا .. ألا يَكفِي أنَّهَا تَأخُذنَا بَعِيداً عَن التَّكَلُّف ..

لِنَشعِرُ بِبَسَاطَتْنَا المَعهُودَة .. الَّتِي إفتَقَدنَاهَا قُبَيْل ( الغِيَاب )؟!

ألايَكفِي إنَّنَا نَستَطِيعُ أن نَقُوم بِأي شَيء (بَرِيء) يَخطُر بِبَالُنَا وَفِي نَفسُنَا رُبَّمَا منذ سَنَوَات

وَلَم نَستَطِع تَحقِيقَه قَبلَ ( الغِيَاب ) وَالسَّفَر أمَّا خَجَلاً .. أوخَوفاً من ألسِنَة النَّاس وَخِلافه؟!

قَد يَكُون مُجَرَّد التَّفكِير بِالعَودة إلَى ( المُنتَدَى ) مُجدداً بَعدَ طُول ( غِيَاب ) ..

وَ فِي ظِل تِلك الرِّحلَة الجَمِيلَة وَالأجوَاء اللطِيفَة مُزعِجَاً ولكنه لَيسَ كَذَلك فِي كُل الأحوَال

بَل إنَّ مُجَرَّد التَّفْكِيْر فِي العَودَة قَد يُصبِح مَطلَبَاً .. وَرَاحَة نَفسِيَّة لَنَا ..

خَاصَّة حِينَمَا نَكُون لِوَحدُنَا..وَنَشعُر بِأنَّ هُنَاكَ شَيئاً مَا يَنْقُصْنَا وَلاتَكتَمِلُ سَعَادَتْنَا الاّ بِه

وَحِينَئِذٍ سَوْفَ نَكُون مُسَافرِين بِأجسَامُنَا وَلَكِن بِعقُولِنَا وَأروَاحُنَا سَنَكُون هُنَاكَ فِي المُنتَدَى

إلَى حَيثُ مَن يُفتَرَض أن يَكُونُوا بِرِفقَتنَا!!

مَرَّة أخرَى استَاذَه ( ضَامِيَة )!!

قَد يُصعَب عَلَيكِ وَصف مَشَاعِر العَودَة الأخرَى .. الَّتِي أنتِ بِحَاجَة إلَيْهَا وَلَكِن مَارَأيُكِ ..

بِكَلِمَات رَقِيْقَة تُقَرِّبُ لَكِ وَصف تِلك المَشَاعِر لِتُشعُركِ كَم أنتِ مَحظُوظَة بوجُودكِ لإنسَان

يَجبُركِ عَلَى التَّفكِيْرُ بِهِ وَالعَودَة الجَادَّة إلَيْهِ مَهمَا كُنتِ ومَعَ مَن كُنْتِ؟!

قَد تَكُون لَكِ مَشَاعِر أخرَى لِمَ لا؟!

وَلَكِنَّهَا عَلَى اي حَال جُزء من مَشَاعِر وَلَيْسَت كَامِلَة .. جُزء من أحَاسِيْس رَائِعَة وَلَيسَت

كُل الأحَاسِيْس؟!