أخي الكريم نايف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرة اخرى نلتقي في موضوع علي قدر من الاهمية يمس مستقبل أمة نتداول فيه وجهات نظر شخصية في ظل إحترام لحرية الراى وإقتناع بأن ما يكتب هو وجهة نظر شخصية وليست راي يفرض .
ومرة أخرى يكون لك السبق في طرح موضوع يستحق ان يكون ميدان نقاش فلك الشكر مقروننا بتقيري واحترامي لرايك ودقة أختيارك للمواضيع واسلوب طرحك المتقن .
أخي لقد سبقني عدد من الاخوة والاخوات في ابداء الراي وقد توسع بعضهم في الشرح حتى تشعب الموضوع .
ولكن سوف ابدي رايي في حدود ما فهمت من طرحك للموضوع
اخي نحن الان نعيش في فترة يسيطر علينا فيها خلل فكري وتراكم جهل تعلمناه عنوة خلال العقود الماضيه . ومن اسباب ذلك الخلل الفكري والجهل او لعله سببه الاوحد هو التباين الغير منطقي في تحول وجهات نظر علمائنا جزاهم الله خير عنا وعفاء عنهم بشكل سريع وغير مبرر
وحتى تتضح وجهة النظر سوف اشرح بعض من النقاط علها تساهم في توضيح ما اريد قوله
اخي الكريم لو راجعنا تاريخ العقود الماضية ونهج علمائنا ونظرتهم للحياة في ظل الاسلام وتعاليمه لاكتشفت مكامن الخلل الفكري الذي يعصف بنا الان والجهل المركب الذي تعلمناه وتقمصناه دافعنا عنه وتنصل عنه علمائنا بدون مبرر ولا تفسير لتنصلهم منه .
واورد هنا بعض من الامثلة لتوضيح
اولا في ما يخص النهج
كان علمائنا جزاهم الله خير وعفاء عنهم يرون انهم هم علماء المسلمون قاطبة وغيرهم مشكوك في علمه ونحن المسلمون الحق وغيرنا عليهم مأخذ في دينهم او عصاة او خارجون علي الاسلام او يشوب دينهم شوائب لا يجب ان نسمع منهم ولا ان نناقشهم فعشنا في عزلة إزدادة الفجوة فيها بيننا و بين إخواننا المسلمون الذين قد نختلف معهم في فروع بسيطة ونتفق جميعا في الاصول .
اسلوب الكره والبغضاء الذي ساد في فترات زمنيه فاصبح اسلوب تعاملهم مع كل مسلم يخالفهم الراي او لا يتبع ما يرونه هم مما جعل ذلك نهج تمسك به طلبتهم وطبقوه في حياتهم اليومية فاصبح تكفير المسلم امر سهل وكلمة عابرة فتجد نظرات الكره والتزمت واضحة في وجوههم والقسوة بادية في منطقهم يرون بان القوة في تطبيق افكارهم هي الحل والطريق السليم .
نشوا افكار حديثة وغريبة في اساليب الدعوة وشرح الدين متضادة في الفكر والطرح ومنها علي سبيل المثال قيام مجموعة تفتي بجواز الكذب في النصح والارشاد مما اوصلنا الي وجود قصص تشرح احداث اقل ما يقال عنها انها استخفاف بالعقل وتجاهل لمسلمات الفكر و مجوعة اخرى ترا بان علي المسلم اذا راء عاصيا يعلم عصيانه وفسقه في جنحة او جريمة لم تثبت عليه فيجوز له ان يشهد عليه ولو زورا وذريعتهم في ذلك تخليص المسلمين من شره .
حب الجاه والسيطرة التي تقمصت بعض ممن نعدهم علماء يهتدي بعلمهم فكنا نراهم علي منابر المساجد يصدحون باعلى اصواتهم داعين المسلمين للوقوف ضد ولاة الامر في حدث مستجد او امر قديم يتكلمون بلسان من لا تاخذه في الله لومت لائم فيجتمع حولهم من جهل حقائقهم او رى فيهم قناع الخير يعلوا وجوههم وما نلبث ان يختفون فجأة ثم يظهرون وقد تغيرت نظرياتهم وتنكرو لما كانوا يقولون ولكن قد امتلائت حساباتهم بالدولارات .
ثانيا في مايخص الإفتاء وهو امر متصل بحياة المسلم اليومية
إعتدنا علي تغير فتواي علمائنا بشكل سريع وتباين وجهات نظرهم حول مواضيع تحدد مستقبل الامة ومصيره بل وصلو الي اكثر من ذلك فتجد ان العالم يفتي بفتوا ما يلبث ان يتراجع عنها تارك المسلمين في حيرة وتشتت ذهن بين متمسك بفتواه الاولي ومنقاد لفتواه الجديده مما سمح بنشوا فكر يتردد قبل قبول اي فتوى تصدر والامثلة علي ذلك كثيرة جدا ان لم تكن جميع الفتاوي ومن الامثلة علي ذلك
قبل عقود من الزمن افتى احد علمائنا رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله عنا خير الجزاء بان من قال او صدق بان الارض تدور او كروية فقد كفر بما انزل علي محمد وعليه ان يتوب الي الله ومالبث ان تراجع عنها بعد أن شرح له الامر وافتاء ببطلان فتواه الاولي ولم يقف الامر عند هذا الحد ولكن اثار عدد من طلبته اشاعة بان تراجع العالم عن فتواه كان بضغط من الدولة واترك لك حرية التفكير في ماحدث بين الفتوى ونقضها .
نشاءة فتنة كادة ان تعصف بالمسلمين راح ضحيتها اعداد ليست بالقليلة وسببها فتوى اجمع عليها عدد كبير من العلماء في وقتها ومفادها ان التلفزيون حرام ومن سمح بوجوده بين المسلمين او ادخله بيته فهو ( ديوثي ) ولان نجدهم يتسابقون علي احتلال شاشات التلفزيون مع العلم بان اثار هذه الفتوى ما زالت باقية الي يومنا هذا
أحد العلماء جزاه الله خير افتاء في حديث له حول استخدام التلسكوب في رصد هلال شهر رمضان بانه لا يجوز لاننا امة اميه لا نعترف بالعلم فاصبحنا نصوم شعبان ونفطر رمضان حتى نوقشوا بالعلم فتراجعوا عن الجهل والامية ليكون العلم مساندا ومعيننا للمسلم في دينه
حرمة العديد من الفتاوي التعامل مع البنوك الربوية او العمل فيها او الاتصال بها باي وسيلة كانت ( وانا واحد ممن تركوا عملهم بسبب هذه الفتوى ) والان نجد اغلب العلماء يعملون في لجان شرعية تحت مضلة البنوك يفتون بجواز ما كان بالامس ربا محرما . ولك ان تقيس اثر هذه الفتوى علي تعطيل حركة الاقتصاد وتكون شبح البطالة .
اجمع اغلبهم علي تحريم التامين في فترات سابقة والان نراهم يفتون بجوازه كم من اموال المسلمين اهدرت وضاعت وسلبها اعدائهم بسبب قصور نظر علمائنا
أخي أن جميع هذه الامثلة وغيرها الكثير ساهمت في نشوا ذلك الخلل الفكري الذي احتل عقول اجيال من شباب الامة ودفع بهم الي الغلو في الدين مما جعلهم صيد سهل لاعداء الاسلام واعوانهم يوجهونهم الي تدمير مقدرات المسلمين ونشر الرعب بينهم وازهاق ارواح بغير حق .
في الختام هذه وجهة نظر اتمنى ممن خالفني الراى فيها قبولها بسعة صدر
تحياتي لكم ......... ودمتم
اخوكم ايلول