عرض مشاركة واحدة
قديم 29-07-2010, 03:53 AM   رقم المشاركة : 11
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور





"صباح الخير (أندريه)...أرجو منك المعذرة فلدي أعمال كثيرة أريد القيام بها...."


ورحلت مسرعة ووقف هو يحدق بها طويلا حتى شعر بيد على كتفه فنظر الى الوراء فوجد (ألفريدو) ينظر اليه بعين مدركة فعرف أنه يعلم بمشاعره نحو أخته فشعر بالحرج الشديد وبقليل من العار لأنها رفضته وهاهو أخاها وصديقه الحميم يواسيه جراء هذا ولم يعلم ماذا يقول فأنهى (ألفريدو) حيرته قائلا :


"لستما متناسبان يا (أندريه)....وهي ليست آخر فتاة في الدنيا....كما أني واثق أن التي ستتزوجها ستكون أروع امرأة في التاريخ....إنك لا تستحق غير ذلك"


فاراحته كلمات صديقه ولو أنها زادت من حرجه ومضيا معا يتحدثان......


كانت (أنجيليتا) في عملها المعتاد ورأت (ألفريدو) قادما اتجاه الإسطبل فشعرت بالأمان هذة المرة لأن والدها يقف قربها ورأته يخرج الحصان (روبن) فهي لاحظت هذة الأيام أنه يحاول مصادقة الحصان وتقديم الطعام له ولكن خطوة امتطاءه كانت خطوة متقدمة جدا فهي قد امتطته مرة واحدة وفقط للتمشية ليس إلا ولكنها لم تفعل شيئا واستمرت في عملها بينما أخذ (ألفريدو) الحصان وظل ممسكا بلجامه ويتمشى به حتى ابتعد عن ناظرها......


بعد أن اطمئن (ألفريدو) أن (روبن) يسير الى جانبه بهدوء قرر امتطاءه فركب فوقه ومشى به ولكن الحصان اهتاج بقوة وكان هذا متوقع منه فمال (ألفريدو) الى الأمام ببراعة ولكن هذا زاد من اهتياج الحصان كان مصرا على اسقاطه الى أن نجح في ايقاعه من فوقه لكن (ألفريدو) وقع وقعة خفيفة نتيجة لحذره ونظر الى (روبن) فإذا به يركض عائدا من حيث أتى فشعر (ألفريدو) بألم في ظهره ونظر حوله فوجد الشمس ساطعة والأزهار حوله في كل مكان فنام على ظهره أرضا ....ظل يسترجع في ذهنه شعرا عن الطبيعة قرأه في إحدى المرات وكانت هذة أكثر اللحظات متعة بالنسبة له.....بينما رجع الحصان الى حيث كانت (أنجيليتا) وعندما رأت الحصان وحده دون راكبه شهقت بفزع ورمت ما كان بيدها وركضت نحو الحصان فوجدت فعلا أنه من الواضح أنه سقط من عليه فشعرت بقلبها يعتصر ويكاد ينفجر داخل صدرها شعرت أنها نهاية العالم وجاء لها خاطر مر كالبرق في رأسها ماذا لو أنه مات أوتكسرت عظامه فوجدت نفسها فوق الحصان تركض الى حيث ذهب (ألفريدو)....كانت شهقاتها لا تنتهي تذكرت ابتسامته الساحرة وكلماته التي كانت تدخل من أذنيها مباشرة الى قلبها فتجعله ينبض كالمجنون وشعرت بخوف حقيقي لدرجة أنها لاتريد أن تكمل طريقها......


سمع (ألفريدو) صوت أقدام حصان قادم باتجاهه فرفع رأسه ونظر اليه فوجده قادم من بعيد ورأى راكبه يحمل شعر أسود طويل فعرف أنها (أنجيليتا) فاستلقى مكانه وتظاهر بالموت وقال في نفسه(و الآن سأضحك عليها قدر ما أشاء) وما إن رأته مستلقيا حتى قفزت من على الحصان وهي تنادي بجزع اسمه :

" (ألفريدو) ؟!..."

وركعت الى جانبه ودموعها تغرق وجهها وهي تقول:


" (ألفريدو) .....(ألفريدو) أرجوك كلمني...يا الهي سأموت إن مت....لا تمت أرجوك!!"


ووضعت رأسها فوق صدره لعلها تسمع نبضا لكن سترته المقواه لم تمكنها من أن تسمع أي شئ فاقتربت من رأسه ووضعته على فخدها ووضعت إصبعها - وهي تبكي بحرقة – على وريد رقبته حتى تسمع نبضه بينما يدها الأخرى ترتب خصلات شعره وتبعدها عن عينيه بينما شعر (ألفريدو) أن تلك هي الجنة الحقيقية فلم يسطر أعلى كاتب للشعر مكانة كلمات تعبر عن شئ مما يحسه في لحظة كهذة وشعر كم أحبها بل أنه يعشقها ففتح عينيه اللازوردية ببطء وابتسم لها ابتسامة والهة وقال :

"آه ياحبيبتي....كم أعشقك...لم أكن أبدا أكثر راحة أو صحة مما أنا الآن"


فتسمرت مكانها تحدق به بعدم تصديق حتى نهض واقفا وقال لها :


"لقد وقعت في الفخ....ألست ممثلا بارعا؟!....لا تقلقي لم يصبني شيئا فأنا بكامل صحتى كما ترين..."


وظل يضحك فرحا لأنها قلقت عليه بينما هي تكاد تجزم أن شخصا رمى بآلاف عيدان الحطب المشتعلة في قلبها ونهضت واقفة ولم تشعر بنفسها إلا وهي تصفعه......!!!!



دوت الصفعة بشدة في الأرجاء وتناثرت خصلات شعره على عينيه ووجهه وأذنيه ورقبته وهو يحدق بها مذهولا وانفجرت باكية وهي تقول :


" أيها النذل الوقح....وأنا التي انفطر قلبي لرؤياك هكذا...أنت تتلاعب بمشاعر الناس....أنت وقح!!!!"



وجرت مسرعة بعيدا عنه وأخذت الحصان وعادت به الى الحظيرة ولكنها عادت بسرعة الى غرفتها ولم تكمل عملها وظلت تبكي بحرقة على سريرها وهي تشعر أنه حقا قد أوقعها في الفخ فهي الآن تحبه لأنها تأكدت فعلا من ذلك عندما رأته مستلقي بتلك الطريقة عرفت أن رغم كل حذرها أحبته فعلا ولم تعلم ماذا تفعل.....


أما (ألفريدو) فلقد شعر بالخزي لأنها غضبت منه هكذا ولأنه تصرف هكذا ولكنه أراد ممازحتها فقط ولم يعلم أنها ستخاف عليه هكذا فشعر بالعزاء لأن هذا دليل على الأقل أنها تكن له إعجابا....وما لبث أن عاد الى القصر ودخل غرفته وأغلق على نفسه هو الآخر...


نتااااااابع غدآآآ ان شاء الله الجزء تالت






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة