الموضوع: لاَ أعْلَم ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-2010, 09:40 AM   رقم المشاركة : 1
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر
لاَ أعْلَم ..

أنَّ ما يحزننا رغماً عنَّا .. هو شعورنا ان سفر من نُحِب وفي هذهِ الإجَازَة بالذَّات

سيكون مصحوباً بآخرين .. هم من سوف يحلّون مكاننا على المدى البعيد ..

أمَّا نحن فليس لنا سِوَى ان نجترُّ آلامنا .. ونعيشُ على ذكرياتنا الحلوة معه ..

حتى لو كنا لم نعرفه عن قُرب .. سمعنا عنه وعن صفاته الحلوة ومآثره الجميلة

وتأثيره السَّاحِر علينا .. بحيث اصبح محور تفكيرنا..

وأمام هذه التصرفات ( لاتَعْلَم ) حقيقة لماذا نتصرف هكذا ..


( لاتَعْلَم ) كيف تتعامل مع مشاعرك .. بل ( لاتَعلَم ) ان كان تصرفك ..

وتفكيرك صحيح أم لا .. وهل هو تصرف عادي ام مُبَالغ فيه؟!

فأحياناً .. وأنت كبشر .. وتحت ظروف خاصة جداً ..

وتحت تساؤلات معينة من غيرك .. يَجِفُّ قامُوسك اللغوي ولا تعرف منه

سوى ان تقول ( لا أعْلَم ) يُكرر عليك السُّؤال ما رأيك .. ماذا تريد ..

ما هي مشاعرك .. فلا تجد على لسانك سوى كلمة ( لا أعلَم ) ..

وحتى لو لم تبوح بها صراحة لمن يسألك .. إلاَّ ان بداخلك شيء واحد

اسمه ( لا أعلَم )!!

لأنك رُبَّما تكون في صراع شديد بين الموقف الذي تعيشه وبين ما سوف تعيشه

ولو بعد قليل أو سُوَيعَات قليلة أو بعد أيَّام؟!

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا نقول ( لا أعلَم ) ودون تردد ..

ومن الوهلة الأولَى؟!

هل لكي تُصَاحِب السَّلامة وتتجنب المشاكل لأن كلمة ( لا أعلَم ) سلامة ..

كما يقولون في الامثال الشعبية .. ولأنها تغنيك عن البحث في تفاصيل ..

انت في غنى عنها؟!

أم أنك تقولها لأن ليس لديك تعبير كافِي .. يصِفُ مشاعرك وأحاسيسك ..

في تلك اللحظات التي قد تكون لحظات سعيدة أو حزينة والتي ربما كانت أيضاً

تعبيراً عن العَجز وقِلَّة الحِيلَة .. أم أنك تقول ( لا أعلَم ) تهرباً من موقف

محرج مثلاً قد يغيِّر رأي غيرك فيك للأسوَأ سِوَاء كان رأيك سلباً أو ايجابا؟

أم أنك تقول ( لا أعلَم ) أحياناً حينما لا تستطيع ..

ان تقول نعم مع حاجتك الشديدة جداً لقول نعم في وقت معين ..

وتحت ظروف خاصة؟!

أنت نفسك أحياناً حينما تجلس مع نفسك .. لن تجد اجابات مقنعة ومرضية

لتساؤلاتك المتزايدة والحائرة .. فأنت تتمنى بحق ان تعرف لماذا أنت هكذا؟

لماذا لم تحقق ابسط احلامك وطموحاتك ..

لماذا رأي النَّاس فيك بهذه الطريقة .. ولماذا لا يفهمك الآخرون؟

بل لماذا أنا أشقى وأتعب من أجل الآخرين .. بينما هم لا يقدرون ذلك؟

لماذا أحرم نفسي من أشياء كثيرة أتمناها ..

بينما أنا أقدمها للآخرين برضا نفس .. هل هو الإيثَارُ فعلاً ما أملكه ..

أم هو العجز وقلَّة الحِيلة؟

بل يزداد هذا الشعور بالحيرة ..

وبالتالي ( لا أعلَم ) حينما تنظر لسنوات عمرك تمرُّ وزهرات شبابك تذبل

وأنت كما أنت لم تبارح مكانك .. تسأل نفسك ترى من هو السبب في ذلك

أنا أم المجتمع أم الزمن .. وحينما لا تملك سوى اجابة واحدة ( لا أعلَم )

أليس ذلك مُتعباً؟!

أما الناحية الجمالية المخفية في عبارة ( لا أعلَم ) هو أنك تقولها أحياناً

حينما تشعر انك مقصر في حق إنسان رائع تعرفت عليه وأعجبت به ..

وتريد ان ترد إليه بعض الجميل .. الذي أغدقهُ عليك ..

وبعض الشكر تجاه الثقة التي منحك اياها من اول مرة التقاكَ فيها!!

تقدم له هديتك أياً كان نوعها .. وأنت تقول اعذرني ( لا أعلَم )

ان كان هذا يوفيك حقك أم لا .. إن كان بالفعل قد عبَّر عمَّا أكنه لك من حب

أم لا؟!

إن كان بالفعل قد أوصل لك حقيقة مشاعري نحوك أم لا؟!

وأحياناً من حُبك للطرف الآخر..وخوفك من قلقه عليك..تقول له ( لا أعلَم )

كأن تكون مسافراً ويسألك متى ترجع ..

وحينها لا تستطيع ان تحدد موعداً قاطعاً .. خشية ألاّ توفي به ..

ثم يظل الطرف الآخر في قلق وحيرة وترقُّب .. وما أصعب الانتظار ..

حينما يكون طويلاً وغير مؤكد ..

ورغم شوقك انت ولهفتك لأن يعرف موعد عودتك بالساعة والدقيقة

إلاّ انك تفضّل ان يكون موعد العودة مفتوحاً قليلاً ..

خشية ان تشغل بال من تحب وهذه ما نلاحظها مع قلب الأم والأب ..

والحبيب؟!

أما الشيء الذي يغيظك بالفعل .. فهو انك حينما تسأل الطرف الآخر

العزيز على قلبك عن كل شيء متعلق بمشاعره نحوك .. فيقول لك ( لا أعلَم )

ولكن ليلعب بأعصابك ..

وكأنه يقول لك نعم أنا أعرف انك تريدني اقول هذه الكلمة وتلك الكلمة

ولكني مع ذلك لن أقولها رغم معرفته الأكيدة بحاجتك الماسة إليها ..

بل الأكثر من ذلك انه يضحك من كل قلبه .. ويتفرج عليك وأنتَ تهدده ..

بأنك سوف تردّها له فيما بعد ..

ويضحك أكثر لأنه يعرف انك غير قادر اصلاً .. فما هي مشاعرك الآن

وفي هذه اللحظات ولا تقل لي ( لا أعلَم )؟!

/

/

إنتـَــر