عرض مشاركة واحدة
قديم 29-07-2010, 03:47 AM   رقم المشاركة : 8
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور



[blink]الفصل الثاني[/blink]

[[ الحقيقة الساطعة [[

في اليوم التالي كانت (أنجيليتا) في الإسطبل تنظف المكان الخاص (بروبن) الحصان حتى رأت ظلا يحوم حولها واستدارت فرأت (ألفريدو) يرتدي ملابس الخيل ويحدق بها بوجه جاد فاستدارت لتخفي احراجها وخجلها وعندما طال صمته وقفت واستدارت اليه قائلة :


"أعرف ماتريد أن تقوله فلا تتعب نفسك....ماذا تريد مني؟!...إذا أردت مني أن أرحل فسأفعل!"

وهنا نظر اليها بدهشة يشوبها الجد قائلا:


"ترحلين ؟!....إلى أين؟!......"


فانتقلت الدهشة اليها فهي ظنته يريد رحيلها ولكن من الواضح أن ذلك لم يخطر بباله قط فقالت متلعثمة :

"ذلك اليوم عندما كنت عند مكتب السيد (فرناندو) ظننتك تريد رحيلي...لأنك لم تتحدث الى مطلقا.."


"يا الهي أهذا ماظننته؟!....ظننتي أني غاضب منك.....الواقع سأقول لك ولاتغضبي....عندما نظرت اليك في تلك اللحظة كنت جميلة للغاية وأردت في لحظة مجنونة أن أحتويك بين ذراعي ولكني رحلت مسرعا لأني علمت أن خطوة كهذة كفيلة لتثير حفيظتك ضدي"


فاحمر وجهها رغما عنها وقالت له وهي مذهولة :


" جميلة؟!...لقد أخذت حصانك وتركتك تعود سائرا..."


"حسنا لقد كان (أندريه) قريب مني...كما أظن أن الخطأ كان خطأي ولكن أرجو في المرة القادمة ألا اضطر للسير أميال لأنك غضبت مني...."


وابتسم ابتسامته الساحرة فابتسمت رغما عنها......وبقيا صامتين كلاهما يحدقان في بعضهما وازدادت الشمس سطوعا واجتاحت الأشعة الذهبية الإسطبل فرمت سحرها على كل منهما ليرى كل منهما الآخر بهالته الذهبية.....أخذت تحدق به وشعره يشتعل باللون الذهبي تحت أشعة الشمس وعيناه اللازوردية الرائعة تحدقان بها ببريق لم ولن ترى مثيل له في حياتها ... بريق إعجاب سافر يشوبه التقدير والشوق....بدأت ابتسامته تتلاشى وظل يحدق بها.... بجمالها الآخاذ....ووجهها الأسمر الفاتن وعيناها السوداوتان.....لم يرى في حياته عينان بهذا السواد وهذا التألق ومالبث أن اقترب منها بخطوات رقيقة بطيئة حتى أصبح ملاصقا لها وغمرت انفاسه وجهها وقال وهو يتنهد شوقا :


"هل انت حقيقية؟!....أشعر أنك كالسراب الذي أراه في صحراء حياتي.....أركض خلفه لاهثا لعلي أمسك به ولكنك دائما تبتعدين...."


فاستجمعت شجاعتها وأغلقت عيناها لكي لا يؤثرعليها سحره وقالت:


"نعم أنا كالسراب لن تحصل عليه لأني لست موجودة في حياتك....أنا غير حقيقية....وكل ما تراه مني من صنع خيالك....لايمكن أن تصل يداك اليه مطلقا...لايمكن...لايمكن.."


وعندما فتحت عيناها رأت عيناه تضيقان حزنا وألما وقال:


"لا يمكن ألا تكوني حقيقية...لما تعذبينني هكذا وأنت تعلمين مايجول بقلبي نحوك....لما العذاب"


"إذا تناسينا من نحن...فسيأتي العذاب الحقيقي لاحقا وحينها سنكون ضائعان حائران ممزقان حزنا على المشاعرالتي ولدت ونمت بيننا حتى أصبح من الصعب السيطرة عليها...ولا أعلم ماقد يجري....قد تتخلى عني نتيجة للمصاعب....وفي النهاية...انت السيد وأنا الخاد...."


"لا لاتقوليها...لايهمني أي شئ مما تقولين....وكيف تظنين أنه يمكن أن أتخلى عنك في يوم من الأيام ...أنت لا تعرفين شيئا عن الرجل الإيطالي كما أظن...ولا كيف يدافع عن شرفه وما له" "أنا لست لك ....ولن أكون لك يوما...والآن دعني وشأني.."


وحاولت التملص منه ولكنه أمسك ذراعها فنظرت الي عيناه للمرة الأخيرة حتى نطق اسمها بشوق :


" (أنجيليتا) .....لاتفعلي بي هذا...."

كم كان وقع اسمها في فمه رائعا مذهلا ولكنها دفعته بعيدا ورحلت مسرعة...ظلت تركض حتى وصلت الى غرفتها وحبست نفسها وجلست لتستعيد أنفاسها واندهشت كيف استطاع من مقابلتهما الثانية أن يوقظ في قلبها كل تلك الأحاسيس الجياشة نحوه....حتى أنها لم تعرف نفسها...كيف يمكن أن يحدث كل هذا السحر في لقاء لايتعدى الدقائق وعرفت لما ترغب به جميع فتيات المنطقة فهو لا يقاوم وحذرت نفسها من الوقوع في هواه فهي لن تكون أبدا اسما في لائحة معجباته مهما كلفها الأمر....


كان (ألفريدو) في الأيام التي تلت هذا الموقف يجلس ساهما ويحبس نفسه في غرفته كثيرا حتى أصبح من الصعب على (فلوريا) أن تحدثه لتؤثر عليه ولكن (ساندرا) ما كانت لتسمح بهذا فدفعت ابنتها لتصعد الى غرفته وتحدثه على انفراد هناك ثم قالت لها هامسة بخبث :


"مهما تطلب الأمر فافعلي.....لقد تأخرت كثيرا في ايقاعه في شباكك..!!.."


"ولكن يا أمي لاأريده أن يقع في شباكي...أريده أن يحبني كما أعشقه بارادته وليس أن أؤثر عليه......كما أنني لا أعرف كيف أفعل هذا..."


"لاتكوني حمقاء سخيفة ولاتظني أني سأتركك تضيعين الفرصة من أيدينا إذا لم تتزوجي هذا الأحمق في خلال شهرين فسترين ما سأفعله لك والآن إذهبي اليه....حالا"


فقامت (فلوريا) نافرة مستنكرة ووصلت الى غرفته بالطابق العلوي وطرقتها برقة فلم يجب ففتحت الباب ببطء فرأته جالسا على كرسي قربه من النافذة وظل يحدق بنظرات جوفاء الي المنظر الخلاب الذي يقابل عينيه وكأنه لا يراه......وكان بين الفينة والأخرى يتنهد حائرا فاندهشت (فلوريا) بشدة فهي لم تره بهذة الحالة في حياته مطلقا واقتربت منه ووضعت يدها برقة على كتفه ولكنه لم يتحرك ولم يتكلم فجلست على ركبتيها الى جانبه وقالت برقة :


"ما الأمر يا (ألفريدو)؟!.......أفصح وأفتح لي قلبك....ولو لمرة واحدة....اشركني فيما تشعر به لعلي أكون ذات نفع لك...."

ولكنه لم يجب فحزنت وعلمت أنه لا فائدة ترجى من علاقتهما وشعرت بحسرة رهيبة ونظرت الى الأرض تريد أن تنفجر باكية ولكنه مالبث أن نطق بوهن قائلا :

" (فلوريا) هل تعرفين ماهو الحب؟!....تلك المشاعر الغريبة التي تغزو قلبك ومنه الى كيانك عندها تشعرين أنك فقدت السيطرة وتستسلمين له....بل وترحبين به فاتحة ذراعيك دون أن تفكري لحظة واحدة في المنطق أو العقل...."


فأشرق وجهها بسعادة ليس لها مثيل وقالت بشوق ولهفة بعد أن وضعت رأسها على ركبته متوسلة :


"بلى....بلى يا (ألفريدو) ....لا أحد يعلم الحب بقدر ما أعلمه...ولا أحد اجترع من كأس عذاب الحب....كما اجترعت ....نعم يا (ألفريدو) ...يا حبيب عمري!!!!!"


[blink]نتاااااابع[/blink] كمان ياحلوووووووين






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة