عرض مشاركة واحدة
قديم 26-07-2010, 02:06 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


رواية الزهـــور الذهبية للكاتبة امرأة من زمن الحب


[blink]الفصل الأول[/blink]

[[ القصور الثلاثة [[



إيطاليا – ميلانو – عام 1870 م

مع نسمات إبريل الهادئة حيث الشمس ترسل أشعة كخيوط ذهبية تصل السماء بالأرض ...... إنطلقت عربة مكشوفة يجرها جوادان , عربة ذات اطار خشبي مطلي باللون الأحمر حيث طلي كرسي السائق بنفس اللون وكان اللون في تعاكس صارخ مع لون الخشب البني القاتم وهناك جلس بعض الفلاحون الإيطاليون الذاهبون في اتجاة قرية (أسترا) الواقعة خلف التلة الخضراء من الجهة الغربية ومنهم من جلب معه بعض أزواج من البط البري التي كانت تصدر صوتا عاليا يعيق نوم رجل عجوز في مقدمة العربة , كان يسند رأسه على القش الأصفر اليابس الموضوع في هذا المكان والذي كان رطبا بعض الشئ ....كان واضحا أن الرجل العجوز ليس من إيطاليا على الإطلاق فلقد كان كولومبي الأصل ذو بشرة داكنة مائلة للحمرة وشعره أسود كثيف تتخلله بعض الشعيرات البيضاء في مقدمة رأسه , كان يحاول عبثا أن ينام لعله لايشعر بطول الرحلة الى قصر مخدومه فلقد أتى مع ابنته من بلاد بعيدة نسبيا لأن السيد (فان دييجو) قال أنه سيدفع له راتبا لابأس به وكان يحمل معه ابنته البالغة من العمر أربع وعشرون عاما والتي كانت تجلس الى جانبه تتبادل حديثا طويلا مع الفلاحة التي تجاورها , كانت ابنته رائعة الجمال يكاد يجزم أنها أروع امرأة كولومبية عرفها فلقد ورثت الجمال عن امها , هكذا حدث نفسه بافتخار.....وعلم أن طبعها الفضولي لابد وأن يضغي عليها فتناهى الى مسامعه اطراف من حديثها مع تلك الفلاحة التي لم تلاحظ اختلاف لهجتها فلقد كانا يتحدثان الإيطالية بطلاقة وهذا لأنهم خدموا من قبل في وقت نشأة ابنته (أنجيليتا) في بيت ايطالي فتربت (أنجيليتا) تعرف اللغتين وتتقنهما اتقانا تاما وسمعها تسأل الفلاحة :

"إذن فقرية (استرا) هي القرية الوحيدة في هذة المنطقة المتطرفة من شرق ميلانو!! ولكن ماذا عن عائلة (فان دييجو) هل سمعت عنها ؟!..."


"أجل إنهم أصحاب قصر (كازابيانكا) الموجود في الجهة الشرقية من التلة لقد اقتربت العربة منه كثيرا "


"أهو القصر الوحيد هنا في هذا المكان ؟!.."



"بل يجاوره قصران لعائلتي (فلاديمير) وعائلة (ديميتريوس) حيث يقع قصر عائلة (فلاديمير) والذي يسمى (روزانيرا) في الجهة الغربية من (كازابيانكا) وهما قريبان من بعضهما في حين يبعد قصر عائلة (ديميتريوس) والذي يسمى (لوتشيأورو) قليلا عن أراضي القصرين بحوالي أربعة أميال ولكن هذا لايمنع الصلة الوثيقة بين الثلاث اسرات كما أن كثير من عائلات خدم القصور الثلاثة يعيشون في قرية (أسترا) والحق يقال أن قصر (كازابيانكا) هو أجملهم كما أن السيد (فرناندو فان دييجو) رئيس الأسرة صاحب أكبر نفوذ هنا وهو الأغنى أيضا والأكثر رفعة في المكانة ولكنه ازداد قسوة بعد موت زوجته (آنا)....لقد كانت امرأة طيبة للغاية تساعد المحتاجين كما كانت فاتنة الجمال وذات عينان لازورديتان فاتنتان وعلى الرغم انها انجبت ابن وابنة إلا أن ابنتها لم ترث شيئا من جمالها بل لا أعتقد أنها تشبهها البتة أوهكذا يقال...بينما ورث ابنها الأكبر كل ما لها....عيناها,ملامح وجهها,شعرها الكستنائي وطيبة قلبها مما جعله هدفا لكل الفتيات النبيلات في المنطقة وخارق المنطقة.....وأظن أن السيدة (ساندرا فلاديمير) الأرملة تريد تزويجه من ابنتها (ڤلوريا) الوحيدة لتضمن لأبنتها معيشة هانئة ماتبقى من حياتها......كم أتوق الى حفل زفافهما لابد وأن يكون أجمل حفل عرفه التاريخ...."


فابتسم (خوسيه) الكولومبي العجوز وأكمل نومه وبعد ذلك بساعة ونصف كانا قد نزلا من العربة وودعت ابنته (أنجيليتا) الفلاحة واعدة إياها بزيارة في القرية في وقت قريب وتقدم الكولمبيان (خوسيه) وابنته الي أعتاب أراضي قصر (كازابيانكا) ...كانت حديقته جميلة ذات طرقات متفرعة ممتلئة بالأزهار ومجهزة لأستعمال الخيول وكان الخدم في كل مكان معظمهم ايطاليين وماإن وصلوا الي النافورة التي تسبق بوابة القصر الرئيسية والتي كانت من الرخام المتعدد الألوان والتي يتوسطها تمثال رائع لعاشق نبيل يقبل عروس بحر خارجة من مياة النافورة بشكل رومانسي جميل وكان القصر مليئ بالحجرات وتوجد الى جانبه بيوت ذات طابق واحد أوطابقين للخدم ومايتعلق بهم وملحق بهم مبنى كبير للإسطبلات التي تحوي العديد من الخيول الأصيلة المتنوعة والتي ستكون مهمة (خوسيه) وابنته..... قادهم رئيس الخدم الى الغرفة الخاصة بصاحب القصر لعائلة (فان دييجو) السيد (فرناندو) .....عندما نهض (فرناندو) من كرسيه تقدم بخطوات ثابتة متعالية نحو خادمه الجديد (خوسيه) وعامله بتكبر واضح ذاكرا ماهي مهمته في الإعتناء بالخيول الأصيلة وتزويجها للحصول على سلالة متميزة فهو يحضر افضل الخيول من مختلف أنحاء العالم كما أحضر حصانا جديدا غير مروض لأبنه الأكبر الذي ناداه (ألفريدو) وطلب من (خوسيه) أن يروضه فقال العجوزبلهجة ودودة :

"لقد دب الشيب في رأسي ياسيدي ولم أعد أفعل ذلك لكني واثق أن ابنتي الوحيدة (أنجيليتا) ستتولى هذة المهمة عن طيب خاطر....."

وهنا نقل (فرناندو) عيناه ببرود تجاة الفتاة الفاتنة التي تقف الى جانب أبيها فابتسمت له وحيته بخجل فلم يرد لها تحيتها بل قال بصوت قاسي :


"لا يهمني من الذي سيفعل , المهم أن تنفذ ما أقوله لك والآن سيريك (لوسيانو) مكان اقامتك"


وكان (لوسيانو) هو رئيس الخدم في (كازابيانكا) كما كان ذات سلطة قوية فلقد كان يتولى كل أمور السيد والمتحدث الرسمي بأسمه والذي يحل محله في بعض الحالات الخاصة وكان جميع الخدم يهابونه ويعملون له ألف حساب وحمل الكولومبيان حاجاتهما وذهبا لإكتشاف حجرتيهما.......



بعد مغادرة (خوسيه) و (أنجيليتا) عم الهدوء غرفة (فرناندو) من جديد الذي ظل ينظر الى جهة واحدة دون أن تطرف عيناه فلقد تذكر أن اليوم قد أقام مائدة كبرى يجمع فيها افراد عائلة (فلاديمير) وعائلة (ديميتريوس) حين يجمع الأولاد ويستطيع أن يفاتح ابنه بصراحة مطلقة عن رغبته في تزويجه من (فلوريا) ابنة الأرملة (ساندرا فلاديمير) وصديقه الراحل (فرانسوا) وقد يضرب عصفوران بحجر واحد ويري ماستؤل إليه الأمور مع ابنته الأخرى (سيسل) فقد يعرض عليها (أندريه) الإبن الوحيد لعائلة (ديميتريوس) الزواج وسيكون هذا أفضل مايمكن أن يحدث له فسوف يبني امبراطورية كبيرة وتدخل أملاك الأسرتين العريقتين في أملاكه سيكون سيد المنطقة دون أدني شك كم حلم طويلا بجمع الأسرتان ليكونا تحت امرته فلقد كان كل مايهمه الثراء والسلطة وبعدهما يأتي الطوفان وفكر في نفسه بسخرية كم فرح لموت (آنا) زوجته والتي كانت عاطفية تؤمن بالحب وبتلك الأشياء السخيفة ونقل عيناه لتقع على كرسي في أقصى الغرفة قريب من المكتبة وقال محدثا نفسه كانت تجلس في هذا المكان دائما تطالع رواية رومانسية للقرون الغابرة وكانت حينها عيناها تصفيان وتصبح رائعتان , تينيك العينين اللازورديتان ....فشعر بغصة في حلقه إذ تذكر أنها اشبعت رأس ولديه بتلك الأفكار السخيفة والأقوال المهترئة والتي لاتلبث أن تجعل سيطرته عليهما صعبا فلم يكن الزواج بالنسبة له سوى لتحقيق مصالح لطرفين الرابطة حتى اتخذ عنده طابعا تجاريا محض وكان من السهل السيطرة على (سيسل) ابنته فهي تميل اليه أكثر والى أفكاره ولكن المشكلة عنده كانت في (ألفريدو) ذلك الشاب الطائش والذي من المفترض أن يستلم زمام امبراطوريته التجارية والإجتماعية ولكن لم يبدو أبدا على استعداد لذلك.......



لم يمضي وقت طويل على الكولومبيان -أوهكذا كان يسميهما الخدم- حتى شعرا بالراحة في المنطقة وبدأا يمارسان عملهما بشكل جيد وكان الجميع يشيد بجمال (أنجيليتا) وأدبها وأخلاقها الفذة فلقد كانت ذات طباع سامية تحب مساعدة الجميع متفائلة وخفيفة الظل باختصار كانت تدخل البهجة على قلوب الجميع من حولها فلقد كانت فاتنة في ريعان شبابها زهرة ناضرة تنتظر من سيقطفها ولم تكن قد رأت أحدا من سادتها غير السيد (فرناندو) وكان رويته كافية لتنفرها من الأسرة أجمع فلم تكن تميل اليه بل كانت في داخلها تكرهه وتكره أن يعامله أبوها بخنوع شديد هكذا وبدأت الخادمات الشابات يخبرنها عن كل مايدور في هذا البيت فعرفت أن الإبن الأكبر (ألفريدو) شاب وسيم لأقصى حد وعيناه هما سر جماله و عينيه لازوردية تجعل أي فتاة تسقط صريعة لحبه كما كان جيد الطباع حسن المعشررقيق القلب وكان يحب الشعر ويعزف الجيتار بطلاقة وكان صديقا حميما (لأندريه ديميتريوس) منذ الصغر ولعل هذا هو الذي شجع (أندريه) على أن ينظر بعين عاشقة لأخت صديقه الحميم (سيسل) ولكن تلك الأخيرة لم تكن تبادله أدنى ذرة من العاطفة بل كانت تميل الى زميل لها في الجامعة وهو قريب في الواقع لعائلة (فلاديمير) ويدعى (روبرتو) ولكنه لم يكن يأتي كثيرا للدارفكانت تكتفي بارسال رسائل له بين الحين والآخر لتعرفه بكل مايجري هنا وتعطيه لصديقتها الحميمة الخطيبة المستقبلية (لألفريدو) وهي (فلوريا فلاديمير) وكان هذا طبعا دون علم والدها ولكن الجميع كان يعلم أن (أندريه) كان أفضل عريس لها وكان أفضل خلفا وعلما منه كما كان ذات شأن عنه ومهابة ولكن قلب (سيسل) لم يكترث لهذا أبدا.........


نتاااااابع كمان حلوووو ...






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة