عرض مشاركة واحدة
قديم 26-07-2010, 02:17 AM   رقم المشاركة : 4
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور



رواية الزهـــور الذهبية للكاتبة امرأة من زمن الحب


وقف (ألفريدو) مذهولا لماحصل فلم يصدق أن تثار ثائرتها لدرجة أن تأخذ جواده هاربة وتتركه وكأنها تعاقبه ولايدري ماهو السبب ولكن ذلك جعله ينفجر مقهقها بصوت عالي فلم يتخيل أن أي امرأة في هذا العالم يمكن أن تعامله هكذا فهو معتاد على الإعجاب الدائم من الفتيات من حوله ولكن لقاءه بتلك الفتاة سيبقى في ذاكرته طوال العمر وفكر قليلا....لابد أن (أندريه) قريب بجواده من هنا فظل يصفر في كل ناحية ومالبث بعد قليل أن سمع جوادا يقترب منه ورأي (أندريه) قادما وهو يقول :


" ماذا؟!...هل أصطدت شيئا؟!..."

ولكنه وجده خاوي اليدين دون بندقية أوفرس فقال له :


" ماذا حصل ؟!....لايمكن أن تكون قد تعرضت للسرقة؟!..."


فزاد هذا من رغبة (ألفريدو) في الضحك وقال له :


"الواقع لم أكن الصياد هذة المرة بل كنت الضحية !!!!.."


وامتطى الحصان وراء (أندريه) ثم حكى له ماحصل فرد (أندريه) بعد أن فرغ (ألفريدو) من حكايته :


"يالها من فتاة غريبة فعلا..... ولابد أن تنال عقابها!!..."


فلم يرد عليه (ألفريدو) وبقي ساهما يفكر.........



عادت (أنجيليتا) الى القصر ولاحظت أن سيارة أخرى قد أتت الى القصر فعلمت أن الأسرة الأخرى قد أتت كذلك وكانت طيلة طريق العودة تفكر فيما حصل لها وما ستكون نتائج تصرفها الفظ مع سيدها الشاب ولكنها اندهشت لأنها في داخلها أحست أنه لن يؤذيها ولكنها لم تستطع أن تطمئن ودخلت الإسطبل ووضعت الفرس مكانه واهتمت به وعادت الى غرفتها تفكر فيما وقع حتى سمعت والدها يتحدث الى السيدة (سوزي) بالخارج فخرجت لملاقاتهم فقال الأب في اندهاش :


"أوه هل عدت يا أبنتي من نزهتك....لم أعلم بذلك.....جاءت السيدة (سوزي) لتسأل عنك فأخبرتها بأنك لم تعودي بعد.....لما تأخرت هكذا ياعزيزتي؟!..."



"آسفة يا أبي....كنت أتمشى فسرقني الوقت...تعالى ياسيدتي لنتكلم قليلا"



وبمجرد أن دخلتا الغرفة وأغلقت الباب حكت لها عن كل شئ فاستاءت (سوزي) كثيرا من تصرفها ووصفته بأنه وقاحة شديدة كان عليها ألا تفعلها مهما أسئ اليها فهو سيدها كما أضافت أن (ألفريدو) يحب المزاح وإطراء من حوله وقالت في لهجة رقيقة "كما أنه لم يكذب فأنت ساحرة الجمال ياعزيزتي ولابد أن تسلبي لب أي شاب يراك" فشعرت (أنجيليتا) بالحرج الشديد وفكرت أنه ربما يخبر والده (فرناندو) ذلك الرجل القاسي وقد يؤذي والدها أو يهينه لقاء مافعلت فخرجت لتصحح مافعلت ولكنها وجدت نفسها قد تأخرت كثيرا فلقد طلب السيد (فرناندو) والدها لمكتبه وعلمت من الخدم الآخرين أن السيد (ألفريدو) عاد وهو في مكتب والده كذلك فغاص قلبها وأسرعت الى مكتب السيد (فرناندو) غير عابئة باعتراضات (لوسيانو) الى أن وصلت الى الباب وهمت بالإقتراب والطرق فوقه لكنه فتح فجأة وخرج منه (ألفريدو) ونظر اليها مدهوشا ونظرت اليه هي بحرج وظل الإثنان يحدقان في بعضهما وقتا طويلا.....بدا على (ألفريدو) الجد والتأمل فشعرت أنه سيقول لها شيئا لن يعجبها فاقتربت منه وكادت تهم بالكلام لكنه رحل وتجاهلها تماما فحزنت حزنا رهيبا وأحست فعلا أنها ارتكبت خطأ لن يغفره أبدا بل وشعرت أنه ليس طيبا كما قال لها حدسها بل هو فعلا قد ورث الكثير من صفات آل (فان دييجو) ومالبث أن خرج والدها من مكتب (فرناندو) ولكن لدهشتها لم يبدو عليه أي ضيق بل وقال عندما رآها:


"(أنجيليتا) ؟!......ماذا تفعلين هنا يابنيتي؟!...."


"ماذا تفعل انت هنا؟!....ظننت أن السيد (فرناندو) استدعاك ليهينك فقررت أن آتي لأدافع عنك"


فابتسم (خوسيه) بحنان وقال:

"يا حبيبتي كم انت طيبة القلب....لكنك نسيت أني أقوم بواجبي على أكمل وجه وليس هناك مايهينني عليه بل لقد استدعاني لأن السيد (ألفريدو) أقترح أن يحضر نوعا من الخيول الإسبانية لنقوم بتزويجها للخيول التي عندنا لعلنا نحصل على نوع أصيل لامثيل له وطلب رأيي في هذا......أتعرفين أن (ألفريدو) هذا شاب لطيف للغاية لقد كان في غاية اللطف معي , استطيع القول أنه لايشبه والده في شئ مطلقا.....أتصدقين أنه تحدث عنك في أثناء حديثنا.....لقد قال أنك جيدة تجيدين الخيل.....هكذا قال أمام والده فزاد إيمانا بي وبعملنا أنا وأنت"


عندما سمعت (أنجيليتا) كلام والدها شعرت بالدوار وعلمت أنه كان يسخر منها دون أن يدري والدها وإلا لما ذهب هكذا دون قول كلمة لها ولكن غريب ألا يتطرق الى مافعلته ويغطي عليها مع أن كانت له الفرصة كاملة وحمدت ربها بشدة أنه لم يفعل.......


كانت المأدبة كبيرة جدا عليها جميع أصناف الطعام وهناك في أقصي اليمين حوالي ثمانية أشخاص يشكلون فرقة موسيقية يعزفون من أجل المدعويين مع أن عددهم لم يتعدى العشرة , كان السيد (فرناندو) على رأس الطاولة يتحدث برسمية وبصوت جاد بارد وكان قلما يبتسم وجلست السيدة (ساندرا فلاديمير) على يمينه وهي تتكلم بتكلف وإنفة مع (جابريلا ديميتريوس) والتي كانت تقابلها فهي لم تكن تحبها مطلقا وحمدت ربها أن (أندريه) ابن عائلة (ديميتريوس) لم يفكر في الزواج من ابنتها (فلوريا) لأنها ماكانت لتقبل به أو بأمه وجلس (ألفريدو) يطلق النكات ويتحدث بمرح شديد (لفلوريا) التي أمامه ولأخته التي تجاورها وبقي (أندريه) الى جانبه صامتا يحدق بهيام في (سيسل) أخت صديقه وكانت في بداية الجلسة تبادله بعض النظرات وتبتسم بأدب ولكنها شعرت أنه زاد عن حده فبدأت تتجاهل نظراته كليا ولكنه لم يستطع أن يمنع نفسه من التحديق بها وبكل لفتة أو حركة منها ولم يستطع التركيز في أي كلمة من كلام (ألفريدو) لأنه كان مشغولا بها وكم كان يحز في نفسه أنها لم تبادله نفس الإهتمام وحانت لحظة الرقص فنهض (ألفريدو) على الفور وراقص السيدة (ساندرا) وراقص (فرناندو) (فلوريا) الصغيرة وراقص بعدها السيدة (جابريلا) ونهض (أندريه) وطلب من (سيسل) الرقص معه فلم تستطع أن تعترض وظلا يرقصان سويا فترة طويلة دون أن تأتي الجرأة (لأندريه) على أن يقول كلمة واحدة , كان كلامه في عينيه ولكنها لم تفهم تلك اللغة وظلت تحدق في أخيها (ألفريدو) وهو يضحك ويرقص مع هذة وهذة بينما هي عالقة مع هذا الصامت حتى شعرت بالضجر ولكن مالبث أن ضغط على يدها بشدة فنظرت اليه وقال لها وكأنه كان يستجمع أطراف صوته :


" هل يكنني أن أتحدث معك قليلا......على انفراد؟!...."


فقالت بدهشة :


" أجل لابأس"


وشدها من يدها في اتجاه الحديقة حتى وصل الى جذع شجرة كان قابعا في الطريق يشكل مجلسا لشخصين متلاصقين فجلسا عليه وظل صامتا فترة من الزمن حتى قالت هي بضجر:


"لابد أن السيدة (ساندرا) ستحكي لنا عن رحلتها الى واشنطن بعد قليل..."



فلم يرد وسكت دهرا ثم نظر اليها بتمعن شديد حتى شعرت بالحرج ثم قال فجأة :



" أنا أحبك"




فذهلت (سيسل) وشعرت بإحراج شديد ولم تدري ماذا تقول أو تفعل وتمنت لو أن أخها يلحظ اختفاءها ليأتي لينقذها من صديقه هذا ولم تدري هل تواجهه أم ماذا ثم قالت محالة لكسب المزيد من الوقت :

"هذة مفاجأة لم أتوقعها حقا.....كما لم يلمح لي (ألفريدو) بشئ "


" (ألفريدو) لايعرف....لم أخبره شيئا....الواقع لم أصرح لأحد حتى لنفسي.....ولكنني أريد أن أعرف حقيقة مشاعرك.....بصراحة"


"هل أحببتني لأني شقيقة صديقك ؟!....."


"تعلمين أنه لا يمكن أن يكون السبب كما لا أريدك أن تجامليني أوتدعي بوجود مشاعر لديك لمجرد أنك لا تريدين جرح مشاعر صديق أخيك الحميم.....فإن هذا لاعلاقة له بصداقتي (لألفريدو) كما أنني أحب الصراحة في هذة الأمور"


فاحمر وجهها خجلا وكأنه قرأ جميع أفكارها وظلت صامتة تتلاعب بالخاتم الذي بيدها منتظرة عون السماء لكنه قال بعد صمتها بشكل مفاجئ :

"هل هناك شخص آخر؟!...."


فأجفلت وانتفضت من مكانها ونظرت اليه بدهشة وعندما اطمئنت أنه مجرد تخمين وليس معرفة بالحقيقة قالت بعد أن وجدت أنه خلاصها الوحيد :

" الواقع نعم....هناك شخص آخر.....وليست المسألة لها علاقة بك فأنت شاب رائع يا (أندريه) وأظن أن أي فتاة في الدنيا كانت تتمنى مشاعرك.....ولكن لأسف تضيعها على الفتاة الخطأ"


فشعرت أنه تحول الى تمثال متحجر بعد كلماتها لم يحرك ساكنا بل كادت تجزم أنه لم يتنفس ولم تجرؤ على النظرالى وجهه ولم تدري كم لبثا جالسين دون أي كلمة ولكنه نهض فجأة وقال:


".....هيا بنا لابد أنهم يتساءلون عن مكان وجودنا الآن" فنهضت مسرعة وما لإن وصلا معا حتى قال (ألفريدو) " هاي أين كنتما أنتما الإثنان لقد فاتتكما أجمل رواية ولكن لا ياسيدة (ساندرا) لا تعيدي شيئا منها حتى يتعلما ألا يغادرا فجأة هكذا "



ضحك الجميع على كلام (ألفريدو) لكن (فرناندو) نظر الى ابنته في أمل ولكنه وجدها قد بدى عليها الحرج بينما وقف (أندريه) ووجهه شاحب بشدة فعرف أن الخطة التي رسمها لم تنجح وأن (أندريه) لن يكون (لسيسل) فشعر بالغضب يجتاحه وفي هذة اللحظة كانت (فلوريا) قد استغلت غيابهما وجلست الى جانب (ألفريدو) وظلت تتدلل عليه قدر إمكانها وتضع يدها على كتفه كحركة لكسب وده بين الفينة والأخرى ولكنه كان دائما يمرح ويضحك ولايهتم لحركاتها تلك مما جعل غضب (فرناندو) يتضاعف وهكذا اضطر (أندريه) الى الجلوس بجانب (سيسل) ما تبقى من الليلة ولم يتبادلا كلمة واحدة طوال الأمسية بينما وقفت (أنجيليتا) تراقبهم من خلف أحد الأعمدة ورأت أن (فلوريا) رائعة الجمال جدا واستغربت عدم انتباه (ألفريدو) اليها كما أعجبها مرح (ألفريدو) وحديثه الشيق الذي لا ينتهي وأعجبها كذلك الصداقة القوية بينه وبين (أندريه) كانا يبدوان وكأنهما أخوان ولدا بنفس اليوم وعاشا نفس الأحداث بل وأحيانا كانا يقولا نفس الجمل أويقول أحدهما نصفها ويكملها له الآخر ولكن (سيسل) لم تعجبها مطلقا وعذرت (أندريه) أنه لم يبادلها كلمة........


نتااااابع كمان ياحلوووين ...






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة