طالما الحديثُ عن ( قِثَارَة العِيد ) .. إذاً دعِينِي أسألكِ أستاذه ( دَي دَمُونَة ) ..
الَم تمرّ عليكِ أحياناً لحظات جميلة .. وأيام حلوة لا يعادلها أيام قبلها ..
او بعدها؟!
بل انها ايام ولحظات تشعري بأنها مقصورة عليك انتِ فقط؟!
ولا احد يستمتع بها غيركِ .. كهذا اليوم الذي نحن فيه الآن مثلاً؟!
بل انك احياناً ومن فرط سعادتكِ بهذا اليوم أمدّ الله في عُمركِ وفِيهِ تشعري ..
بأن هذا اليوم هو يوم ميلادك الحقيقي .. وهو من يجب ان يُوثق سعادتكِ ..
لأنكِ تريدي ان تعودي الى هذا التوثيق من حينٍ إلى آخر ..
كي تعيشي لحظاته الحلوة .. وتشعري انَّكِ انسانة .. انسانة بكل ما تحمله
الانسانية من معنى!!
والسؤال الذي ربما راودكِ وأنتِ تقرأي الآن .. وأنتِ في لحظات السعادة هذه
هو تُرى هل بالضَّرورة ان يكون هذا اليوم السعيد في حياتكِ ..
هو يومكِ انت بالذات؟! اقصد الا يكفي ان يكون هذا اليوم الجميل ..
او تلك المناسبة الحلوة خاصة بشخص آخر يهمكِ امره ويعني لكِ شيئاً كبيراً؟!
انكِ احياناً حينما تفكري بنفسكِ وبسعادتكِ انتِ شخصياً ..
تشعري بأن تلك السعادة ناقِصَة .. وتحتاج الى من يُكمل جزءها الآخر ..
والى من يعطيها وهجها .. والى من يديمها لكِ بعد ارادة الله عز وجل ..
وهذا هو معنى التضحية في السعادة التي تشعري بها ..
وهذا هو المعنى الآخر للحب وهو المشاركة الحقيقية في كل شيء ..
مع من نحب مهما كان لدينا من تحفظات؟!
اننا حينما ننظر الى هذا اليوم الذي نعيشه كيومنا هذا الذي نعيشه الآن انا وانتِ
سوف لا نفكر فيه سوى على انه يوم عادي .. يمر كأي يوم آخر وينقضي ..
ويأتي بعده يوم آخر وهكذا هي الحياة؟!
ولكن حينما نشعر بحق ان هذا اليوم مختلف جداً في كل شيء ..
مختلف في معناه .. بل فيما يرمزُ اليه .. وفي الاشياء التي يحتويها حينئذٍ ..
سوف نعيد التفكير مرة اخرى فيه .. سوف ننظر اليه من زاوية ..
ان لم تكن زوايا مختلفة كل منها اجمل من الاخرى لان كل لحظة من لحظات
هذا اليوم انما هي مناسبة خاصة جداً .. وغالية تستحق احتفالاً خاصاً بها
ويليق بمكانتها لدينا .. بل ومكانة من اوجَد هذا التميز فيها؟!
ربما تتسائلي ومعكِ الحَق .. ولكن ما المقصود بهذا اليوم .. يوم ( العِيد )!!
وما الذي يجعله بهذه الاهمية؟!
ان الاجابة على هذا التساؤل سوف تفهميها حينما تعرفي ..
مواطن الجمال في هذا اليوم .. سوف تعرفيها حينما تجلسي مع نفسكِ وتتلفتي
من حولكِ وتنظري في كل ما لديكِ و تحاولي ان تتذكري ماذا يعني لكِ كل ذلك؟!
بل حينما تغمضي عينيكِ وترحلي هناكَ في البَعِيد .. وتحاولي ان تسترجعي ..
كل شيء يذكرك بهذا اليوم الجميل .. وبهذه اللحظات الرائعة التي تعيشيها الآن!
نعم .. حينما تعرفي مكانتكِ في قلوب من أحبُّوكِ بِصِدق .. ومن ويخافون عليكِ ..
حتَّى من نِسمَة هَواء عابِرَة تدغدِغُ وَجنَتَيكِ .. ويسألون عنكِ وعلى استعداد تَام
في أن يضحوا من اجلكِ بالغالي النَّفِيس بكل شيء في سبيل ان يروكي مبتسمة
سعيدة وقريبة منهم ان لم توني معهم ولهم؟!
نعم قد تكون غيرة وانانية منهم في ان يريدوكِ لهم فقط ولكن حينما تدركي ..
انه الحب الصادق لكِ هو ما دفعهم لذلك حينئذٍ .. سوف تحبيهم اكثر وتبتسمي ..
من داخلكِ وتدركي كم انتِ محظوظة بأناس صادقين ومخلصين امثال هؤلاء؟!
ان احتفالكِ بيوم ( العِيد ) كهذا .. لابد ان يكون عرفان جميل او رد شكر ..
لأولئك لانفَر الذين مَافَتَأة قلوبهم كبيرة .. تتسع لحب العالم بأسرِه!!
ولأولئك النَّفَر الذين مَا فَتَأة آياديهم الحانِيَة مفتوحة للخير ..
وممدودة لتقديم المساعدة .. ولأولئك النَّفر الذين ما زالت ارواحهم حلوة
وأنفاسهم عَطِرَة .. يدخلون قلبك دون إستئذان منكِ .. فماذا اروعُ من ذلك؟!
هذا اليوم رغم جماله وروعته .. بحكم ما يميّزه ويعنيه بالنسبة لي ولكِ ولِغَيرُنَا
لا بد ان يستمر باذن الله الى غدٍ وما بعد غدٍ .. لا بد ان نستقبله مع بداية ..
كل يوم حيث نسيم الصباح الذي يدغدغ وجنتينا .. حيث زغزغة العصافير
التِي تطرِبُ مَسَامِعنَا .. وحيث تفتح الزهور .. الذي تَارتَاحُ إلَيهِ أعيُنُنَا ..
ولابد ان نستودعه مع نهاية كل يوم حينما نخلِدُ الى الراحة ..
حينما تكون احلامنا وردية .. على امل إنتظار الغد المشرق بكل ما يحمله ..
من تفاؤل وطموح وآمال حتَّى؟!
هذا اليوم ألا وهو يوم (العِيد) لاينبغي ان ننساه لأن له نهاية ونعتبره من الأطلال
بل لابد ان تكون تلك النهاية مفتوحة ليس لها وقت محدد كي لا نشعر بقرب وقت
يداهمنا ويفسُدُعلينا متعتنا ونحن نعيش تلك الأجواء اللطِيفَة ..
التي تتكرر معنا بإستمرار .. وفي كل وقت ومع كل انسان؟!
ولا بد ان نتذكر بان الانسان منا هو بطريقة تفكيره وبإسلوب نظرته للحياة ..
وبكيفية تعامله مع الآخرين .. كل تلك الامور هي التي تحدد مقدار سعادتنا ..
ورضانا عن انفسنا .. بعد رضَى الله علينا!!
صدقيني أستاذه ( دَي دَمُونَة ) لا احد يعطينا السعادة لا أحد يعطِينَا الاحترام ..
والتقدير سوى نحنُ .. نعم نحنُ من نفرضها نحنُ مَن نوجدها بتفكيرنا الراقِ
بإسلوبنا الواع ِ .. بتعاملنا المميز .. بِإبتِسَامَتُنَا الحِلوَة؟!
الناس لا تعطينا الاّ ما نعطيها اياهم .. والسعادة لا تكون نابعة .. الاّ منا نحنُ ..
إذاً فليكن هذا اليوم .. أقصُد هذا ( العِيد ) بداية انطلاقة حقيقية نحو السعادة ..
والإبتسامة الأخَّاذَة .. فما رأيكِ؟!
هل نحتفل بهذا بيوم ( العِيد ) .. اقصُد بغدٍ ايضاً وما بعد غٍد؟!
بل بكل يوم في حياتنا؟ !
ألاَّ يكفي اننا مع بعضنا .. ثمَّ لِمَ لا احتفل بيوم رائع كهذا .. أليس هو يومي ايضاً
ام انكِ تريدِ ان تستأثري به لوحدُكِ؟!
/
/
إنتـَــر