ونداء رباني في عمق روحه يحثه في الرجوع إلى واقع الحياه حيث في إنتظاره زوجة صالحه وطفل صغير سؤول عن غياب أبيه فعاد قافلا نحو الأهل حاملا قبس من نار وكفلين من رحمه وهو يسبح الله شاكرا لنعمائه حامدا مقدسا فهو السبوح القدوس رب الملائكة والروح ولاهجا بذكره فبذكره أطمأنت نفسه ورافقته في مسير العوده طيور السعادة والبشر تأمن دعاءه وترفرف حوله مهفهفة نسائم البهجة حوله وهي تزفه نحو حورية سكناه وما أن أقترب من سور بيته حتى شعر بشوق زوجته وهي تلاعب طفلها بهمهمات تحكي مدى الحب نحو زوج وأب كريم سوف يدخل من الباب الشرقي حيث نسيمات الأزاهير الأريجيه تهب من ناحيتها وكأنها تشعر بوقع خطاه لولا تفنيد الشكوك وماكان للشكوك من وجود حيث لاح بهاؤه وجماله وماكان ألا أن أحتظان الأحباب هو حديث اللقاء ولقد شعرت هذه الحوريه أن عالم من الود والحب يسور كل ذرة من ذراريها وكأن شوق عمره قرون يحوط جوانبها ويحي عمقها فذلك الشعور هو جزء من فيض مما أغتنمه من رحلة الأستشفاء الروحيه فمن يقترب من فيض الحب المطلق لابد أن يلامسه بركات غيثه ويتلون بصبغة آثاره...
ولقد تمنت الزوجه بأن تذهب مع زوجها لتلك الرحله لتغدق عليه مثل ماأغدقها وتمنت...وتمنت أن تستمر هاتيك الرحلات حتى ترتوي الأرواح من أصالة الشعور الأنساني وتمتزج الذرات في أنوار القدس لتتطهر من دنايا الصفات وأرجاس الأفعال..
وبعد برهه أخرج الزوج زهرات الحب من جرابه وأهداه لزوجته وأشار لها بأن تغرسها في حديقة المنزل لتكون ذكرى ذاك اللقاء وأهدى لطفله سنابل قمح ووأوصاه أن يغرسها حول الزهرات ويتعاهدها بالأهتمام فما أحسن من هدية تحي على مر الأيام وتعلم معنى السعي والأجتهاد...
وأخبره أن أثمرت فليذكر أباه فعندما تثمر فرحلة الشكر للخالق قد أتت وحان وقت الأرتحال نحو الرحمن الرحيم
فالزهرات والسنابل هي هدايا العيد المبارك..
ربنا اجعلنا من المرحومين ولاتجعلنا من المحرومين ونعوذ بجلال وجهك أن ينقضي شهرك الكريم ولم ننهل منك بركه وسعاده