عرض مشاركة واحدة
قديم 14-08-2010, 05:28 AM   رقم المشاركة : 39
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور





فسكت قليلا وقال :


"الواقع يا أمي (الفريدو) لم يأتي معي قط الى هذة العملية.....لقد قلت هذا لأني اتفقت معه على ذلك......!!"



فقالت أمه غير مصدقة :



"لكن لماذا ؟!....هل كان يحاول الهرب من العمل؟!.....لابد أن والده يثقل عليه بشدة...."



"لقد تزوج يا أمي..!!!!.........في القرية منذ ثلاثة أيام.....وكنت شاهدا على قرانه.....أعلم انك مذهولة فهو لم يرد لأحد أن يعلم واليوم بالذات سيعلن زواجه من (أنجليتا خوسيه) وسيخبر أباه..........كم تمنيت لو أكون هناك الى جانبه....ترى كيف تسير أموره الآن...."



"يا إلهي......لابد أن السيد (فرناندو) سيثور غضبا ولكن.....قلت لي (أنجليتا خوسيه) ؟!...من أي عائلة هي؟!... لم أسمع بها....."



"إنها.....من عائلة متواضعة يا أمي لهذا تزوجها (الفريدو) دون استشارة أحد.....لكنها امرأة رائعة ومثالية......صدقيني يا أمي أتمنى أن تبقى قوية بعد معرفة السيد (فرناندو) بأمرهما"



وبقيت امه تحدق به باندهاش فهو لم يمتدح امرأة من قبل بهذة القوة ولا حتى (سيسل) التي كان ينوي الزواج بها وشعرت أن هناك الكثير من الأمور الخفية عليها....



كانت (سيسل) تشعر كل صباح أن أيامها متشابهة فلم يعد هناك سبب يدفعها لحب الحياة كانت تصحو كل يوم وتفتح نافذتها لتلقي نظرة ساخرة على العالم الذي سلبها كل ما تملك وتستعد لتعايش أحداث يومها التي تتكرر يوميا ولكن هذا الصباح شعرت أنها أكثر تكدرا من أي صباح كما كان الجو خانقا فتمنت لو أنها لم تصحو وقالت بصوت مسموع :



"يا إلهي لماذا صحوت من فراشي لأقابل كل هذا الإحباط...."



ونزلت وتناولت إفطارها واندهشت لأن (الفريدو) ولم يعد بعد فلقد قال (اندريه) أنه سيعود اليوم صباحا وكانت مارة بجانب مكتب والدها فسمعته يأمر (لوسيانو) بعض الأوامر المعتادة كأن يجهزوا غرفة (الفريدو) والى ما هنالك فدخلت وجلست بجانب مكتبه وما إن رحل (لوسيانو) حتى وقف الأب (فرناندو) واتجه الى النافذة وظل يسألها الأسئلة المعتادة الجوفاء عن صحتها ودراستها وغيرها وكانت ترد هي أيضا ردود ساهمة ثم قالت :



"صحيح يا أبي لما تأخر (الفريدو) هكذا؟!.....هل عاد (اندريه) ؟!......"



"نعم عاد.....!!!"



"إذن لابد أن (الفريدو) يقضي بعض الوقت معه فهو عادة يفعل هذا.."




فقال الأب بلهجة غريبة :



"أو ربما يحاول تأخير المواجهة قدر الإمكان........"



فلم تفهم شيئا مما قصده والدها وفي تلك اللحظة بالذات سمعت طرقا على الباب وفتح الباب وظهر (الفريدو)......ففرحت (سيسل) ونهضت لمعانقته وما إن فعلت ذلك حتى لاحظت (أنجليتا) التي تقف خلفه ببضع خطوات فنظرت إليها بدهشة ونظرت لأخيها الذي بدا جادا أكثر من أي مرة رأته فيها في حياتها وقالت تحدث (أنجليتا) :



"ماذا تفعلين انت هنا؟!......هيا أذهبي لعملك...."



فأمسك (الفريدو) يد (أنجليتا) وأدخلها معه فتراجعت (سيسل) بطريقة دفاعية وهي تحاول أن تفهم ما يجري كل هذا والسيد (فرناندو) يعطي ظهره للباب حتى قال (الفريدو) أخيرا :




"أبي.... (سيسل).....أعلم أن ما سأقوله قاسي عليكما ولكن أرجوكما أن تتفهما موقفي......أقدم لكما (أنجليتا).....زوجتي..!!!!"



فشهت (سيسل) ولم يتحرك السيد (فرناندو) مطلقا فاستمرت (سيسل) قائلة :



"ما هذا الهراء الذي تقوله يا (الفريدو) ؟!.....كيف؟!....متى؟!....هل تزوجتها فعلا؟!...."



وبنظرة واحدة من وجهه علمت أنه لم يكن جادا في حياته مثل اليوم فكانت الصدمة تقضي عليها ونظرت لوالدها لترى ما سيفعله ولكنه لم يتحرك فاستمر (الفريدو) :



"أبي.....إن (أنجليتا) امرأة رائعة....لقد تعرفت عليها ووجدت فيها المرأة التي كنت أبحث عنها كنت أعلم أنك ستستاء بشدة لو طلبت إليك هذا ثم اني لم أكن أميل (لفلوريا) مطلقا....وأريد أن أقول يا أبي أن الزواج هو شئ يختار فيه المرء شريك حياته بنفسه وهذا ما فعلته....وأنا آسف إذا كنت عصيت أمرك.....وأرجو أن تتفهم موقفي......"




وضغط (الفريدو) بقبضته على يد (أنجليتا) وكأنه يستمد منها القوة فالتفت السيد (فرناندو) ببطء ونظر الى ابنه وزوجته.....كان وجهه مجردا من أي إحساس وكأنه استحال حجرا وتقدم منهما ببطء حتى وقف أمام (الفريدو) تماما ونظر بازدراء الى (أنجليتا) التى انكمشت خلف ظهر زوجها ثم وبسرعة البرق نزلت يد السيد (فرناندو) على وجه ابنه بصفعة كانت كافية لكسر فكه حتى تناثر شعر (الفريدو) وتشعث وترنح في وقفته فصرخت المرأتان في الغرفة....الأولى جرت لتمنع والدها من المزيد والثانية لتسند زوجها وهي تقول بذعر :



" (الفريدو)..(الفريدو) "




لكن (الفريدو) استقام من جديد ونظر لأبيه بتحد وكأنه على استعداد لتلقي المزيد فقال (فرناندو) بصوت جوهري :



"خسئت أيها الفتى الطائش.....أهذة هي من أخترتها لنفسك؟!.....يالبئس الإختيار.....ياللعار....أهذا ما استفدته منك؟!.....ألهذا أنجبتك (آنا)؟!......لتجلب لي العار ولأسرتي......التي لم يجرؤ أحد فيها على أن يقول كلمة قد تجعل احدا يتكلم عن الأسرة بسوء وتأتي أنت.....ايها الطفل لتدمر أجيالا من الشرف والكرامة....لأجل ماذا...لأجل خادمة؟!.... وماذا تنتظر مني ؟!......تنتظر مني ان أهنئك وأقيم لك إحتفالا؟!...."




فنظر اليه (الفريدو) بعينين مصقولتين وقال ببرود :



"يمكنك أن تقول ما يحلو لك يا أبي ويمكنك أن تثور وتغضب وتحطم وتدمر.....كما يمكنك أن تزدريني وتهينني.....ولكني لن أسمح أن تهين زوجتي......أجل هي زوجتي.....وهذة هي الحقيقة الوحيدة التي لن تستطيع تغييرها مهما بلغت سلطتك....."



فهم الأب بتوجيه صفعة أخرى له لولا أن أمسكت (سيسل) بذراعه بكل قوتها وصرخت :





"لا يا أبي أرجوك.....إنك لم تضرب أحدنا في حياتك....أرجوك.....وانت يا (الفريدو)....إذهب الآن .....إذهب بسرعة...هيا...."





فقامت (أنجليتا) بشده بقوة لتخرجه من الغرفة وتبعها (الفريدو) وهو يضع يده بحركة غريزيه على خده الذي توهج من شدة الألم وقادها الى غرفته جلست معه على سريره وفتحت فمه لترى الأضرار فآلمه فكه ووجدت بعض الدماء تسيل من جوفه الداخلي فظلت تهتم به وقال هو :




"هذا هو أبي.....لو تغير العالم كله فلن يتغير هو.....التقاليد , الإنضباط , الشرف ماهو الشرف عندما يجعل أقدس رابطة بين رجل وامرأة تتخذ طابعا تجاريا بحت لأجل اسم العائلها وما لها.. أني أشفق على أمي المسكينة التي ماتت محطمة القلب عندما علمت أن والدي تزوجها لأجل رغبة والده واسم أسرتها ومالها وليس لحبه لها.....لابد أن هذا كان كافيا لقتلها.....لن أسامحه لأنه فعل هذا بأمي....كما لن أعطه الفرصة ليدمر سعادتي أنا الآخر..."




"لا تتكلم حتى لا يؤلمك فمك......لما عليك دائما أن تتحداه وتعصي أوامره....لما لا تعامله برقة وتطلب منه بلطف فأنا واثقة أن نتيجة هذا ستكون أفضل......إن السيد (فرناندو) رجل قاسي ولكنه ليس مجردا من الإحساس.....إنه بشر في النهاية.....وتحديك له يزيد من حنقه وعصبيته"




"هل تظنين أن أبي قد يوافق إذا قلت له يا أحلى أب في الدنيا وقبلت جبينه كما تفعلين مع والدك؟!......أن هذا يناسب والدك لأنه رجل حنون قلبه مليئ بالحب فأصعب شئ أن يرفض طلبا لك حتى لو كان ضد رغبته أما أبي أنا.....فمن يظهر ضعفا إنسانيا أمامه يزيد من رغبته في سحقه....كم تمنيت لو أن لي أبا مثل والدك...."



"هو والدك الآن عزيزي.....فلترتاح الآن.....ولتذهب لتصالح والدك فيما بعد..."


نتاااااابع الفصل [blink]السابع[/blink] ياحلووووين طيب






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة